الأقسام الرئيسية

الجزية لا مكان لها الآن

. . ليست هناك تعليقات:

بقلم خالد منتصر ٢٥/ ٤/ ٢٠١١

اقتطاع النصوص من سياقها ومناسباتها وظروفها هو بمثابة اغتيال وتحريف لها، ومن ضمن هذه النصوص، التى يستخدمها البعض ليفرضها علينا كتصرفات أبدية مع المسيحيين، موضوع البداية بالسلام وقضية الجزية، وعن هاتين القضيتين يقول د. عبدالمعطى بيومى فى رسالته: «يغفل السلفيون مناسبة حديث لاتبدأوا أهل الكتاب...»، فاليهود بدأوا يبادرون المسلمين كلما التقوا بهم فيقولون «السام عليكم» تحريفاً لتحية الإسلام، والسام يعنى الموت، فنهى الرسول أن يبدأهم المسلمون بالسلام، بل عليهم أن ينتظروا أن يبدأ اليهود، فإذا بدأوا بقولهم السام عليكم، رد المسلمون وعليكم، حتى إنهم دخلوا بيت الرسول نفسه فقالوا له السام عليكم، فقال وعليكم، فقالت عائشة عليكم السام واللعنة، فلما خرجوا عاتب الرسول السيدة عائشة فقالت: أما سمعت ما قالوا يا رسول الله؟، قالوا السام عليكم، قال: سمعت وقلت وعليكم.

كانت هذه بداية التمرد على المواثيق ونقض العهود حتى بلغ الأمر الحرب، ومن هنا كانت الجزية بتحقيق شروطها مجتمعة كما هى فى سورة التوبة، وهكذا يشرح لنا د. عبدالمعطى بيومى من واقع الآية ومن واقع التاريخ مفهوم الجزية فيقول «إذا ما اشتركوا فى الدفاع عن الأنفس والأوطان والأديان عاد الحال كما كان فى المدينة أيام الحقوق المشتركة والدفاع المشترك، فالجزية فى الإسلام قانون طارئ مرهون بشروط مخصوصة ترجع فى حقيقتها إلى موقف غير المسلمين من المواطنة بكل تبعاتها ومسؤولياتها المشتركة فى مجتمع مشترك، فإن قبلوها سقطت الجزية، كما يسقط أى قانون من قوانين الطوارئ فى حالات السلم الأهلى المعتاد، ولذلك نحت السنة النبوية منحى سلمياً فى النظر إلى الإيمان بالله فى معاملة أهل الكتاب، لأن كتبهم التى بأيديهم تتضمن هذه العناصر أو الإشارة إليها على الأقل، ولذلك يقول الله تعالى: «ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم»، حتى المجوس الذين يعبدون النار، كان توجيه الرسول: «سنوا بهم سنة أهل الكتاب»، لأن لهؤلاء كتاباً يقدسونه هو «الزندافستا»، ولذلك فموافقة ومشاركة أهل الكتاب نفقات الأمن والدفاع عن المجتمع لا تجعل للمسلمين حقاً فى أخذ الجزية منهم.

أما تحريم الاحتفال بالمولد النبوى ووصفه بالبدعة والضلالة لأنه من تقليد النصارى، كما يقول بعض الدعاة السلفيين فإن د. عبدالمعطى بيومى يصف هؤلاء بأنهم مخالفون للسلفية الحقيقية، «فقد كان - صلى الله عليه وسلم - يحتفى بيوم مولده ويصومه ويقول هذا يوم ولدت فيه، ثم إن التقليد المذموم هو التقليد فى العقائد الباطلة التى تمس جوهر الإيمان وتفسد ركناً من أركان الدين، أما التقليد فى الأشكال التى لا تغير جوهر العقائد كالملبس والاحتفال بأيام معينة فى تاريخ الشخص أو الغير أو ذكرى الانتصارات فلا بأس به، وقد لبس الرسول ملابس مصرية مما أهداها المقوقس، فهل نحرم ارتداء المسلم ملابس تناسب بيئته أو تيسر عليه حركته، بحجة أنه يقلد غيره من أهل الأديان الأخرى؟!!، علماً بأن حديث «من تشبه بقوم فهو منهم» ضعّفه بعض المحدثين، منهم الحافظ العراقى..الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها أخذها».

انتهت رسالة د. عبدالمعطى بيومى، ولكن هل انتهت الفتنة؟.

info@khaledmontaser.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer