الأقسام الرئيسية

صحيفة بريطانية جديدة: مَن سيقرأها؟

. . ليست هناك تعليقات:

2010-10-26

الاندبندنت لا تتعلم من اخطائها وتراهن مجدداَ على سوق الورق المريضة في عصر يتحول فيه كل شيء الى الرقمية.

ميدل ايست أونلاين

لندن – من كرم نعمة

لا حل في الصحافة الورقية

قابل الشارع البريطاني اطلاق صحيفة يومية جديدة وسط أزمة الصحافة الورقية بتساؤلات صامتة يكتنفها الغموض بين الأهتمام البارد واللابالية.

وتسعى الصحيفة الجديدة التي صدر عددها "صفر" صباح الثلاثاء السادس والعشرين من تشرين الاول/ اكتوبر لتوفير المعلومة السريعة للقراء الذين يعانون من ضيق الوقت لقراءة الصحف الرصينة.

ووصفت هيئة تحرير الصحيفة التي سميت بـ "آي" وهو حرف التملك في اللغة الانكليزية، بانها موجزة وذكية وتحيط باخبار اليوم الاساسية مع تقارير واراء في الاعمال والترفيه والرياضة.

وتتكون الصحيفة التي تباع بعشرين بنساً من 56 صفحة ملونة، مقارنة مع 70 صفحة لصحيفة "اندبندنت" التي اطلقتها. وتستهدف اعادة القراء الى الصحف بعد ان استحوذت الصحافة الالكترونية على اهتمامهم.

وتباع صحيفة "صن" الشعبية بعشرين بنساً فيما تباع "ديلي ستار" الشعبية بعشرة بنسات.

ويمول الصحيفة الجديدة الملياردير الروسي الكسندر ليبيديف الذي اشترى مؤخرا صحيفة "اندبندنت" و صحيفة "ايفنيغ ستاندر" وحولها الى صحيفة مجانية توزع مساء كل يوم.

وقال أندرو مولينز من هيئة تحرير صحيفة "اندبندنت" "لم يعد الوقت يسمح للقراء بقراءة الصحف عالية الجودة، فيما تغمرهم وسائل الاعلام الالكترونية بسيل من المعلومات، وتصدر صحيفة (آي) لتكون نوعا من الحل وخاصة للمسافرين في قطارات الانفاق".

وعبر يفجيني ليبيديف، وهو ابن الكسندر ليبيديف مالك الصحيفة الجديدة عن ثقته بنجاح المطبوع الورقي الجديد.

وقال "لقد اثبتنا اننا في صحيفة (ايفنيغ ستاندر) على مدار الاشهر السابقة القدرة على الاستثمار في العلامة التجارية وان الصحافة الورقية مازالت عالية القدرة على التنافس".

وتصدر في المملكة المتحدة 11 صحيفة يومية كبرى، تقلص تداولها بمعدل 5،75٪ في العام 2009 وفقا للأرقام الرسمية.

وتعاني الصحافة الورقية بشكل عام من أزمة متفاقمة سميت "بالسوق المريضة" الامر الذي أرغم 60 صحيفة محلية الى التوقف عن الاصدار في بريطانيا.

وعانت صحف "الديلي تلغراف" و"التايمز" و"الغارديان" من انخفاض في التداول بمقدار 10٪ خلال العام الماضي.

وتراجعت مبيعات "اندبندنت" والتي تباع بجنيه واحد الى 186،000 نسخة يومياً بعد ان كانت توزع 250،000 نسخة يومياً قبل ثلاث سنوات.

وقال أندرو مولينز "اطلاق الصحيفة الجديدة لا يعني في كل الاحوال قتل الصحيفة الأم (اندبندنت)".

وأشار الى ان هيئة تحرير "اندبندنت" تسعى لتأكيد نجاح علامة تجارية مميزة بصناعة صحافة موجهة الى الجيل المعاصر.

وعبر عن أمل هيئة تحرير الصحيفة الجديدة بتوزيع 200 ألف نسخة يومياً.

ويختلف تصميم صحيفة "آي" جذريا عن الصحيفة الأم "اندبندنت" واختارت صناعة خطاب قصصي مغاير.

واستعانت هيئة التحرير بـ 10 مصممين في الانتاج وعدد يمثالهم في التحرير في اعداد الجريدة.

وكان الثري الروسي والجاسوس السابق في الاستخبارات السوفيتية (كي.جي.بي) الكسندر ليبيديف قد اشترى صحيفة "الاندبندنت" مع نسختها التي تصدر الاحد "اندبندنت اون صنداي".

وتناهز ثروة ليبيديف (51 سنة) 2.2 مليار جنيه، حسب وسائل الاعلام البريطانية.

وتراجع عدد النسخ التي توزعها الاندبندنت التي صدرت سنة 1986، مع مر الزمن مما دفع بمالكيها الى تسريح عدد من الموظفين.

الألوان لاتغري أكثر من الاجهزة الالكترونية

ووزعت الصحيفة 183547 نسخة في شباط/فبراير 2010 حسب تقييم مكتب النشر، اي بتراجع نسبته 10.88% مقارنة بشباط/فبراير 2009 (205964 نسخة).

وتخلفت الصحيفة كثيرا مقارنة بدايلي تلغراف (685177 نسخة) وتايمز (505062) والغارديان (284514).

وتصدر مجموعة اندبندنت نيويز اند ميديا اكثر من 200 صحيفة ومجلة حول العالم بما فيها "دينيك جغران" الهندية، وهيرالد النيوزيلندية واندبندنت الايرلندية.

ويقول اعلاميون في بريطانيا ان انهيار أسعار الأسهم وارتفاع ديون الصحافة الورقية تجعلها صيدا سهلا للباحثين عن فرص في الاعلام.

وهناك رجل أعمال اجنبي واحد يملك امبراطورية أعلامية ضخمة في بريطانيا هو الاسترالي روبيرت مردوخ الذي تملك شركته "نيوز كورب" كلا من صحيفة "التايمز" و"صنداي تايمز" وكذلك صحيفة "الصن" التي تعد اكبر الصحف "الشعبية" في بريطانيا.

ويوفر انهيار أسعار الأسهم، والصعوبات المالية التي تعاني منها المؤسسات الاعلامية الغربية فرصا ثمينة فيما يبدو لشراء مؤسسات عريقة باسعار زهيدة نسبيا.

وكانت قد اندلعت حرب تنافسية لتخفيض الاسعار بين الصحف الشعبية البريطانية في محاولة لاستعادة أرقام التوزيع التي تراجعت أمام سطوة المواقع الالكترونية.

وتحاول صحف مثل "ديلي ميرور" و"ديلي ستار" و"صن" استعادة سطوتها في الشارع البريطاني بعد تراجع التوزيع لحساب الصحف الألكترونية وعزوف القراء عنها.

وخفض ريتشارد ديزموند مالك صحيفة "ديلي ستار" سعرها بحدود 10 الى 20 بينساً صيف العام الحالي.

وكتب "جدعون سبانير" المحلل والمستشار في مجال التسويق تقريرا عن حرب تخفيض الاسعار بين الصحف في صحيفة "ايفنيغ ستاندر" أكد فيه ان ديزموند مالك صحيفة "ديلي ستار" قد بدأ معركة الاسعار المخفضة في

تشرين الثاني- نوفمبر عام 2008 عندماخفض سعر الصحيفة من 35 بنساً الى 20 بنساً، واليوم يسعى الى زيادة كمية التوزيع من 823000 نسخة يومياً لتصل إلى مليون نسخة. في وقت أبقت صحيفة "ديلي ميرور"

على سعرها (45 بنسا) الامر الذي تراجع توزيعها الى 1.24 مليون نسخة يومياً.

وعندما اشترى ريتشارد ديزموند قبل عقد من الزمان صحيفة "ديلي ستار" كانت توزع 630000 نسخة يومياً، واليوم لايتجاوز توزيعها أكثر من 400000 بينما كانت "ديلي ميرور" توزع 2.2 مليون نسخة يومياً

وانخفض التوزيع الى 1.5 مليون نسخة يومياً.

وأكد ديزموند في حديث لراديو 4 بهيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" ان صحفه بعيدة عن الهزيمة وليس هناك من سبب لعرضها للبيع.

في غضون ذلك يراقب روبيرت مردوخ مالك صحيفة "صن" التي توزع 3 ملايين نسخة يومياً الموقف عن كثب منذ ان خفض سعر الصحيفة في صيف عام 2009 من 30 بنساً الى عشرين بنساً رداً على تخفيض سعر "ديلي ستار".

وقال ريتشارد ديزموند في حديثه الاذاعي انه يمكن شراء صحيفة "صن" وإعادة تشغيلها بكفاءة أكثر.

وتبدو هذه الحرب في شكلها العام تجارية واعلانية، لكن في جانبها الاوسع هي حرب للبقاء في السوق حيال الانتشار الهائل للانترنت وعزوف القراء عن شراء الصحيفة الورقية ومتابعة الاخبار على الانترنت.

ويرى المحلل جدعون سبانير ان تخفيض اسعار الصحف الورقية لن يكون أكثر من مجرد أصلاح على المدى القصير، بالرغم من أن سوق الاعلانات للصحف مازال متفوقاً على الانترنت.

فيما يرى ستيف هاتش مدير شركة أعلامية أن سعر الصحيفة يمكن أن يكون أداة قوية في الترويج وقد تؤثر على مستوى الاسواق المستقرة.

واستبعد هاتش أن ترتفع عائدات الاعلانات في الصحف الورقية في الأجل القصير.

وترفض سلاي بيلي الرئيس التنفيذي لدار نشر "ميرور- ترينيتي ميرور" حرب الاسعار بين صحيفتي "ديلي ستار" و"صن" مؤكدة ان تخفيض اسعار الصحف لا يوفر عائدات تدخل في حساب الاستثمار.

وترى بيلي ان الاستثمار يجب ان يكون في "القراء الاوفياء" للصحيفة تحديداً لانهم على استعداد لدفع المزيد من الأموال من أجل اقتناء الصحيفة!.

ويعتقد خبير في التداول الاقتصادي ان حرب الاسعار بين الصحف يمكن ان تقوض ولاء القراء لصحفهم المفضلة.

وتمثل الصحافة الشعبية ممثلة في صحف "صن" و"ديلي ميرور" و"ديلي ستار" الثقافة "الواطئة" مقابل صحف الثقافة "العالية" التي تمثلها "التايمز" و"الغارديان".

وتركز الصحف الشعبية على أخبار نجوم الفن والمجتمع وعلى التقارير المثيرة فضلا عن أخبار الفضائح وصفقات الاموال لدى السياسيين.

وكانت صحيفة "لندن إيفنينغ ستاندرد" التي تباع مساء كل يوم بنصف جنيه استرليني قد انضمت الى الصحف المجانية وبعد مرور 180 عاماً على تأسيسها.

وقبلها توقف صحيفة "ذي لندن بيبير" المسائية المجانية عن الصدور بعد ثلاث سنوات من انطلاقها وتوزيعها نصف مليون نسخة يومياً في مركز العاصمة البريطانية ومحطات القطارات.

وتركز أغلب الصحف البريطانية حاليا على تطوير مواقعها الالكترونية على الانترنت، بعد الانخفاض الحاد في عدد القراء للصحف الورقية.

وكان مسح في بريطانيا قد أظهر أن القراء غير مستعدين لدفع أموال مقابل الاشتراك في مواقع الكترونية إخبارية كانوا يلجأون إليها مجاناً في السابق.

ونقل موقع "بايد كونتانت" البريطاني نتائج مسح، شمل 1200 قارئ في المملكة المتحدة، سألهم عن رأيهم حول استعدادهم للدفع مقابل الحصول على أخبار كانوا يحصلون عليها مجاناً في السابق، ولم تكن النتائج إيجابية.

وأشار 75 في المائة من المستطلعين أنهم سيستخدمون موقعاً إخبارياً مجانياً آخر في حال فرضت المواقع التي كانوا يستخدمونها رسوم اشتراك، بينما أفاد 8 في المائة منهم أنهم سيكتفون بقراءة عنوانين الأخبار، وبدا 12 في المائة آخرون غير متأكدين مما سيفعلونه.

وكانت الفئة الشابة التي تتراوح أعمارها بين 16 و24 عاماً أكثر من بدا مستعداً للدفع مقابل الاشتراك في الخدمات الإخبارية.

ويأتي هذا المسح بعد أن أعلنت مواقع إخبارية ضخمة مثل الموقع الالكتروني لصحيفة "تايمز" البريطانية و"نيويورك تايمز" وموقع "نيوز كورب" التابع لصحيفة "وول ستريت"، والذي يفرض أصلاً رسماً أسبوعيا بقيمة دولارين، أنها تخطط لفرض رسوم اشتراك على خدماتها الإخبارية عبر الانترنت والهاتف الجوّال.

وقال 72 في المائة من القراء إنهم في حال اضطروا، فلن يدفعوا أكثر من 16 دولاراً أميركياً مقابل اشتراك سنوي في موقع إخباري، بينما أشار 62 في المائة إلى أنهم قد يدفعون بين 1.6 و3.2 سنتاً مقابل المقالة الواحدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer