الأقسام الرئيسية

التضييق الإعلامي في مصر يطول الفيس بوك

. . ليست هناك تعليقات:

النظام المصري يلمح بإغلاق موقع 'الفيس بوك' بحجة إضراره بالأمن القومي، والمعارضة تبحث عن فضاء إلكتروني آخر.

ميدل ايست أونلاين

القاهرة ـ، من ايهاب سلطان

قمع بدون حساب

انتشرت الشائعات في سماء مصر حول قيام الحكومة بالتضييق على نشطاء الإنترنت واحتمال إغلاق الموقع الاجتماعي "الفيس بوك" بحجة إضراره بالأمن القومي، وبمصالح مصر العليا.

وزادت من احتمال حقيقة تلك الإشاعات هو موجة التضييق على الإعلام بوجه عام هذه الأيام والتي طالت قنوات فضائية بإغلاقها، وكذلك التضييق على رسائل الهاتف المحمول الإخبارية، والقواعد الجديدة للبث الإعلامي والتي تتطلب تصريحاَ قبل أي لقاءات إعلامية بالقنوات الفضائية، بالإضافة إلى أزمة صحيفة الدستور التي لا تزال مشتعلة بعد إقالة رئيس تحريرها إبراهيم عيسى أحد معارضين النظام اللبراليين، وأخيراَ التضييق على صحيفة الوفد المعارضة.

ويتردد أن وزارة الداخلية بالتعاون مع وزارة الاتصالات المصرية وصلت إلى اتفاق مع الشركات المتحكمة في الإنترنت لحجب موقع "الفيس بوك" بشكل تكتيكي في أوقات بعينها، وهو ما سبق للنظام استخدامه خلال إضراب 6 إبريل عام 2008 لكنه لم يصل إلى الحجب الكامل.

وبات موقع "الفيس بوك" صداع في رأس النظام لأنه خلق مساحة كبيرة ومناخ حرك أمزجة لم تستوعبها السياسة الواقعية لا في الأحزاب ولا في غيرها من المنظمات، حيث وفر فرصة لمن لا يعرفون السياسة أن يشاركوا بالتعليق وأن يشاهدوا عالماَ آخر، بحسب رأي المدون والصحفي عمرو عزت.

ومن جانبها، أعلنت جماعة الإخوان المسلمين عن عزمها إطلاق موقع "إخوان بوك" على غرار "فيس بوك" ليكون بديلاَ لمن يتم استهداف حساباتهم على موقع الفيس بوك من قبل السلطان الأمنية، خاصة بعد أن نجحت في استخدام تكنولوجيا الاتصالات في تقديم رسالتها، وأثبتت تواجداَ قوياَ على الإنترنت من خلال "إخوان ويكي"، و"إخوان جوجل"، و"إخوان تيوب".

وتخشى المعارضة من حقيقة الإشاعات، خاصة مع أهمية التواصل مع شرائح المجتمع المختلفة عبر موقع "الفيس بوك" في الفترة القادمة التي ستشهد الانتخابات التشريعية والرئاسية، كما أن التجربة أثبتت قدرة النظام على تنفيذ أي إجراء قمعي دون أن يحاسبه أحد وهو ما جرب قبل الانتخابات الرئاسية السابقة والتي حجبت فيها الواقع الإلكترونية لمعارضيه في الداخل والخارج.

ويرى المدون عمرو عزت أن موقع "الفيس بوك" وفر فرصة كبيرة للمشاركة السياسية مع استحالة العودة إلى ما قبل انتخابات الرئاسية السابقة، حيث ساعد على تشبيك أناس كان من الممكن أن يتقاتلوا في اللقاء الواقعي.

ويضيف أن الفضاء الافتراضي حرك الشخصيات الواقعية بل وجعلها أكثر واقعية، كما أصبح التدوين يضم تنويعات معبرة بالكامل عن التنوع الكبير الذي يشهده المجتمع المصري، ولا عودة في ذلك للوراء.

ويؤكد أحمد ناجي رئيس تحرير مجلة "وصلة"، المهتمة بمتابعة التدوين في العالم العربي، أن الفضاء الشبكي المصري مراقب ويخضع للقمع، كما أن الهجمة نتاج سلوك "مغفلين" يحاولون التأثير على قطاع من الطبقة الوسطى، الآباء تحديداً الذين سترتعد فرائصهم من التلويح بخيانة (أبنائهم) مستخدمي الفيس بوك، كما جاء في فقرة بالتلفزيون الرسمي.

والهجمة في رأيه هي مجرد هجمة لتشويه سمعة الوسيط، مؤكداَ لــ "دويتشه فيله" أن الأجهزة الرسمية في مصر أضعف من مراقبة الشبكة بالكامل، وغالباً ما تعتمد على "تبليغ" أشخاص، مثلما حدث مع المدون الذي حوكم أمام محكمة عسكرية بتهمة "تشويه سمعة مؤسسة سيادية" بعد أن أبلغ عنه أحد المعلقين على مدونته السلطات المختصة.

ويعرب ناجي عن اعتقاده بأن فكرة المنع الكامل ستؤذي سمعة النظام الاقتصادية، خاصة بعد أن فتحت غوغل استثمارات في مصر، وتفكر ياهو في نفس الأمر، لكن سيطرتها على شركات الكول سنتر ستزيد، أما فكرة أن الفضاء الإلكتروني محسوب على المعارضة، فالأرقام تكذب ذلك، حيث بلغت عدد المدونات في مصر نحو 25 ألف مدون، المسيسون منهم لا يزيدون عن 40%، ومعظمهم لا ينتمي إلى حزب أو تنظيم سياسي واضح، بل إن من بدأ منهم إخوانياً خرج من الجماعة، والنشطاء السياسيون منهم ينتقدون كفاية والنظام والإخوان بنفس الدرجة.

ويرجع ناجي تمرد المدونين إجمالاً على السياسة إلى ثلاثة أسباب، هي أن جيل التدوين لا يعترض على الحكومة وحدها، بل يرفض مجمل قواعد اللعبة السياسية السائدة، كما أن الفضاء الإلكتروني يتميز بالميل الشعبي، فالكل خونة، وأي أسطورة سرعان ما يتم هدمها، والدليل البرادعي الذي بمجرد تحوله إلى حقيقة إعلامية جرى انتقاده وهدمه انطلاقاً من المدونات نفسها، أما السبب الثالث أن الفضاء في علاقته بالسياسة تشوبه عاطفية بالغة، فمدونات التعذيب الشهيرة لم تجذب ربع عدد من جذبتهم صورة القتيل خالد سعيد (اتهم الأمن المصري بقتله تحت التعذيب).

ويدافع محمود إبراهيم المحامي الشهير بلقب "المدون الحكومي" عن حجب موقع الفيس بوك، حيث يرى في الإجراءات الحكومية "ترشيداَ لفوضى يشهدها هذا الفضاء، واستجابة تكنوقراطية لبعض الأجنحة التي تفسر المصلحة العامة دون حساسية سياسية".

ويشكو إبراهيم من سيطرة المعارضة على فضاء التدوين والفيس بوك، حيث يقول "ظهر جلياً في أزمة 6 أبريل ضعف تعامل الحزب الوطني مع الوسائط الجديدة، لقد هزمنا في معركة الإضراب الشهير، لذا أسس الحزب لجنته الإلكترونية لتفعيل تواجد كوادره في الفضاء الافتراضي".

ويضيف إبراهيم أن الحزب الحاكم ومدونوه هزموا في "دعوات كسر الإضراب لأن معظم الشباب في الحزب الوطني بلا خبرة في هذا المجال خصوصاَ أن الفضاء الافتراضي يتطلب حجة قوية، اختصاراَ ودقة في السجال".

وينفي إبراهيم دور مدوني الحزب الحاكم في محاولة تشويه صورة الدكتور محمد البرادعي من خلال نشر صور لابنته بملابس البحر، لكن "المساحة جديدة والأخطاء واردة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer