قتل 18 شخصا واصيب نحو 100 اخرين في هجوم بشاحنة مفخخة نفذه مسلحون على مبنى للشرطة كان يستخدم لاحتجاز المشتبه بهم في كراتشي، اكبر المدن الباكستانية.
وسارعت حركة طالبان باكستان الى الاعلان عن مسؤوليتها عن هذا الهجوم النادر على قوات الامن الحكومية في كراتشي، المدينة المتوترة سياسيا والتي يسكنها 16 مليون شخص جنوب البلاد، والبعيدة عن معاقل المسلحين في الشمال الغربي.
وكراتشي هي عاصمة باكستان الاقتصادية وتضم البورصة وشاطئ بحر العرب حيث ترسو سفن امدادات حلف الاطلسي لنقلها بالشاحنات برا الى الجنود الاجانب الذي يزيد عددهم عن 150 الفا ويقاتلون طالبان في افغانستان.
واستهدف المهاجمون دائرة التحقيقات الجنائية التابعة للشرطة والواقعة في قلب كراتشي الذي تحيط به حراسة مشددة، ولا يبعد عن سلسلة فنادق من فئة الخمس نجوم يرتادها الغربيون وعن القنصلية الاميركية ومكاتب الحكومة الباكستانية.
وفتح المسلحون النار واشتبكوا مع الشرطة قبل ان يفجروا شاحنتهم في هجوم قال مسؤول واحد على الاقل انه يشبه الهجوم في عام 2008 على فندق ماريوت في اسلام اباد والذي قتل فيه 60 شخصا.
وذكر شهود عيان وعناصر من الشرطة ان المبنى كان يستخدم لاحتجاز مجرمين وكبار الارهابيين المشتبه بهم. كما كان يضم وحدة لنساء الشرطة. ولحقت اضرار جسيمة بمساكن مخصصة للشرطة قريبة من موقع الانفجار.
وذكر الطبيب سيمي جمامالي في مستشفى جناح ان اكثر من مئة شخص اصيبوا وان شرطية من بين القتلى.
وانتشرت شظايا الزجاج في المنطقة على مسافة تبعد كيلومترين عن موقع التفجير. وواصل عمال الانقاذ بحثهم عن ناجين تحت انقاض المبنى وقد اشعلوا الانوار بعد حلول الظلام، حسب مراسل فرانس برس.
ودمرت عشرات العربات في الهجوم، وهرعت سيارات الاسعاف لنقل المصابين الى المستشفى.
وصرح طارق رزاق هاريجو المسؤول البارز في الشرطة لوكالة فرانس برس ان "المبنى دمر بالكامل. استطيع ان ارى حفرة عمقها خمسة امتار. واصيب بعض المنازل كذلك باضرار كبيرة".
وصرح صلاح الدين بارار خطاب رئيس شرطة ولاية السند التي عاصمتها كراتشي ان 18 شخصا قتلوا وان المهاجمين تمكنوا من كسر الطوق الامني المحيط بالمبنى بعد ان اطلقوا النار على رجال الشرطة.
واضاف "وقع تبادل لاطلاق النار بين الشرطة والمسلحين، تبعه انفجار شاحنة مليئة بالمتفجرات".
وتابع "لا نعلم عدد المسلحين، ولكن الاشتباك المسلح استمر لبعض الوقت".
وقال ان المبنى كان يستخدم لاحتجاز المسلحين، الا انه لم يكن يتواجد فيه اي مشتبه به مهم وقت الهجوم.
وذكر ذو الفقار ميرزا وزير داخلية ولاية السند ان المسلحين "صدموا المبنى بسيارة مليئة بالمتفجرات".
واضاف "لقد كان انفجارا هائلا احدث حفرة كبيرة، ويشبه تفجير فندق الماريوت في اسلام اباد".
وقالت شارميلا فاروقي المتحدثة باسم حكومة ولاية السند الجنوبية ان خمسة من رجال الشرطة قتلوا في الهجوم.
وقالت "وصلتنا تقارير بانه قد يكون بين الضحايا نساء شرطيات لان المبنى يضم وحدة للشرطيات".
وادت الهجمات الانتحارية والتفجيرات التي عادة ما تلقى مسؤوليتها على حركة طالبان الباكستانية وغيرها من الجماعات المسلحة، الى مقتل نحو 3800 شخص في باكستان منذ اقتحمت القوات الحكومية مسجدا للمتطرفين في اسلام اباد قبل ثلاث سنوات.
وياتي انفجار كراتشي بعد اسبوع من تفجير انتحاري وقع في مسجد يكتظ بالمصلين وادى الى مقتل 68 شخصا في منطقة دار ادم خيل شمال غرب باكستان.
وتبع ذلك الهجوم الذي وقع الجمعة هجوم بقنابل بعد ساعات على مسجد ثان في المنطقة قتل فيه اربعة اشخاص.
وتطالب الولايات المتحدة باكستان ببذل المزيد من الجهود لمكافحة المسلحين الذين يعبرون الحدود الى افغانستان التي تشهد حربا ضد حركة طالبان منذ نحو تسع سنوات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات