الأقسام الرئيسية

ناصر البحرى «أبوجندل» الحارس الخاص لأسامة بن لادن فى أول حوار لصحيفة مصرية:الشيخ أسامة قال لنا تدربوا عندى وافعلوا ما فى رؤوسكم(٢)

. . ليست هناك تعليقات:


أجرى الحوار فى صنعاء شارل فؤاد المصرى ٨/ ٤/ ٢٠١١

ناصر البحرى يتحدث إلى «المصرى اليوم»

فى الحلقة الأولى قال ناصر البحرى: إن أول محطة ذهب للجهاد فيها كانت البوسنة، وإنه خرج إلى هناك دون موافقة والده، وإن أول من استقبله فى كتيبة المجاهدين عيسى المصرى، وهو عضو فى الجماعة الإسلامية، وإنه اشترك فى معركة بدر البوسنة، وفى هذه الحلقة يكشف «البحرى» كيفية خروجه من البوسنة، وذهابه إلى الصومال لاستكمال الجهاد، وإلى الحلقة الثانية من الحوار:

■ هل سبب خروجكم من البوسنة هو توقيع اتفاق دايتون للسلام الذى بموجبه تم إنهاء الصراع فى منطقة البلقان، وكان يمثله سلوبودان ميلوسيفيتش من الجانب الصربى، وفراتينو تودمان من الجانب الكرواتى وعلى عزت بيجوفيتش من الجانب البوسنى، وكان يوم ١٤ ديسمبر ١٩٩٥؟

- نعم.

■ بعد أن خرجت من البوسنة هل فكرت فى أى مكان آخر تجاهد فيه خاصة أن أفغانستان فى ذلك الوقت كانت مشتعلة؟

- فكرنا فى أربعة أماكن: الصومال والفلبين والشيشان وطاجيكستان ولم نفكر فى أفغانستان، لأن الأحزاب الأفغانية كانت متناحرة، ولم يكن الظهور الحقيقى لـ«طالبان» قد بدأ، ويعتبر عاما ٩٦، ٩٧ هما بداية الظهور الحقيقى للحركة.

■ بعد أن خرجت من البوسنة إلى أين ذهبت؟

- عدت إلى اليمن مرة أخرى.

■ أين ذهبت بعد ذلك؟

- إلى الصومال.

■ إذن.. وقع اختيارك فى هذه المرة على الصومال لاستكمال الجهاد؟

- نعم.

■ كم كان عدد كتيبة المجاهدين؟

- حوالى ٤٥٠ مقاتلاً.

■ هل كلهم عرب؟

- عرب وأجانب من أمريكا اللاتينية وأفريقيا والصين وكندا وغيرها.

■ إذن ذهبت مباشرة إلى اليمن ومنها خرجت إلى الصومال؟

- نعم ذهبت إلى اليمن ومنها إلى الصومال، وعدت إلى اليمن مرة أخرى، ومنها ذهبت إلى طاجيكستان، وخط المرور من اليمن إلى طاجيكستان كان أفغانستان، وفى الفترة نفسها التى وصلت فيها إلى أفغانستان كان أسامة بن لادن، والأصح الشيخ أسامة، خرج من السودان فى اتجاه أفغانستان مع مجموعة القاعدة بالكامل.

■ ماذا فعلت بعد ذلك؟

- قلت لنفسى: «نحن سامعين عن القاعدة والتنظيم.. «بلا تنظيمات بلا مشاكل.. خلينا نطلع الجهاد على طول».. ولكن كانت هناك أفكار تدور فى رأسى إنه لا بد من عمل منظم من كيان يجمع المجاهدين، لأنه من غير المعقول أننا سنحارب قوى عظمى بمجموعة شباب فى رحلة، وهذا أمر مستحيل، خاصة أننى أفهم فى إدارة الأعمال، التى أحمل شهادة فيها وأفهم ما معنى العمل المنظم، إضافة إلى أننى تربيت تربية دينية منظمة فى الحركة السلفية فى السعودية، وهى حركة منظمة جداً.

■ أثناء ذلك وصلت إلى طاجيكستان؟

- نعم وصلنا إلى هناك، وكتب الله لنا ما كتب وعدت إلى اليمن، وسُدت أبواب الجهاد فى وجهنا و«كله اتقفل»، وفى هذا الوقت كان «بن لادن» يبحث عمن ينصره من شباب الجهاد، وشباب الجزيرة العربية خاصة، وكان قد سمع عن مجموعة عادت من شمال أفغانستان، وكان يطلق علينا مجموعة الشمال.

■ لماذا أطلقوا عليكم مجموعة الشمال؟

- لأننا كنا فى شمال أفغانستان، وكان يطلق علينا لقب آخر وهو مجموعة الكوماندوز الخاصة.

■ إذا أردنا تعريف مجموعة الشمال.. كيف تعرفهم؟

- هم خيرة شباب المجاهدين، الذين اجتمعوا من البوسنة والشيشان والفلبين والصومال، وانطلقوا تجاه طاجيكستان وهم نخبة.

■ ماذا تقصد بـ«النخبة»؟

- هؤلاء الشباب هم نخبة من المجاهدين، وهذا يعنى أنهم ذوو فكر وقوة جسدية وخبرة قتالية، وهم مجموعة جمعها القدر.

■ هل عندما اجتمعت تلك النخبة فكرت فى الانضمام إلى القاعدة؟

- لا.. فكرنا فى تشكيل كيان خاص بنا.

■ تقصد «قاعدة خاصة»؟

- لا، ليست قاعدة خاصة، لكن تنظيماً يضمنا، وفكرنا فى العودة إلى اليمن وشراء صواريخ «ستريلا» و«سام ٧»، وندخل السعودية ونسقط بها الطائرات الأمريكية، وكان تصورنا إذا استطعنا إسقاط طائرة أو طائرتين فى السنة فنحن «رجال»، وكان هذا فكرنا، وعندما التقت مجموعة الشمال الشيخ أسامة بن لادن فى «جلال أباد» قال لنا الرجل: أنتم لديكم فكرة وأنا «أهلكم»، وكنا شباباً بسيطاً تدرب تدريباً بسيطاً «٤٥ يوم جهاد ورصاص» مثل الفترة الأولى.

■ ماذا شاهدتم فى القاعدة بعد لقاء الشيخ أسامة؟

- شاهدنا «شغل كبير».. عمليات خاصة وإنشاء خلايا واستكشاف مدن.

■ قبل الحديث عن العمليات الخاصة التى شاهدتها فى «القاعدة».. أين أسرتك من كل ذلك.. هل اتصلت بهم؟

- منذ قررت الخروج عام ١٩٩٣، وأنا لم أتصل بهم سوى مرة واحدة وبعدها بعام تقريباً بعد رجوعى من البوسنة لدرجة أن لى أخاً اسمه إبراهيم لم أره طيلة حياتى، وأعرفه فقط من الصور، وولد وأنا فى الجهاد ودائماً ما يطلب أن يرانى، واتصلت بهم بعدها بعام آخر وأنا فى أفغانستان، خاصة أن أهلى فى السعودية مقيمون ولا يحملون الجنسية، إضافة إلى أننى كنت وقتها مطلوباً فكنت أخاف عليهم، حتى إن الاتصال الثانى كان من أفغانستان عبر تليفون يعمل من خلال الستالايت ولا يمكن رصده أو تعقبه.

■ أعود إلى موضوع القاعدة.. فى أى عام التقيت الشيخ أسامة؟

- عام ١٩٩٦.

■ هل وصلتم إليه بسهولة؟

- كان الوصول للشيخ أسامة بن لادن فى منتهى السهولة، عكس ما كان يروَّج عنه.

■ ماذا قال لكم عندما قابلتموه أول مرة؟

- أولاً الشيخ أسامة يخصص من وقته من ٣ إلى ٤ ساعات، لكى يجلس مع الشباب، وعندما قابلناه قال لنا: يا شباب هل تريدون الجهاد؟ قلنا: نعم.. قال: تدربوا عندى وافعلوا ما فى رؤوسكم.

■ قلت إن الوصول إلى أسامة بن لادن كان سهلاً؟

- نعم، وكنت أعانى عندما كنت حارساً شخصياً له، وأنت تعرف إجراءات الدخول والخروج، إذا ما أراد أن يلتقيه أو يقابله أحد، لأن الرجل شعبى وجماهيرى واجتماعى.. وكنت أقول له: «يا أبوعبدالله لابد من التدقيق».. وكان يقول لى: «شوف سيبونى أنا وضيوفى ولا تزعلوا ضيوفى.. وأكثر من مرة كنت أقول له يا أبوعبدالله أنت لا يصلح الشغل معك، وأقوم بإعطائه الأسلحة التى أحملها»، وأقول له: «هذه عدة الحراسة تبعك، واحرس نفسك بنفسك».. فيقول: «يا أبوجندل تعال».. كنت أقول له: «يا إما تتبع التعليمات والنظام اللى عاملينلك إياه.. يا إما أقل شىء تعطينا مرونة ولا تدخل فى موضوع حراستك، خاصة أنك تتدخل فى كل كبيرة وصغيرة، إذن فلا داعى لوجودنا».

■ إذن كان الشيخ أسامة ديكتاتوراً يتدخل فى كل كبيرة وصغيرة؟

- لا.. كان يتدخل فقط فى موضوع الضيوف الذين يأتون لزيارته، وباقى الأمور لا يعارضنا فيها. ونحن كانت مشكلتنا مع الضيوف، لأننا كنا لا نعرف شخصية من يأتى لزيارته.. وهل هو مسلح أم لا؟ هل معه جهاز «جى. بى. إس»، وهل معه مصيبة.

■ من أطلق عليك اسم «أبوجندل».. ولماذا؟

- لا أخفيك سراً، وأريد أن أعطيك معلومة، وهى أن أكثر الناس فى الجهاد هم الإخوة المصريون، وهذه التسمية جاءت عندما ذهبت إلى البوسنة واستقبلنا هناك أخ يدعى عيسى المصرى، كان مسؤولاً فى مكتب العلاقات العامة، الذى يستقبل المجاهدين، فسألنى: يا أخى ما كنيتك قلت كنيتى فى السعودية «أبوالحارث».. فقال لى: أبوالحارث كتير فقلت له يا عمى فليكن «أبوحمزة»، فقال: أكثر، قلت «أبوحفص». فقال لى: كتير برضه، فقلت له: أقولك شغلتنى.. شوف لى كنية، ففكر قليلاً وقال: «أبوجندل» وقالها باللهجة المصرية، فقلت له باللهجة المصرية العربية أيضاً أبوجندل أبوجندل، وكانت تلك الكنية هى الوحيدة بين شباب الجهاد المعروفين، وعندما يقال «أبوجندل» يأتى فى ذهن الناس أنه أنا «ناصر البحرى».

■ لماذا التصقت بك هذه الكنية؟

- معروف أن شباب المجاهدين عندما يذهبون إلى بلاد مختلفة يغيرون كناهم، إلا أنا لم أغير كنيتى، لأننى كنت مسؤول حراسات كتيبة المجاهدين ومسؤول الحركة فيها، وبالتالى كل الشباب طوال الوقت يحتكون بأبى جندل، وبالتالى حفظت الكنية والصورة، وكان ذلك سبباً رئيسياً فى ثبات الكنية.

■ هل حاولت تغيير كنيتك؟

- نعم.. فى الصومال.

■ لماذا؟

- لأنه لا يوجد هناك أحد يعرفنى ونحن ثلاثة فقط عرب، والباقى صوماليون وعندما سألونى قلت لهم أنا «أبوبصير» وانتهى الموضوع.

■ على ذكر اسم «عيسى المصرى».. من هو؟

- عيسى كان عضواً فى الجماعة الإسلامية ومسؤول مكتب العلاقات العامة فى كتيبة المجاهدين التى كانت تسيطر عليها الجماعة الإسلامية المصرية.

■ لماذا لم تستمروا فى الجهاد بالصومال؟

- لأنهم كانوا يستغلون اسم الجهاد لتحقيق أرباح مادية.

■ هل سبب ذلك صدمة لك؟

- نعم، ولكن ما ثبتنى هو الخلفية الثقافية والدينية التى جئت منها، خاصة أننى أحب القراءة، فقد قرأت فى سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة وتاريخ الأمة الإسلامية، وكان طبيعياً أن نتعرض إلى مثل هذه المواقف، ولكن كنا نزداد فوق الصلابة صلابة.

■ وعندما عدت إلى أفغانستان بعد الصومال هل غيرت كنيتك؟

- نعم.. فعندما كان الشباب يسألوننى عن اسمى كنت أقول لهم أبوعبدالملك القاسمى.. فكانوا يردون: «إيش فيك يا أبوجندل»، وبالتالى عدت إلى كنيتى الأولى.

■ ما المدة التى مكثتها فى اليمن قبل سفرك إلى الصومال؟

- ستة شهور.

■ هل مكثت كثيراً فى الصومال؟

- ٤ شهور فقط لا غير، ولكننا دخلنا أثناءها إلى «عمق الناس».

■ ماذا تعنى بـ«عمق الناس»؟

- من ناحية فكرية وناحية تنظيمية، لأنهم أخذونا مباشرة من كينيا إلى إحدى المناطق.

■ هل يتكلمون اللغة العربية؟

- نعم.. يتكلم العربية الذين درسوا العلوم العربية، ويحفظون القرآن الكريم، أما الباقون فيتكلمون العربية «مكسرة»، خاصة أن الصوماليين لا يعرفون هل هم أفارقة أم عرب.

■ ولكن لم تذكر لى كيف وصلت إلى الصومال قبل أن ندخل فى تفاصيل الجهاد هناك؟

- عندما كنت فى اليمن بعد عودتى من البوسنة سافرت سفراً عادياً إلى الصومال من خلال بعض الإخوة الصوماليين، الذين يعيشون فى اليمن كطلبة يدرسون، وقاموا بتسهيل ذلك الأمر، وسافرنا إلى نيروبى فى كينيا التى لا تحتاج إلى تأشيرة دخول من صنعاء، والتقينا هناك الإخوة فى الاتحاد الإسلامى فى كينيا.

■ ذكرت أنكم كنتم ثلاثة عرباً فقط ذهبتم إلى الصومال؟

- نعم كنت أنا والأخ عبدالعزيز المقرن - رحمه الله - الذى قتل فى مواجهات بالرياض إضافة إلى شخص يمنى من مدينة «البيضاء».

■ ما الطريقة التى دخلت بها إلى الصومال بعد وصولك إلى كينيا؟

- دخلت الصومال بالطائرة، حيث قام الإخوة فى الاتحاد الإسلامى بتنسيق ذلك الأمر، ثم تبعنى بعد ذلك «المقرن» والأخ اليمنى بعد عشرين يوماً تجنباً للإجراءات الأمنية، حتى لا يقبض علينا جميعاً إذا حدثت مشكلة.

■ لماذا اختلفت مع الصوماليين؟

- اختلفت مع أفراد فى الاتحاد الإسلامى، لأنهم كانوا يزورون بيانات المعارك، ويذكرون أرقاماً بخلاف الحقيقة، إضافة إلى أننى جلست فى معسكراتهم ٣٠ يوماً، ولا يعرفون من التدريبات سوى تمارين التايكوندو، التى يتدربون عليها ساعات طويلة، فكيف تريد أن تحارب وتجاهد وأنت لا يوجد عندك تنظيم ولا تخطيط ولا تدريب على السلاح.. ماذا يفعل التايكوندو فى مواجهة السلاح؟!

■ ولكنك قلت إن الخلاف معهم بسبب تزوير النتائج؟

- نعم.. كانت لديهم نشرة مطبوعة اسمها «الفجر»، وعندما تقرأها تجدهم يؤكدون أنهم دخلوا معركة وغنموا ١٥٠٠ قذيفة آر بى جى، وكانوا يذكرون ذلك، لكى يحصلوا على أموال.

■ وكيف اكتشفتم ذلك؟

- عندما دخلنا مخازن السلاح لم نجد ما نشروا عنه، وتخيل أن ١٠٠ مقاتل مثلاً، الذين يملكون السلاح منهم ٤٠ والـ٦٠ الباقون غير مسلحين فكيف سيحاربون فى منطقة الأوجادين.. وهل سيحاربون «الأوجادينى» بالكاراتيه؟! وكانوا يقولون: هذه تكتيكاتنا.

طالع المزيد
نشأة «القاعدة» .. وأحداث مهمة فى تاريخها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer