عندما يأتى هذا المساء سيكون الآلاف من المصريين قد بدأوا التجمع فى ميدان التحرير انتظارا لجمعة التطهير، بعد أن صار الاحتشاد بالملايين هو السلاح الوحيد فى يد صانعى الثورة لاستكمال باقى مطالبها.
فى جمعة الأسبوع الماضى سقطت أوهام كثيرة، وفرضيات مجففة، بعد أن أثبتت الثورة أنها أكبر وأعظم من كل المشاركين فيها، سواء الذين استقبلوا أول ضوء لفجرها وتفجرها، أو أولئك الذين التحقوا بقطارها بعد أن لاحت بشائر الانتصار.. ومن ثم فالثورة صاحبة فضل على الجميع، ومانحة أوسمة الشرف والفخر على قدر العطاء لها.
وأحسب أن المصريين بحاجة إلى «المليونيات» ليس باعتبارها «دعوة تطهير» لبقايا النظام الساقط فقط، بل هى أيضا «فعل تطهر» مما قد يلتصق بالثائرين من غبار الذاتية والنرجسية، ولوثة الإحساس بأنهم «هم الثورة.. والثورة هم»، كما بدا فى تصريحات غريبة مزعجة انطلقت الأسبوع الماضى من عينة «لولا هؤلاء أو أولئك ما نجحت الثورة».
ولتنعقد هذه الجمعة تحت شعار «خلى الدماغ صاحى»، خصوصا مع هذه السحابة الكثيفة من الكلام عن محاسبة رموز النظام السابق ماليا، والتركيز اللافت للانتباه على موضوع الثروات المتضخمة، وأخشى أن يكون ذلك محاولة لإلهائنا عن الخطايا السياسية التى ارتكبوها مع سبق الإصرار والترصد، وكذلك الجرائم الجنائية التى لاتزال مفتوحة حتى الآن، ذلك أن دماء نحو ألف شهيد لم تجف بعد، ولم تستقر أشلاء بعضهم فى قبورها حتى اللحظة.
والتخوف أن يمضى السيناريو كالتالى: مبالغة وإفراط فى التفتيش عن تضخم الثروات، مقابل تعتيم وتفريط فى التحقيقات الخاصة بقتل المتظاهرين وتكسير عظامهم، وفقء أعينهم، من خلال عملية قتل جماعى دارت فصولها على الهواء مباشرة فيما عرف بموقعة الجمل.
والمطلوب الآن أن تمضى محاكمات الثورة فى خطين متوازيين، بلا إبطاء أو تأخير، بحيث تفتح ملفات أموال مصر المنهوبة، مع ملفات دماء مصر المسفوكة.
غير أن شيئا من ذلك لن يحقق خطوات ملموسة على الأرض دونما استعادة روح الميدان داخل كل الأطراف التى شاركت فى الثورة، وبالتالى فالمرجو من جمعة اليوم أن تكون للمصالحة والتصالح واستعداد الاصطفاف، وقبل ذلك تكون جمعة طاردة لأرواح الطائفية والعنصرية الشريرة.
فلتكن جمعة «إزالة آثار الاستفتاء»، تلك التى شقت معسكر الثورة إلى فريقين، لايزال الاشتباك بينهما قائما حتى الآن حول «نعم ولا».
وبغير ذلك سيكون الرابح الأكبر مما يجرى الآن هو معسكر الفلول والذيول، الذى لايزال يواصل إشعال الحرائق وإلقاء العبوات الناسفة على الشمس المصرية التى أشرقت ظهر 25 يناير وملأ ضياؤها الآفاق.
فى جمعة الأسبوع الماضى سقطت أوهام كثيرة، وفرضيات مجففة، بعد أن أثبتت الثورة أنها أكبر وأعظم من كل المشاركين فيها، سواء الذين استقبلوا أول ضوء لفجرها وتفجرها، أو أولئك الذين التحقوا بقطارها بعد أن لاحت بشائر الانتصار.. ومن ثم فالثورة صاحبة فضل على الجميع، ومانحة أوسمة الشرف والفخر على قدر العطاء لها.
وأحسب أن المصريين بحاجة إلى «المليونيات» ليس باعتبارها «دعوة تطهير» لبقايا النظام الساقط فقط، بل هى أيضا «فعل تطهر» مما قد يلتصق بالثائرين من غبار الذاتية والنرجسية، ولوثة الإحساس بأنهم «هم الثورة.. والثورة هم»، كما بدا فى تصريحات غريبة مزعجة انطلقت الأسبوع الماضى من عينة «لولا هؤلاء أو أولئك ما نجحت الثورة».
ولتنعقد هذه الجمعة تحت شعار «خلى الدماغ صاحى»، خصوصا مع هذه السحابة الكثيفة من الكلام عن محاسبة رموز النظام السابق ماليا، والتركيز اللافت للانتباه على موضوع الثروات المتضخمة، وأخشى أن يكون ذلك محاولة لإلهائنا عن الخطايا السياسية التى ارتكبوها مع سبق الإصرار والترصد، وكذلك الجرائم الجنائية التى لاتزال مفتوحة حتى الآن، ذلك أن دماء نحو ألف شهيد لم تجف بعد، ولم تستقر أشلاء بعضهم فى قبورها حتى اللحظة.
والتخوف أن يمضى السيناريو كالتالى: مبالغة وإفراط فى التفتيش عن تضخم الثروات، مقابل تعتيم وتفريط فى التحقيقات الخاصة بقتل المتظاهرين وتكسير عظامهم، وفقء أعينهم، من خلال عملية قتل جماعى دارت فصولها على الهواء مباشرة فيما عرف بموقعة الجمل.
والمطلوب الآن أن تمضى محاكمات الثورة فى خطين متوازيين، بلا إبطاء أو تأخير، بحيث تفتح ملفات أموال مصر المنهوبة، مع ملفات دماء مصر المسفوكة.
غير أن شيئا من ذلك لن يحقق خطوات ملموسة على الأرض دونما استعادة روح الميدان داخل كل الأطراف التى شاركت فى الثورة، وبالتالى فالمرجو من جمعة اليوم أن تكون للمصالحة والتصالح واستعداد الاصطفاف، وقبل ذلك تكون جمعة طاردة لأرواح الطائفية والعنصرية الشريرة.
فلتكن جمعة «إزالة آثار الاستفتاء»، تلك التى شقت معسكر الثورة إلى فريقين، لايزال الاشتباك بينهما قائما حتى الآن حول «نعم ولا».
وبغير ذلك سيكون الرابح الأكبر مما يجرى الآن هو معسكر الفلول والذيول، الذى لايزال يواصل إشعال الحرائق وإلقاء العبوات الناسفة على الشمس المصرية التى أشرقت ظهر 25 يناير وملأ ضياؤها الآفاق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات