الأقسام الرئيسية

بعد 9 سنوات من الحرب.. طالبان قادرة على توجيه رسائل للغرب

. . ليست هناك تعليقات:

Sat Nov 13, 2010 10:46am GMT


كابول (رويترز) - يمكن أن يتوقع قادة حلف شمال الاطلسي رسالة بانتظارهم من طالبان عندما يجتمعون في قمة في لشبونة هذا الاسبوع حيث ستتصدر أفغانستان جدول أعمال القمة.

وقد تكون الرسالة اظهارا من خلال العنف لبقاء نفوذهم على الرغم من أن واشنطن والقادة العسكريين الامريكيون وفي حلف الاطلسي كانوا يتحدثون عن نجاحات في الاونة الاخيرة في أفغانستان قبل قمة الحلف وقبل مراجعة استراتيجية يجريها الرئيس الامريكي باراك أوباما الشهر القادم.

ويأتي هذا تزامنا مع بدء كثير من أعضاء الحلف الاوروبيين بحث الى أي مدى يمكنهم مواصلة تبرير التزاماتهم تجاه حرب يتراجع التأييد الشعبي لها على نحو متزايد وفي الوقت الذي لا يزال أوباما ملتزما فيه ببدء خفض تدريجي للقوات الامريكية اعتبارا من يوليو تموز عام 2011 قبل الموعد الذي حددته كابول لتولي المسؤولية الكاملة عن الامن في عام 2014 .

وأثبتت طالبان في الماضي أنها على دراية جيدة بالعالم خارج صحاري وحقول جنوب أفغانستان والجبال والوديان التي يتعذر الوصول اليها في شرق وشمال البلاد وذلك من خلال شن هجمات بالتزامن مع أحداث كبيرة.

ففي الشهر الماضي هاجم أربعة مفجرين انتحاريين المجمع الرئيسي للامم المتحدة في بلدة هرات في غرب البلاد في هجوم قالت الجماعة الاسلامية انه جاء ردا على تجديد مجلس الامن التابع للمنظمة الدولية للتفويض الممنوح لقوات حلف الاطلسي في أفغانستان قبل عشرة أيام من الهجوم.

وقال غلام جيلاني زواك مدير المركز التحليلي والاستشاري الافغاني "من ناحية سترغب طالبان في اظهار أن الولايات المتحدة لم تستطع هزيمتها عسكريا في السنوات التسع الماضية .. ومن ناحية أخرى سترغب أيضا في تقديم نفسها كقوة سياسية يمكن قبولها."

وقال شهود عيان والشرطة ان ما يصل الى 14 مقاتلا من طالبان شنوا هجوما جريئا على مطار وقاعدة عسكرية تابعة لحلف الاطلسي في جلال اباد بشرق افغانستان اليوم السبت. وقتل عشرة مهاجمين على الاقل.

وهاجم مفجر انتحاري يوم الجمعة قافلة للحلف بسيارة ملغومة على مشارف كابول مما أسفر عن اصابة جنديين في أول هجوم في المدينة منذ ثلاثة أشهر.

ويوسع هذان الهجومان نمطا من الهجمات شنها في الاونة الاخيرة متمردون بقيادة طالبان بما في ذلك هجوم كبير شنه ما يصل الى 80 مقاتلا على موقع لحلف الاطلسي في اقليم بكتيكا في جنوب شرق البلاد في بداية نوفمبر تشرين الثاني الجاري وهو تكتيك مختلف عن تكتيك هجمات الكر والفر الذي اعتادت عليه طالبان.

وقتل 15 متمردا على الاقل في معركة ضارية بعد هجوم مماثل على دورية في اقليم هلمند الجنوبي يوم الخميس الماضي.

وفي الوقت ذاته أصبح الخطاب السياسي للمتمردين أكثر اعتدالا وأكثر تواترا تزامنا مع حديث واشنطن وحلف الاطلسي عن مكاسبهما. ويقول محللون ان طالبان تحاول طرح نفسها كقوة سياسية شرعية بديلة.

ويتتبع زواك استجابة طالبان الى وقت اعلان أوباما في ديسمبر كانون الاول الماضي عن "زيادة" قدرها 30 ألف جندي تهدف لدفع المتمردين الى طاولة التفاوض سيتبعها خفض عدد القوات اعتبارا من يوليو تموز 2011 .

وقال لرويترز "هذا الاعلان أوجد احساسا لدى المعارضين بأن أمريكا تواجه الهزيمة وأنها سترحل عن أفغانستان.. واذا رحل الامريكيون يجب على طالبان عندئذ أن تطرح نفسها كقوة بديلة للحكومة الحالية."

وبلغ العنف أعلى مستوياته في أفغانستان منذ أن أطاحت قوات أفغانية مدعومة من الولايات المتحدة بطالبان في 13 نوفمبر تشرين الثاني عام 2001 حيث بلغت الخسائر البشرية في صفوف العسكريين والمدنيين مستويات قياسية في الوقت الذي يتراجع فيه التأييد للحرب في واشنطن والعواصم الاوروبية.

وشهدت الاسابيع القليلة الماضية قبولا أكبر للحاجة الى تسوية للصراع من خلال التفاوض حيث ظهرت تقارير عن اتصالات بين الحكومة الافغانية وكبار قادة طالبان لاستكشاف امكانية اجراء محادثات.

وقال مات والدمان المحلل بجامعة هارفارد الذي أجرى اتصالات مع طالبان والذي عمل مستشارا أمنيا للبرلمانين البريطاني والاوروبي "طالبان تظهر براعة كبيرة في فن الدعاية.

"تسعى بياناتهم الاكثر أهمية لحشد تأييد الافغان لطالبان كما تسعى على نحو متزايد لتقويض التأييد الغربي للحرب والتصدي للمخاوف بشأن الحركة."

ومن بين الرسائل السياسية الاكثر أهمية في الاونة الاخيرة رسالة في سبتمبر أيلول الماضي منسوبة لزعيم طالبان الملا محمد عمر.

وتعد الرسالة الافغان بحكم رشيد وحكومة لطالبان تديرها هيئة شورى تقوم على "الكفاءة والامانة" وتحدثت عن الوحدة وحقوق القبائل وحقوق المرأة.

ومنعت طالبان خلال السنوات الخمس الصارمة التي أمضتها في السلطة المرأة من العمل خارج البيت وألزمت النساء بارتداء النقاب مما أثار انتقادات دولية واسعة.

وتحدثت رسالة الملا عمر أيضا عن الحاجة الى معالجة التلوث ومحاربة الاتجار في المخدرات. وتنتج أفغانستان 90 في المئة من انتاج العالم من الافيون الذي يستخدم في انتاج الهيروين.

كذلك انتقدت طالبان الرئيس حامد كرزاي بسبب ما تصفه بالفساد المستشري في حكومته. ويرى الغرب أن الفساد يمنع تطوير مؤسسات الدولة ويساعد التمرد.

وأحدث رسائل طالبان كانت موجهة للكونجرس الامريكي في مطلع الاسبوع الماضي عندما كان أوباما في الهند بعدما تكبد حزبه الديمقراطي خسائر كبيرة في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس.

وتساءلت الرسالة قائلة "هل ستتمكنون من تحقيق أهدافكم بعيدة المدى في المنطقة من خلال الحرب فقط في أفغانستان؟"

من سيد صلاح الدين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer