كتب عواصم - وكالات الأنباء ١٧/ ٣/ ٢٠١١
تصاعدت حدة التوترات فى البحرين أمس، حيث شنت قوات مكافحة الشغب صباح أمس هجوماً بالبنادق والغازات المسيلة للدموع على آلاف المعتصمين فى «دوار اللؤلؤة» بوسط العاصمة المنامة وتمكنت من السيطرة على الدوار، وذلك غداة إعلان حالة الطوارئ فى البلاد، بينما بدأت القوات فى فتح طرقات الحى المالى والدبلوماسى فى المنامة التى أغلقها المحتجون. وأطلقت شرطة مكافحة الشغب عشرات القنابل المسيلة للدموع، كما استخدمت البنادق لتفريق المتظاهرين ذوى الغالبية الشيعية المعتصمين فى الدوار منذ ١٩ فبراير للمطالبة بإسقاط الحكومة والإصلاح، وبعد حوالى ساعة من الهجوم- الذى شنه المئات من رجال الأمن وعدد كبير من الآليات العسكرية-، أعلنت وزارة الداخلية البحرينية أن قوات الشرطة انتشرت فى منطقة دوار مجلس التعاون (اللؤلؤة) وأن المتظاهرين بدأوا فى الانسحاب. ونقلت وكالة الأنباء البحرينية الرسمية (بنا) عن الوزارة أن عدداً من المتظاهرين فى الدوار يقومون «بإحراق عدد من الخيام بعد انسحابهم لإعاقة حركة رجال الشرطة». وبينما قال مسؤول بقطاع الصحة إن ٣ من رجال الشرطة البحرينيين قتلوا أثناء محاولة إخلاء الدوار، وذلك بعدما دهسهم محتجون بسيارات مسرعة فضلا عن إصابة ٤ آخرين، ذكر عبدالجليل خليل وهو عضو كبير فى جمعية الوفاق الشيعية المعارضة أن ٥ محتجين على الأقل قتلوا وأصيب مئات خلال الحملة التى شنتها قوات الأمن، معتبراً أن ما يحدث «حرب إبادة»، كما قال الشيخ على سلمان، الأمين العام للجمعية: «إن الحكومة تتصرف مثل الزعيم الليبى معمر القذافى الذى يستخدم القسوة المفرطة ضد أبناء شعبه»، ودعا سلمان أتباعه من المحتجين إلى عدم التصدى لقوات الأمن. وقالت وكالة رويترز للأنباء إن المحتجين هربوا من الدوار بسياراتهم الخاصة متجهين إلى ضواحى المنامة والقرى المحيطة بها. ولم يتضح ما إذا كانت القوات السعودية التى دخلت البلاد أمس الأول تشارك فى عملية اقتحام الدوار أم لا. وانتشرت قوات الأمن البحرينية أيضاً فى مجمع السلمانية الطبى، المستشفى العام الوحيد فى المملكة، وأزالت جميع الخيام التى نصبها المتظاهرون داخله. وقالت (بنا) إن القوات تقوم بـ«عملية تطهير لمجمع السلمانية الطبى من الخارجين على القانون»، بينما حذرت جمعية الوفاق «مما سيقوم به الجيش فى هذا المكان». وفى غضون ذلك، بدأت مركبات مصفحة بإزالة الحواجز التى وضعها المحتجون وسط العاصمة، وبفتح طرقات الحى المالى الدبلوماسى، فيما سمعت طلقات نارية فى الوقت الذى كانت فيه مروحيات تحلق فوق المنطقة، لكن مصدر بحرينى نفى مزاعم استخدام طائرات فى عملية إجلاء المتظاهرين، موضحا أن الطائرات تستخدم «للتصوير الجوى فقط». وتعرضت خدمة شبكة الهواتف الخلوية فى بعض المناطق للإرباك، فى حين أغلقت البورصة بعد إعلان حال الطوارئ، كما أعلنت السلطات البحرينية تعطيل الدراسة فى المدارس والجامعات اعتباراً من أمس وحتى إشعار آخر.فيما أعلن حظر التجوال لمدة ١٢ ساعة فى بعض مناطق العاصمة. وفى خطوة احتجاجية على أسلوب التعامل مع الاضطرابات التى تشهدها المملكة، أعلن وزير الإسكان البحرينى مجيد العلوى أمس استقالته، وذلك بعد ١٧ يوماً فقط من توليه حقيبة الإسكان فى إطار تعديل وزارى شمل ٤ وزارات أجراه العاهل البحرينى فى ٢٧ فبراير الماضى. وكان ٢ من أعضاء مجلس الشورى فى البحرين استقالا أيضاً أمس الأول احتجاجا على التعامل الأمنى مع المتظاهرين. وكان العاهل البحرينى الملك حمد بن عيسى آل خليفة أصدر أمس الأول أمراً ملكياً بإعلان حالة السلامة الوطنية (الطوارئ) لمدة ٣ أشهر، وكلف القائد العام لقوة دفاع البحرين باتخاذ التدابير اللازمة، بينما أكد وزير الداخلية عزم السلطات على «فض كل المخالفات التى أطلقت شرارة الفتنة». وتأتى هذه الخطوة وسط مواجهات عنيفة اندلعت أمس الأول فى عدة مناطق بالمملكة، بين قوات الأمن وعدد من المتظاهرين المناوئين للحكومة بعد يوم واحد من إرسال قوات خليجية إلى البلاد بناء على طلب منها، وأبرزها كان فى منطقة سترة الشيعية جنوبى المنامة، حيث أطلقت قوات الأمن البحرينية قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطى، ما أدى إلى مقتل متظاهرين اثنين وإصابة نحو ٢٠٠ آخرين بجروح، بحسب مصادر طبية، فيما ذكرت وزارة الداخلية البحرينية أن عنصراً فى قوى الأمن قتل دهساً من قبل متظاهرين مناوئين للحكومة فى منطقة المعامير الجنوبية أثناء تأديته مهام عمله. وفى وقت لاحق أمس الأول، دعا رجال دين شيعة بحرينيون كبار فى بيان، المجتمع الدولى والعالم الاسلامى للتدخل من أجل منع وقوع «مجزرة» فى المملكة، وذلك بعدما أعلنت جمعيات المعارضة البحرينية الـ٧ والاتحاد العام لنقابات عمال البحرين أمس استنكارها لإعلان حالة الطوارئ و«التصعيد الأمنى الخطير»، وناشدت المجتمع الدولى التدخل لحماية المعتصمين فى «دوار اللؤلؤة». واعتبرت أن «أعمال القتل والتصعيد الأمنى قد نسفت مبدأ الحوار وتركت البلاد مفتوحة لاستباحة قوات الأمن والجيش المحلى والخارجى». وبعدما أثار الموقف الإيرانى الرافض لاستقدام قوات خليجية إلى البحرين، احتجاج المملكة باعتباره «تدخلاً فى الشؤون الداخلية وتهديداً لأمن المنطقة» وقامت باستدعاء سفيرها فى طهران للتشاور، عبر «حزب الله» اللبنانى عن قلقه البالغ واستنكاره الشديد لما وصفه باستهداف المدنيين المسالمين فى البحرين، منتقدا دخول قوات «درع الجزيرة» الخليجية إلى البلاد. وأضاف فى بيان أنه يرى أن التدخل العسكرى واستخدام «العنف فى مقابل حركة شعبية سلمية لا يوصل إلى نتيجة». وفى الوقت نفسه، حذرت الولايات المتحدة من أن الاضطرابات السياسية التى تشهدها البحرين لا يمكن أن يتم حلها من خلال القوة العسكرية. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاى كارنى «ندعو الأطراف المعنية هنا والحكومات المعنية إلى الدخول فى الحوار السياسى الضرورى من أجل الاستجابة إلى مظالم ورغبات الشعب البحرينى». وبدت تعليقات كارنى تكراراً لمناشدة وزيرة خارجية بلاده هيلارى كلينتون خلال زيارتها للقاهرة أمس الأول، حيث دعت إلى «اتخاذ خطوات الآن» بشأن حل تفاوضى للتوترات فى البحرين. وقالت كلينتون إن «استخدام القوة والعنف من أى مصادر سيؤدى فقط إلى زيادة الوضع سوءً». وأعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن الوزارة سمحت لطاقمها المدنى غير الأساسى فى المقر العام للأسطول الخامس الأمريكى فى المنامة، وكذلك لعائلات العسكريين بمغادرة البحرين بسبب تصاعد حدة الاضطرابات. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات