الأقسام الرئيسية

بعد التحرش والبانجو..هل يطمئن أولياء الأمور على أبنائهم في مدارس "زكي بدر"؟

. . ليست هناك تعليقات:

حوادث اغتصاب وهتك عرض وتسيب وعنف، ذلك هو المشهد الأبرز حاليا في المدارس المصرية، فمازالت حادثة هتك عرض طالب بالصف الأول في مدرسة ابتدائية بالمنصورة من عامل أحذية أثناء سير العملية الدراسية تثير دهشة وخوف أولياء الأمور على أبنائهم، حتى أن بعضهم يبحث فكرة تلقين أبنائهم التعليم منزليا في مراحل التعليم الأساسية، سبقتها حادث اعتداء جنسي من ثلاث طلاب بالصف الثالث بمدرسة "مصر الجديدة الإعدادية بنين" كان ضحيتها طالب بالصف الثاني بنفس المدرسة بعد أن اقتاده لبدروم المدرسة وتناوبوا الاعتداء عليه، والتي توقف بعدها الوزير "أحمد زكي بدر" - وزير التربية والتعليم - عند حدود إصدار بيان شجب واستنكار.

مما يكاد يفرغ العملية التعليمية من أهدافها الحقيقة وتحويلها لمكان يتعلم به الطلبة والتلاميذ كل وسائل العنف والتحرش والخروج على الآداب، ويؤثر على الضحايا من الطلاب، ويولد لدى التلاميذ ارتباط شرطي بين المدرسة والتعليم وبين الانحدار الأخلاقي والعنف، ويولد حالة من الشك بين أفراد العملية التعليمية ككل، ويجعل سوء النية هو الأساس إلى أن يثبت العكس.

يقول محمد أبو الغار - رئيس حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات - أن المدارس في مصر تنقسم إلى نوعين بسبب الظروف السياسية والاقتصادية التي تتحكم بالحالة التعليمية في مصر، أولها المدارس المتميزة فهي عالية التكاليف يصعب على الكثيرين إلحاق أبنائهم بها أما النوع الثاني فهي المدارس الحكومية وهي للأسف مدارس سيئة بكل المقاييس، حيث لا تربية ولا تعليم ولا متابعة بل يتعرض الطفل فيها لجميع المشكلات وأحيانا المصائب كالحادث الذي نحن بصدده والذي يعلن عن حجم التسيب في مدارسنا وكونه حالة عامة تصل لدرجة اغتصاب طفل داخل المدرسة وهو ما يعد مسئولية الدولة بأكملها، حيث أن المسئولين حتى أعلى مستوى مشتركين في هذه المهزلة لأنها مسئولية أدبية بالمقام الأول وفي رأي الدولة بأكملها يجب محاكمتها بهذا الصدد.

وأشار "أبو الغار" إلى أنه بالرغم مما يحدث داخل المدارس المصرية إلا أنه لا مفر من أن يرسل أولياء الأمور أبنائهم إلى المدارس خاصة وأن الحوادث التي تظهر على الساحة برغم كثرتها وقسوتها إلا أنها حوادث فردية يتم نسيانها ويتلاشى الخوف منها لأنها لا تشكل ظاهرة في المجتمع.

وأكد "أبو الغار" أن أي عقاب يضعه "بدر" يجب أن يسبقه تحقيق واتهام موجهة إلى مسئول محدد بعينه لافتا إلى أن عمليات النقل التي قام بها لوزير ما هي إلا مسكنات لتهدئة أولياء الأمور فقط.

في نفس السياق، أكد عبد الحفيظ طايل، مدير المركز المصري للحق في التعليم، أن علاقة الطفل بالمدرسة بل والتعليم بل والعالم ككل ستصبح أكثر سوءا ويتحكم فيها حالة شديدة من التعقيد، حيث يمكن ألا يستطيع الطفل تجاوز هذه المشكلة لدرجة ألا يكمل تعليمه أو يفشل في التعامل مع المجتمع ككل، مشيرا إلى أن هذه المشكلة تنتج عن حالة الفوضى والتسيب المنتشرة في المدارس المصرية، مؤكدا أنه في السنة الأخيرة، وبالرغم من زيارات بدر المفاجئة المتكررة للمدارس إلا أن حالات الفوضى مازالت كما هي، كما أن الدور الرئيسي للمدارس قد تأخر بشكل ملحوظ، حيث أن المدرسة بدلا من أن تكون مجتمعا في حد ذاته يربي ويعلم كيفية التعامل مع الحياة أصبحت وسيلة للتربح والسيطرة، مشيرا إلى أن هناك تقارير تؤكد على تزايد عدد الوفيات في الفترة الأخيرة في المدارس حيث أن الوزارة الحالية شهدت المدارس بها 17 حالة وفاة مرتبطة بالتعليم بين الطلبة والمدرسين، منها 3 حالات انتحار، لذا من المؤكد أننا نتحدث عن حالة وباء، وأضاف أن بعض المدرسين يرون أن المدارس أصبحت "ليمان" يعاقب فيه المدرس والطالب على حد سواء!

وقال طايل، أن الوزارة الحالية مسئولة بشكل مباشر جنبا إلى جنب مع سياسات الدولة في التسيب التي تشهده مدارسنا الآن، لافتا إلى أن الميل الاستعراضي عند "بدر" واهتمامه "بالفلوس" بالمقام الأول بدلا من اهتمامه بكفاءة المعلم ووضعه المهني والوظيفي وكفاءة الطالب التي أصبحت خارج الحسبان هو ما يزيد من حالة التدهور التي نشهدها الآن.

وفيما يتعلق بشيوع حالة من الخوف لدى أولياء الأمور على أبنائهم أثناء تواجدهم داخل المدرسة، أكد طايل، أن الناس مجبرة على إرسال أبنائهم إلى المدارس بالرغم من المخاوف التي تعتريهم، خاصة وأن العقاب الذي اتخذه "بدر" لا يتناسب مع حجم الجرم، وأنه كان لابد من وجود عقاب حقيقي رادع، مضيفا أن المصيبة تكمن في أن المدان الأول - وهو الوزير - هو للأسف من يقوم بالعقاب "بيعاقب وهو مش فاهم بيعمل إيه!".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer