قبل أن تبدأ محاكمة الأمير السعودي سعود عبد العزيز بن ناصر آل سعود بذل جهودا كبيرة لتفادي التطرق الى ميوله الجنسية.
وقد اعترف الأمير البالغ من العمر 34 عاما باعتدائه على مساعده بندر عبد العزيز، ولكنه نفى اقترافه جريمة قتل.
وقال محاميه، جون كيسلي، إن ميول الأمير الجنسية ليست ذات صلة في المحاكمة، مشيرا إلى أن الشريعة الإسلامية "تعاقب على المثلية الجنسية بالموت، وإنه قد يواجه الإعدام في بلده السعودية لو اشيع أنه مثلي".
أما المدعي في القضية جوناثان ليدلو فقال إنه في حال إدانته وتقرر ترحيله الى السعودية فبإمكانه طلب اللجوء في بريطانيا على خلفية إمكانية تعرض حياته للخطر لو عاد إلى بلده، ولكن ليس من حق المتهم أن يتدخل في أدلة المحاكمة.
وقال كريستوفر ويلك، خبير الشؤون السعودية في منظمة هيومان رايتس ووتش، إن المثليين أعدموا في السابق في السعودية، ولكن كان ذلك في العادة في حال الاعتداء الجنسي، وبالإضافة إلى ذلك فإن الأمراء يتمتعون بحصانة.
في بداية المحاكمة بذل محامي الدفاع جهودا كبيرة للتأكيد على أن موكله ينفي كونه مثليا، ولكن العديد من الشهود شهدوا بغير ذلك.
أحد موظفي الاستقبال في الفندق، وهو مثلي، وصف الأمير ومساعده بأنهما "مثليان". كذلك شهد اثنان من مرافقي الأمير بأنهما قدما "خدمات جنسية له".
صور عارية
وقال الأمير اثناء التحقيق إنه ليس مثليا، وإن له صديقة في السعودية، ولكن المدعي اتهمه بالكذب.
وحين عثر على الضحية في سريره، كانت هناك آثار عض على خديه، كذلك وجدت الشرطة صورا عارية للضحية في الهاتف المحمول للمتهم.
كل هذا يشير الى وجود عامل جنسي في الإعتداء الذي أدى الى موت الضحية، حسب الادعاء.
وكان الأمير، وهو نجل إحدى بنات ملك السعودية، قد تكفل بنفقات سفر مساعده حول العالم، حيث اقاما في أفخم الفنادق.
وقد ذهبا معا للتسوق في لندن وتناولا وجباتهما في أفضل المطاعم وشربا الشمبانيا في نوادي ليلية غالية.
وفي الفندق نام الأمير وخادمه في نفس السرير، ولكن الأمير اعتدى بالضرب على الخادم، وهو ما تؤكده اللقطات التي التقطتها الكاميرات المثبتة في المصعد قبل موت الضحية بثلاثة أسابيع.
ولم يبد الضحية أي مقاومة، حسب ما شوهد في تلك اللقطات.
وقال البروفيسور جريجوري جوز، الخبير في الشؤون السعودية "المثلية الجنسية تعتبر شيئا شائنا في السعودية، ولكن الشبان السعوديين الذين لا تتاح لهم علاقات نسائية يجدون أنفسهم مجذوبين للانغماس بتجارب جنسية قبل الزواج".
وقال الخبير إن خمسة آلاف أمير سعودي يحصلون على مخصصات قيمتها حوالي مئتي ألف دولار سنويا لكل منهم، إلا أن بعضهم بالغ الثراء.
الاعتداء في المصعد
وأيا كانت طبيعة العلاقة بين الأمير ومساعده فإنه حاول التغطية عليها بقصة اعتداء قال ان خادمه تعرض له في أدجور رود، سلب خلاله مبلغ ثلاثة آلاف يورو قبل ثلاثة أسابيع من الوفاة، وادعى أن ذلك الاعتداء تسبب لاحقا بوفاته.
ولكن اللقطات التي أخذت في المصعد فندت ادعاءه، وكذلك تقرير الطبيب الشرعي الذي اثبت أن أثار العنف على جسده حديثة العهد.
وقد اعترف الأمير لاحقا باعتدائه على خادمه، مما أدى إلى موته، والآن سيقضي فترة طويلة في السجون البريطانية قبل ترحيله الى بلده.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات