المحافظون والأقباط

بقلم محمود مسلم ٢٧/ ١١/ ٢٠١٠

لا يوجد محافظ فى بر مصر إلا واشتبك معه الأقباط بمن فيهم القبطى مجدى أيوب، محافظ قنا، ومؤخراً سيد عبدالعزيز، محافظ الجيزة، وبالتالى نحن أمام سيناريوهين، إما أن ما يحدث سياسة دولة يجب أن يتحاور الأقباط ليعدلوها دون البحث عن كبش فداء أو أنها تجاوزات من بعض الأقباط يجب أن تواجهها الدولة.. والأمر لم يعد يحتمل الانتظار، فقد لقى شاب مصرعه فى الأحداث الأخيرة وأصيب عدد كبير من ضباط وأفراد الشرطة وتمت إحالة عدد من الأقباط إلى النيابة والمؤكد أن كل هذه الأحداث ليست فى صالح مصر. بؤر الفتنة تزداد يوماً بعد الآخر وطالت مناطق لم تقع فيها من قبل وقبلات شيخ الأزهر والبابا شنودة وموائد الإفطار لم تعد تجدى فى مواجهة حالة الاحتقان الطائفى مرة بسبب بناء الكنائس وأخرى لقانون الأحوال الشخصية لغير المسلمين، بالإضافة إلى الأحداث الفردية بداية من وفاء قسطنطين حتى كاميليا وغيرهما.. حيث تنتهى الأزمات وتبدأ غيرها دون وضع قواعد واضحة تمنع عدم تكرارها، حيث يعاد الكلام نفسه، سواء فى برامج «التوك شو» أو الصحف وأحياناً يكون بذات الضيوف. مما لاشك فيه أن بعض التيارات ستستخدم أحداث الفتنة فى انتخابات مجلس الشعب، والتى تشهد لأول مرة قيام الأحزاب المختلفة الوطنى والوفد والتجمع بترشيح عدد كبير من الإخوة الأقباط ممن لهم فرص نجاح قوية.. وهو ما يعالج بعض المشكلات الدائمة، التى كانت تتمثل فى غياب الأقباط عن القرار السياسى، لكن فى الوقت ذاته مطلوب وقفة جادة حتى لا تتدحرج مشاكل الاحتقان الطائفى ككرة النار من محافظة إلى أخرى ويكون المحافظون هم كبش الفداء. أما على الجانب المجتمعى، فإن الشباب من الطرفين بحاجة ماسة إلى «عظة» ترشدهم وتهدئ من حماسهم غير المتزن، فمواد الدستور التى تؤكد المواطنة غير كافية وحدها لتأكيد ثقافة المواطنة عند الشعب المصرى.. ولو أحصينا عدد المظاهرات، التى خرج فيها الأقباط خلال الفترة الماضية فى مسائل كبيرة وأخرى صغيرة لعرفنا حجم المأساة.. وإذا كانت وزارة الأوقاف قد نظمت خلال السنوات الماضية دورات للوعاظ وتم إلى حد كبير منع أئمة «الزوايا» من إشعال الفتنة.. فإن الكنيسة يجب عليها أن تتخذ خطاً موازياً وأن يدخل قادتها فى حوار مع شبابهم من أجل الوطن.