محرك «الكويتية» المتجهة إلى دكا احترق.. وقائدها أعادها للمطار بعد 12 دقيقة من إقلاعها

الكويت نجت من كارثة جوية الركاب: إهمال في الصيانة.. ولولا تصرف قائد الطائرة لحدثت مصيبة كبيرة منصور السلطان ، عبدالله الرملي ، شايع النبهان أنقذت العناية الالهية ركاب طائرة الخطوط الجوية الكويتية المتجهة الى دكا الليلة قبل الماضية وعددهم 220 راكباً اضافة الى 11 من طاقم الطائرة من الموت المحقق اثر نشوب حريق في احد محركات الطائرة بعد اقلاعها من مطار الكويت بدقائق. وقد اكتشف قائد الطائرة الحريق بعد مرور 12 دقيقة على الاقلاع في طائرته - ايرباص «إيه 300» - والتي كان من المقرر ان تتجه الى عاصمة بنغلادش وقد وصل الحريق الى غرفة اجهزة الملاحة في الطائرة ماحدا بقائدها الى ابلاغ برج المراقبة في المطار طالباً العودة واخلاء المطار استعداداً لهبوط اضطراري حتى وان استدعى الامر استخدام الرغوة، مشيراً الى خطورة الوضع. وعلى الفور تم ابلاغ السلطات الامنية وتم اعلان حالة الطوارئ واغلاق المطار امام الحركة في الوقت الذي تحركت فيه سيارات الاطفاء والاسعاف. وقد نجح قائد الطائرة في الهبوط بالطائرة ولدى استقرارها على ارض المطار تم فتح ابواب الطوارئ واستخدام السلالم المطاطية في اخلاء الركاب. وقد تسبب التدافع بين الركاب في اصابة 8 منهم تم نقلهم الى مستشفى من بينهم مساعد قائد الطائرة. وقد ابدى عدد من الركاب استياءهم مما حدث والذي اشاروا فيه الى اهمال الصيانة وقالوا انه لولا العناية الالهية ثم حسن تصرف قائد الطائرة لربما حدثت كارثة كبيرة. في هذه الاثناء بدأت لجنة مشتركة من مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية والطيران المدني تحقيقاً موسعاً لمعرفة اسباب الحادثة وما اذا كان هناك اهمال او تقصير. من ناحيته قال رئيس ادارة الطيران المدني فواز الفرح ان الحركة عادت الى طبيعتها في المطار عقب عودة الطائرة. وأشار الى ان قائد الطائرة اكتشف تصاعد الدخان في مقصورة القيادة بسبب عطل فني فعاد بالطائرة الى المطار حيث هبطت وتم ايقافها في احد الممرات الفرعية وانزال ركابها، مشيراً الى اصابة 3 ركاب وأحد افراد الطاقم خلال عملية الاخلاء. وأضاف ان الاجهزة المعنية تعاملت مع الحادث وفق الاجراءات المتبعة حيث تم تحويل مسار 6 رحلات قادمة الى الكويت الى مطارات مجاورة كاجراء احترازي ولحين اخلاء الطائرة. وأصدرت المؤسسة بياناً على لسان مدير العلاقات العامة اشارت فيه الى ان عودة الطائرة الى المطار جاءت كاجراء احترازي يندرج ضمن اطار اجراءات السلامة. وأشار الى ان فريق الطوارئ في المؤسسة كان جاهزاً للتعامل مع الحدث وتم اخلاء الطائرة حيث اصيب عدد من الركاب باصابات طفيفة وارسل 8 منهم الى مستشفى الفروانية وخرج 7 منهم بعد تلقي العلاج فيما تم استبقاء اثنين من المصابين لحاجتهما الى مزيد من العلاج. من جانبه أكد المنسق الاعلامي في الطوارئ الطبية عبدالعزيز بوحيمد ان 8 سيارات اسعاف تواجدت في الموقع وقامت بنقل 8 مصابين الى مستشفى الفروانية في حين تمت معالجة العديد من الحالات في موقع الحادث. وأشار الى ان الاصابات تراوحت بين متوسطة وخفيفة وتنوعت ما بين كسور وسحجات ورضوض. وزير المواصلات وزير الدولة لشؤون مجلس الأمة د. محمد البصيري اشار الى ان عملية الاخلاء تمت في زمن قياسي لم يتعد 45 ثانية وجاء بفضل الجهود الكبيرة لطاقم الطائرة الذي اشرف على عملية الاخلاء، وأوضح البصيري الذي كان يتحدث للصحافيين في مجلس الامة ان الاصابات التي حدثت جاءت نتيجة للتزاحم والتدافع بين الركاب اثناء نزولهم من الطائرة. وقال ان الطائرة سحبت ووضعت في مكان وقوف الطائرات حيث يقوم الفنيون والمهندسون بفحص الطائرة للتعرف على الاسباب التي ادت الى الحادثة في اطار تحقيق شامل، واشار الى ان تقريرا في الحادثة سيتم انجازه في اقرب فرصة وسيتم الاعلان عن نتائج التحقيق. ونفى البصيري ان يكون هناك اي تقصير في صيانة الطائرات وقال ان المؤسسة تصرف الملايين على الصيانة والسلامة حيث تعطيها الاولوية، كما ان المحركات تتم صيانتها في بلد المنشأ، مؤكدا انه لا يوجد خوف من الصيانة، واشار الى ان هذه ليست المرة الاولى التي تهبط فيها طائرة الكويتية بشكل اضطراري وان مثل الامور عادة ما تحدث في عالم الطيران، وقال ان الحادثة اثبتت ان طاقم الطائرة والاطفاء وجميع المعنيين كانت استجابتهم سريعة وان عملية الهبوط الاضطراري تمت على اعلى مستوى وتم الاخلاء بسرعة قياسية.

اثنان من المصابين (مضيفة وراكب) بعد خروجهما من مستشفى الفروانية (تصوير هشام اليوسف)