تصدرت أنباء كارثة اليابان الصحف البريطانية الصادرة السبت التي اهتمت أيضا بالشأن الليبي خاصة خطط فرنسا وبريطانيا لفرض حظر جوي على ليبيا.
ونبدأ جولتنا مع صحيفة الفاينانشيال تايمز التي قالت إن "الجامعة العربية تستعد للإعلان في اجتماع وزراء الخارجية السبت عن قبولها فرض حصار جوي فوق ليبيا، وهذه الخطوة هامة جدا لإعطاء الغطاء العربي للتدخل الدولي".
وتنقل الصحيفة عن هشام يوسف المتحدث باسم الجامعة تصريحه للصحيفة إن الزعيم الليبي معمر القذافي قد تخطى الحدود مما يجعل من الصعب على وزراء الخارجية ألا يدعموا فرض حظر جوي يوفر الحماية للمدنيين ضد أفعال النظام، وإن الدعم العربي لفرض حظر جوي سيجعل من الصعب على روسيا والصين معارضة مثل هذه الخطوة في مجلس الأمن باستخدام حق النقض.
وتستطرد نقلا عن يوسف "لا بد من صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بشأن الحظر بحيث لا يكون إجراء من طرف واحد، وإن الجاممعة تتحرك باتجاه قبول ذلك".
وتقول الصحيفة إن اجتماع القاهرة يأتي في أعقاب البيان الشديد على غير المألوف الصادر عن مجلس التعاون الخليجي والذي أعلن فيه أن "نظام القذافي قد أصبح فاقدا للشرعية"، ودعا فيه الأمم المتحدة لحماية المدنيين الليبيين بما في ذلك فرض منطقة حظر جوي.
وتقول الصحيفة إن قبول الجامعة العربية قد أصبح شرطا يضعه الحلفاء الغربيون لفرض حظر جوي عليها أو أي شكل من أشكال التدخل العسكري، وإن منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي أعلنا أنهما لن يقوما بفعل ما لم توافق الجامعة العربية والأمم المتحدة على الرد العسكري.
"تحديد المصالح"
غير أن صحيفة الديلي تلجراف تعرب عن قلقها الشديد إزاء مثل هذه الخطوة حتى بموافقة الجامعة العربية عليها.
وتحت عنوان "على كاميرون أن يكون أكثر حرصا بخصوص ليبيا" تتقول الصحيفة إن أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يعاني حاليا من صعوبة تحديد "المصالح القومية البريطانية" وكيفية التصرف وفقا لها.
وتستطرد التلجراف "يمكن الجدل بأن علينا التزاما أخلاقيا بأن نمنع حدوث مأساة إنسانية في شمال إفريقيا. غير أنه أمر آخر تماما أن نخدم المصالح القومية البريطانية بأن نلتزم عسكريا بنزاع ملتهب يصعب التنبؤ به كذلك الذي يجري حاليا. فبدون الحصول على دعم ملائم من مجلس الأمن الدولي قد نجد أنفسنا نسير مغمضي الأعين إلى عراق آخر".
وتتحدث الصحيفة عن القلق الذي تشاطر فيه العسكريين البريطانيين إزاء دعوة كاميرون والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا.
وتفند الصحيفة المصاعب التي تراها في وجه تدخل عسكري بريطاني، مشيرة إلى ما أدلى به رئيس الأركان البريطاني السابق اللودرد دانات قبل يومين.
فوفقا للورد دانات "الهيمنة على المجال الجوي لبلد آخر هو انتهاك لسيادته، وحتى يكون فعالا يتوجب على الدول الغربية قصف الدفاعات الجوية الليبية ومطاراته العسكرية وربما حتى سلاحها الجوي. لكن هذا قد يجعل العقيد القذافي يستخدم الدبابات والصواريخ ضد المتمردين، فهل نقصف هذه أيضا"؟
"وماذا سيحدث إذا ما ثأر القذافي بالاستيلاء على ممتلكات أو رهائن بريطانيين؟ لن يكون هناك خيار أمامنا حينئذ سوى نشر قواتنا المستنزفة على الأرض بما قد يترتب على ذلك من تداعيات".
وتمضي الصحيفة فتقول "إنه مما يصعب الأمر أكثر هو ما قاله ساركوزي من أن فرنسا وبريطانيا تحبذان القيام بضربات "محددة" على ليبيا إذا ما دعمت الجامعة العربية والمعارضة الليبية ذلك" لتتساءل "من يمثل المعارضة"؟
"وإذا ما قسنا بالمعاملة التي تلقاها فريق القوات الخاصة والاستخبارات البريطاني هذا الأسبوع فإن الحركة المعارضة للقذافي لا يبدو أنها حسمت أمرها حول الدعم الدولي الذي تحتاجه".
وتخلص الصحيفة إلى القول "إنه إذا كان لا بد من استخدام القوة ضد القذافي فإن السلاح الجوي المنيع للكل من السعودية ومصر بأكثر من قادر على أداء هذه المهمة".
"العالم العربي يرتاب في المهام الإنسانية الغربية. حسنا، ليستخدم هو قدراته العسكرية التي حصل عليها من حلفائه الغربيين مقابل ثمن باهظ الثمن ليخلص العرب مثله من أزمة عربية بامتياز".
"بدون أخلاق"
وكما هو متوقع تحفل الصحف البريطانية بتغطية أبعاد الكارثة الطبيعية التي لحقت باليابان بعد أن ضربها زلزال كان الأقوى في تاريخها، وولد معه تسونامي جرف كثيرا من مظاهر الحياة في طريقه.
صحيفة الإندبندنت تتأمل في افتتاحيتها المعنى الذي يمكن استخلاصه من كارثة طبيعية لا حول للإنسان فيها ولا قوة.
تقول الصحيفة تحت عنوان "الدرس الوحيد الذي يمكننا استخلاصة من التدمير الذي تلحقه الطبيعة" إن الغريزة البشرية في مثل هذه الظروف تدفعنا للبحث عن تفسير ـ شيئ ما يضفي على الكارثة الطبيعية معنى إنسانيا.
غير أن الإندبندنت ترى فيي ذلك سعيا غير مجد، إذ لا اخلاق للصفائح "التكتونية" وتقصد بها الطبقات تحت الأرض التي بتحركها تحدث الزلازل". وبعض أجزاء العالم ببساطة أكثر عرضة للكوارث الطبيعية من غيرها.غير أن الدول المعرضة لمخاطر الطبيعة ليست متساوية.
وتوضح الإندبندنت فتقول "اليابان إحدى أكثر الدول ثراء، وقد دللت الأعوام الأخيرة على أن الدول ذات الدخل الأعلى تتكيف مع الكوارث الطبيعية بشكل أفضل من الدول الفقيرة. فحصيلة قتلى زلزال وتسونامي الأمس هو ألف على الأقل، غير أن هذا العدد ليس كبيرا مقارنة بما يمكن أن يكون عليه، إذا ما ضرب زلزال بقوة 8.9 على مقياس ريختر كهذا ساحل بلد فقير.
وتستطرد الصحيفة "فبفعل الزلزال الذي ضرب هاييتي العام 2010 انهارت عشوائيات بورت أوبرنس، مما أسفر عن مقتل أكثر من 200 ألف شخص.وفيمقاطعة سيشوان الصينية التي ضربها زلزال العام 2007 قتل 70 ألفا. وأحد اسباب ارتفاع حصيلة القتلى لهذا الحد هو أن المدارس العامة التي بنيت بمعرفة مسؤولين فاسدين انهارت".
وتعود الافتتاحية لتستعيد الزلزال الذي ضرب اليابان أيضا وبالذات مدينة "كوبي" العام 1995. إذ قتل جراءه 6500 شخص، وتكلفت الخزانة العامة ربع الناتج الإجمالي المحلي في مشاريع إعادة الإعمار. ثم تستخلص بأن الاستجابة الحكومية حينها كانت فوضوية، فيما الظروف الآن مختلفة. فقد أغلقت أربع محطات نووية بشكل آلي عند حدوث الزلزال وكان الضرر أقل مما أحدثه زلزال "كوبي" لأن الحكومة قد ضاعفت إنفاقها على الأبنية المقاومة للزلازل، وأدى الإعداد والتخطيط لإنقاذ الآلاف من الأرواح.
وتختم الإندبندنت افتتاحيتها بالقول "ربما في سعينا عن للبحث عن معنى يكون الدرس الوحيد الذي يمكن استخلاصه هو أن كل ما يستطيع الإنسان فعله إزاء الكوارث الطبيعية هو أن يعد نفسه ليتعامل بصورة أفضل حينما يتحول الكابوس إلى حقيقة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات