استدعى الرئيس الامريكي باراك اوباما وزارء خارجية ودفاع امريكيين سابقين لمساعدة ادارته في جهودها لاقناع الاعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ بالمصادقة على معاهدة خفض الاسلحة النووية التي تم التوصل اليها بين روسيا والولايات المتحدة والمعروفة باسم "ستارت 2".
واعلن البيت الابيض ان اوباما سيناقش خلال اجتماعه مع الوزراء السابقين المعاهدة وليؤكد لهم ان من مصلحة الولايات المتحدة المصادقة عليها خلال العام الجاري.
ويرى عدد من الاعضاء الجمهوريين في المجلس ان المصادقة على المعاهدة في الوقت الحالي سابقة لاوانها.
وسيشارك في اللقاء وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ورئيس لجنة العلاقات الخارجية السناتور جون كيري وعضو مجلس الشيوخ السابق سام نان ووزارء الخارجية السابقين مادلين اولبرايت وجيمس بيكر وهنري كيسينجر الى جانب وزراء الدفاع وليام كوهين ووليام بيري ومستشار الامن القومي السابق برنت سكوكروفت.
وصرحت كلينتون قبيل الاجتماع ان تأجيل المصادقة على المعاهدة يمثل تهديداً للامن القومي الامريكي.
وستقلص المعاهدة حجم الترسانات النووية فى البلدين وتعيد احياء عمليات التفتيش النووي المتبادل.
ويعترض بعض اعضاء مجلس الشيوخ الاميركي على الاتفاقية قائلين إنها ستقلص من قوة الردع النووي الامريكية.
وكان جون كايل، العضو البارز في مجلس الشيوخ عن الحزب الجمهوري قد قال إنه لا يعتقد أن المصادقة ستتم قبل نهاية العام الحالي.
وكانت المصادقة على المعاهدة واحدة من أهم أولويات السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي باراك اوباما، حيث أبلغ أوباما الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف أن إقرار الكونجرس الأمريكي للمعاهدة سيكون في قمة أولوياته.
ويجب ان يصدق على المعاهدة مجلس الشيوخ الامريكي ومجلس النواب الروسي (الدوما) قبل ان تصبح سارية.
وحث ميدفيديف الدوما على عدم التصديق على المعاهدة الى ان يصدق عليها مجلس الشيوخ الامريكي أولا.
لكن السناتور جون كايل قال إنه ليس من الممكن إجراء التدقيق الضروري في مجلس الشيوخ بين عشية وضحاها، وإن هناك الكثير مما ينبغي عمله.
ويحتاج اوباما إلى دعم الحزبين الجمهوري والديمقراطي للحصول على أغلبية الثلثين المطلوبة للمصادقة على هذه الاتفاقية.
يشار إلى أن الحزب الجمهوري انتزع الأغلبية في مجلس النواب في انتخابات التجديد النصفي التي جرت الشهر الحالي، فيما احتفظ الحزب الديمقراطي باغلبية طفيفة في مجلس الشيوخ.
وفي هذه الأثناء، اعلن البيت الابيض أن الاجتماع الذي دعا إليه اوباما قادة الديموقراطيين والجمهوريين غداة الانتخابات والذي كان مقررا هذا الخميس قد تأجل الى 30 نوفمبر/ تشرين الثاني.
وحسب روبرت جيبس المتحدث باسم الرئاسة الامريكية فان ميتش ماكونيل، زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ، وجون بويهنر زعيم الجمهوريين في مجلس النواب طلبا تأجيل هذا الاجتماع بسبب "تضارب جدول المواعيد".
"تهديد دائم"
وقالت وزيرة الخارجية: "يجب ان نتقدم فيما يخص التصديق على اتفاقية ستارت الجديدة اثناء الفترة المتبقية من عمر مجلس الشيوخ الحالي (اي في الفترة التي تسبق التئام المجلس الجديد المنبثق عن انتخابات التجديد النصفي الاخيرة).
اما السيناتور كيري فقال: "هذه الاتفاقية هي افضل سبيل لخفض التهديدات التي يواجهها بلدنا".
كما قالت كلينتون إنها تريد ان يفهم الناس بأن المفتشين الامريكيين لم يتمكنوا من معاينة الترسانة النووية الروسية منذ انتهاء مفعول المعاهدة السابقة في ديسمبر / كانون الاول المنصرم.
وسيسمح لهؤلاء المفتشين اجراء 18 جولة تفتيش غير معلن عنها في السنة.
الا ان الديمقراطيين لن يمكنهم الحصول على تأييد الشيوخ الجمهوريين الضروري للمصادقة على المعاهدة الجديدة ما لم يدعمها السيناتور كايل.
فادارة اوباما بحاجة الى اصوات ثمانية من الشيوخ الجمهوريين لكي يكون لديها الاصوات الـ 67 الضرورية للمصادقة على المعاهدة، ولكن هذا العدد سيزداد الى 14 حال التئام المجلس الجديد في يناير بسبب فوز الجمهوريين بعدد اكبر من المقاعد في انتخابات التجديد النصفي.
ويقول الجمهوريون إنهم يريدون المزيد من التطمينات حول قدرة الولايات المتحدة على الردع النووي في حال المصادقة على المعاهدة.
كما يصر عدد اخر منهم على التزام ادارة اوباما بتحديث الترسانة النووية الامريكية كشرط للمصادقة على المعاهدة.
يذكر ان البيت الابيض قد خصص بالفعل مبلغ 80 مليار دولار لتحديث الترسانة النووية الامريكية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات