الأقسام الرئيسية

عفوا مصر.. سوريا لا تدور في فلك إيران

. . ليست هناك تعليقات:

مفكر سياسي سوري يرد على 'الأهرام' ويقول أن سوريا هي 'مفتاح القوى الإقليمية فعليا'.

ميدل ايست أونلاين

الاهرام: عفواً‏..‏ الرئيس بشار

دمشق/القاهرة ـ انتقد الكاتب والمفكر السياسي السوري عماد فوزي شعيبي حديث رئيس تحرير صحيفة "الأهرام" المصرية أسامة سرايا عن دوران سوريا في فلك إيران، وأكد أن سوريا هي مفتاح القوى الإقليمية فعليا، وأن سياستها أكدت نجاحها.

وقال شعيبي "من الأفضل لأولئك الذين يتحفوننا بحكمتهم في زمن انتصارات المقاومة أن يخجلوا قليلا، إلا إذا كانت قاعدتهم "إذا لم تستح فاصنع ما شئت"، ذلك أن هذه الحكم التي أتى بها سرايا تعكس إلى حد كبير مستوى الجهل السياسي والضحالة الاستراتيجية التي يتمتع بها بعض مثقفي المقاهي. ففي الحد الأدنى لو كان سرايا يعرف ألف باء السياسة لما تحدث عن دوران سوري في فلك أي دولة إقليمية، لأن سوريا هي مفتاح القوى الإقليمية فعليا، أما الدول التي تخلت عن وزنها الاستراتيجي لتصبح مجرد مرسال أو ساعي بريد فمن الأفضل لها في هذه الحالة أن تكون في مستواها الطبيعي وأن تستعيد مكانتها".

وأضاف شعيبي "أما بالنسبة لأولئك الذين يفيضون علينا بمحبتهم الزائدة ونصائحهم الخارجة عن السياق فليس لنا في هذه الحالة إلا أن ندعوهم للعودة إلى مدرسة ابتدائية تعلمهم ألف باء السياسة، سوريا دولة إقليمية قوية، فهي مفتاح التوازنات والاستقرار وأثبتت سياستها أنها سياسة ناجحة، ومن الأفضل بعض الصحفيين الصغار أن يعرفوا حدودهم فلا يعلقوا على ما يقوله الكبار"، على حد تعبيره.

وكان رئيس تحرير صحيفة "الأهرام" المصرية أسامة سرايا قد كتب مقالة الجمعة بعنوان "عفواً‏..‏ الرئيس بشار"، قال فيها: "الرئيس بشار الأسد‏..‏ مثل كل التصريحات السورية يريد أن يجمع بين متناقضين لا اتفاق بينهما ولن يكون‏.‏ إيران بسياساتها الراهنة فى المنطقة‏، والمصالح العربية كما يفهمها أبسط السياسيين‏، وإذا كان الرئيس السوري مقتنعا بأنه يمكن لسوريا أن تجمع بين هذين المتناقضين‏،‏ فإن التسويق الإعلامي لتلك القناعات السورية في المحيط العربي أمر لا يمكن قبوله أو التغاضي عنه‏.‏ فقد نقبل الاختلاف في الآراء مهما تكن‏،‏ ولكن حينما تتحول إلى سلوكيات وتحركات وبرامج‏،‏ تعمل سوريا مع إيران علي تنفيذها على حساب مصالح الشعوب وأمن الدول العربية‏،‏ فهذا واقع جديد‏، يتطلب تحركات مختلفة لا تتعامل بمثل التسامح في اختلاف الآراء‏".‏

وأضاف سرايا "هذه التناقضات التي جاء بها الرئيس السوري تجعلنا نتوجس خوفا منه‏،‏ وليس من إيران وحدها‏.‏ فلقد أوهمنا الرئيس بشار أنه مع المقاومة‏،‏ وهذا خط أحمر لا يتخلى عنه في سياسته‏.‏ ولكننا نعرف جيدا أنه عمليا ليس مع المقاومة‏،‏ وإلا كانت المقاومة في الجولان لاسترداد الأرض وتحرير ما تبقي من التراب السوري أولى بجهوده ومساعيه‏.‏ ولكن إذا كانت المقاومة لحساب إيران‏، فيبدو أنه معها‏،‏ لمصلحة ألاعيب سياسية إقليمية، تتغذى على القضايا القومية العربية مثلما يتم استخدام قضايا العرب وهمومهم عبر التاريخ لمصلحة الاستئثار بالسلطة أو لمصلحة أهداف أخرى غائبة‏،‏ بينما تتأخر الحلول وقضايا العرب‏".‏

وحول العلاقات السورية ـ المصرية قال سرايا: "أما ما ذكره الرئيس السوري عن علاقات مصر بسوريا بأنه لا يريد شيئا من مصر‏،‏ فإن مصر تريد الكثير من سوريا الأرض والشعب والتاريخ‏..‏ سوريا التي كانت دوما سندا لمصر في صد العدوان على المنطقة عبر التاريخ‏.‏ لا تريد مصر من الحكومة السورية الآن إلا أن تكف عن لعبة التوفيق بين المتناقضات‏،‏ وتسويق هذا الوهم في المنطقة‏.‏ فالمصالح العربية لمصر كما هي لسوريا الشعب والتاريخ‏،‏ الخط الأحمر الذي لا يمكن تجاوزه أو المقامرة به‏.‏ أما السياسة السورية الراهنة فقد خرجت على هذه المصالح‏،‏ وارتضت أن تمارس دورا لحساب قوة إقليمية‏،‏ لا يمكن أن تعمل لحساب أمن المنطقة واستقرارها‏".

على صعيد آخر، رفض شعيبي الاتهامات الأميركية لسوريا بتقويض أمن واستقرار لبنان، وقال: "إذا كانت الإدارة الأميركية قد تورطت في أجندة ضد مصالحها يرسمها لها المحافظون الجدد من أمثال سوزان رايس فإن على الإدارة الأميركية أن تفهم بأنها تضع مصالحها في المنطقة في الميزان، لأن هذه اللعبة أصبحت بائدة ومن الماضي، وأن على الطرف الأميركي أن يدرك أن زمن اللاقطبية لا يفسح له المجال بإطلاق تصريحات عنترية من هذا النموذج الذي تتورط به الإدارة الأميركية مع سوزان رايس، اللهم إلا إذا كان الوجه الظاهر لأميركا هو لغة السلام والوجه الحقيقي لها هو لغة الحرب".

وأضاف المتحدث "لقد آن الأوان أن يدرك الأميركيون ميزان القوى الرئيس في المنطقة، وأن يتعاملوا بلغة الواقعية السياسية قبل أن يصبحوا أثرا بعد عين في التوازنات الإقليمية، ذلك أن على الكبير أن يتصرف بلغة الكبار، والذي يقوض استقرار لبنان منذ سنوات معروف وهو الطرف الأميركي. أما أن تصدر محكمة سوريا مجموعة من الاجراءات القانونية وتصبح بموجب تصريحات رايس تدخلا في الشؤون اللبنانية وتقويضل للاستقرار في المنطقة، فهذا أقل ما يمكن القول عنه بأنه نوع من الحول السياسي الذي لا يستحق الالتفات إليه. وعلى الأميركيين أن يفهموا أن هذه اللغة لم تعد من الماضي فقط، إنما أقل ما يمكن القول بأنها ليست لغة سياسية وهي تصلح لأن تدخل المتاحف لأنها قد اندثرت". (قدس برس)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer