كتبت بليندا فان ستاين- إذاعة هولندا العالمية/ "سأنتظر حتى يشير لي قس عارف إلى الوجهة التي يجب أن أسير إليها" يقول أحد الكاثوليك في كينيا. ينسجم تعليقه الحذر مع الحذر الواضح الذي تعامل به العالم الكاثوليكي مع التصريح المدوي الذي أطلقه البابا بينيدكتس السادس عشر والذي قال فيه أن استخدام الكوندوم (الواقي الذكري) يمكن أن يصبح مقبولا في بعض الأحيان.
كان بابا الفاتيكان، أعلى سلطة في الكنيسة الكاثوليكية، يرفض استخدام الكوندوم بحزم. لكن البابا بدل لهجته وخفف من رفضه الصارم للكوندوم في حديث أدلى به للصحفي الألماني بيتر سيوالد. المح إلى أن استخدام الكوندوم في الحالات الفردية يمكن أن يكون مقبولا، وكان يعني تحديدا الأشخاص المصابين بمرض نقصان المناعة المكتسبة (الايدز).
مكافحة الأيدز
اعتبرت مونيك فان در كروف، من مؤسسة مكافحة الأيدز، ان تصريح البابا بينيدكتس تغييرا مهما:
"اعتقد انه دعم أكيد للمصابين بمرض الايدز ومن قد يصابون به في المستقبل. انهم يسمعون الآن أن استخدام الكوندوم مسموح به في بعض الحالات وهذا يعني أن الكوندوم لا يمكن استبعاده تماماً، و واننا يمكننا الاحتفاظ به على الاقل لاستخدامه عند الحاجة. ففي بعض البلدان لا يزال من الصعب جداً الحديث عن استخدام الكوندوم."
كينيا
اهتمت الصحف ومحطات الإذاعة والتلفزيون في كينيا بتصريح البابا اهتماما واسعا وجعلته على كل لسان خلال ساعات قلائل، لكن المؤسسات الرسمية لم تعلق على الموضوع بعد. حتى موقع جلاك على الانترنت الخاص بالمثليين جنسيا في كينيا لم يصدر تعليقا على تصريح البابا كما امتنعت المصادر الكنسية عن التعليق حتى الآن، جميعهم ينتظرون التعليق الرسمي للكاردينال جون جيو في العاصمة نيروبي.
تتمتع الكنيسة الكاثوليكية بنفوذ كبير في كينيا، لكن القساوسة كانوا ينصحون أفراد رعيتهم باستخدام الكوندوم عندما يتحدثون إليهم منفردين ووجها لوجه.
رواد الكنيسة
صحيفة ستاندارد الكينية استطلعت آراء عدد من رواد الكنيسة حول تصريحات البابا الأخيرة.. واتسمت معظم ردود الأفعال بشيء من عدم الاهتمام: "سمعت بالخبر عبر وسائل الإعلام. لكني لم أسمع حتى الآن لم يصدر رأي رسمي هنا. أنا بانتظار ما يقوله لنا القسيس وما هي توجيهاته لنا." يقول أحد المتحدثين للصحيفة. شخص آخر يقول" "لن يتخذ البابا أبداً قرارات ليست في صالح الكنيسة والمؤمنين. لا بدّ أن لديه أسباباً جيدة."
البرازيل
"أقل مما يجب.. ومتأخر كثيراً" كان هذا هو تعليق القس البرازيلي السابق، وأحد شخصيات ما يعرف بتيار "لاهوت التحرير"، ليوناردو بوف، على تصريحات بابا الفاتيكان حول السماح باستخدام الواقي الذكري لمكافحة الأمراض المعدية:
" خلال آلاف جلسات الاعتراف التي استمعت إليها من المؤمنين.. لم أسمع أبداً.. أبداً شخصاً يعترف بخطيئة استخدام إحدى وسائل منع الحمل. المسيحيون يتصرفون في الواقع بشكل يختلف عن توجيهات البابا. كان صوت البابا هتافاً قي الصحراء.. يتناقض بشكل كلي مع الواقع الطبيعي."
يـُذكر أن بوف سبق أن تلقى اللوم أكثر من مرة من قبل الفاتيكان بسبب انتقاداته للكنيسة الكاثوليكية. وقد دفعته تلك الصدامات في النهاية إلى التخلي عن وظيفته كقس.
توجه جديد
هل يمكن الحديث عن ثورة في الكنيسة الكاثوليكية؟ ليس تماماً، يجيب المؤرخ والقس الهولندي أنطونيو بودار، إذ سبق لعدد من رجال الدين أن أعلنوا تأييدهم استخدام الكوندوم. لكن هذا تطور جيد أن يعلن البابا نفسه عن هذا التوجه الجديد:
"بهذا التوجه أظهرت الكنيسة جانبها الإنساني، وخففت من تعنتها. نظرياً تحاول الكنسية تحقيق الفكرة المثالية. لكن هذا الطموح لا يتحقق دائماً في الواقع. لذلك ترى الكنيسة أن من الطبيعي أن يستخدم الأشخاص المصابون بالايدز الكوندوم."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات