الأقسام الرئيسية

ليس اتهاماً لأحد

. . ليست هناك تعليقات:

بقلم سليمان جودة ٢٠/ ١١/ ٢٠١٠

علينا أن نسأل أنفسنا بأمانة، ونقول: ما هو الشىء الذى صنع دولاً من عدم، بحجم ماليزيا، أو سنغافورة، أو كوريا الجنوبية؟!

هل استيقظت هذه الدول من نومها، فوجدت نفسها على ما هى عليه الآن، من قوة اقتصادية تتيح لها مكاناً، ثم مكانة، فى الصف الأول بين الأمم.

الجواب هو أنه إذا كان يقال، إن الأسد، بما يمتلكه من قوة، ليس إلا مجموعة من الخراف التى تم التهامها ثم هضمها، فإن الدول القوية، من نوعية هذه الدول الثلاث، ليست أيضاً إلا مجموعة من الفرص التى جرى توظيفها جيداً، واستغلالها على أفضل ما يكون الاستغلال أو التوظيف.

ماليزيا ليست إلا مجموعة من الفرص التى أحسن «مهاتير محمد» الإمساك بها، وسنغافورة، ليست إلا مجموعة من الفرص التى أجاد «لى كوان يو» التشبث بها، من أول لحظة لآخر لحظة، وكذلك الحال فى كوريا الجنوبية، وهى دول كما ترى، لم تكن فقط معنا على أرض واحدة، وإنما كانت وراءنا فى يوم من الأيام!

فما المعنى؟!.. المعنى أننا حين نشير - مثلاً - إلى فرصة أهدرها مستثمر، أياً كان، فإننا لا نتوقف، والحال كذلك، أمام مجرد فرصة ضاعت على مستثمر، بقدر ما ننبه إلى فرصة ضاعت على بلدنا نفسه، فى أى ميدان، وحين تتكرر مثل هذه الفرص المهدرة، فإنها تشكل فى غاية الأمر، فرصة عظمى، ضاعت على بلد بكامله، على امتداد سنوات!

وعندما نكرر الإشارة، مرة بعد أخرى، إلى تدنى مستوى تعليمنا، فليس الغرض هنا، هو التنبيه إلى تراجع مستويات هذا التعليم، بقدر ما يظل الهدف، هو أن نفيق من غفلتنا ونتنبه إلى أن بقاء التعليم على حالته الراهنة، إنما هو فى الأساس ضياع لفرصة أكبر، لا يجوز أن نقف إزاء ضياعها علينا، كبلد، دون أن نفعل شيئاً!

وهكذا.. وهكذا.. فى كل مجال آخر، يمثل تراجعه، استمراراً لضياع فرصة بعد فرصة على بلد تصنعه، شأن أى بلد آخر، مجموعة من الفرص التى يعرف أصحابها، كيف لا يجعلونها تمر دون تسخيرها كاملاً، للصالح العام!

زمان، كنا نلتمس لأنفسنا الأعذار، بأننا خضنا حروباً عطلتنا، من أول حرب ٥٦، مروراً بحرب ٦٧، وانتهاء بحرب ٧٣، وكان العذر، فى حالات كهذه، مقبولاً، ومفهوماً.. فما هو عذرنا، يارب اليوم؟!

ليس القصد، للمرة العاشرة، اتهام مستثمر، أو وزير مختص، أو رئيس وزارة، أو حتى رئيس الدولة، ولا القصد هو التحريض على أى أحد من هؤلاء، ولا حتى القصد التركيز على الفرص الضائعة، وإهمال الإشارة إلى الناجحة، فالناجحة يتكفل نجاحها بالإشارة إليها، بأطول بنان، وإنما القصد هو التنبيه دائماً، إلى أننا أضعنا، ولانزال، فرصاً بلا عدد.. فمتى نحرص على أن نضع واحدة فوق الأخرى، فيقوم فوقها جميعاً البلد؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer