ا ف ب - اجدابيا (ليبيا) (ا ف ب) - واصل الثوار الليبيون الذين بسطوا سيطرتهم على شرق البلاد تقدمهم الجمعة باتجاه العاصمة مؤكدين انهم سيطروا على مدينة نفطية استراتيجية، في حين دارت معارك عنيفة غرب طرابلس ووقعت مواجهات بين المعارضة والشرطة في شوارع العاصمة.
من جهة اخرى اعلنت مصادر طبية في بنغازي سقوط 19 قتيلا واكثر من ثلاثين جريحا مساء الجمعة في انفجارين وقعا في مستودع للذخيرة في منطقة الرجمة جنوب بنغازي، لم يتضح سببهما حتى الساعة.
وفي مدينة الزاوية (60 كلم غرب طرابلس) دارت معارك عنيفة الجمعة بين الثوار المسلحين والقوات الموالية للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي ما اسفر عن سقوط "العديد من القتلى والجرحى"، كما افادت مصادر متطابقة.
وقال احد سكان المدينة في اتصال هاتفي مع وكالة فراني برس "لقد سقط العديد من الضحايا بين قتيل وجريح ولكن ليس بوسعي احصاءهم"، مضيفا "سمعنا اطلاق نار من اسلحة ثقيلة، ربما من مدافع مضادة للطائرات".
من جهته اورد موقع "المنارة للاعلام" الذي يعتبر قريبا من جماعة الاخوان المسلمين الليبية ان "كتائب القذافي المرتزقة تقوم باستخدام اسلحة ثقيلة ضد متظاهرين امام مستشفى وجامعة الزاوية عزل هبوا لنصرة اخوانهم الذين سلطت عليهم كتائب القذافي العتاد الثقيل أثناء محاولتهم السيطرة على معسكرة الحرشة، وتفيد أنباء بوقوع عدد كبير من الضحايا من الثوار سواء في معركة الحرشة او عند المتطاهرين بجانب المستشفى".
واضاف الموقع ان "أجهزة النظام قامت بقطع التيار الكهربائي على مدينة الزاوية التي شهدت اليوم مواجهات عنيفة، ويخشى آهالي المدينة من حدوث مجزرة هذه الليلة".
غير ان وكيل وزارة الخارجية الليبية خالد كعيم اعلن مساء الجمعة ان القوات الموالية للزعيم معمر القذافي استعادت السيطرة على مدينة الزاوية، نافيا بذلك اعلان الثوار انهم صدوا هجوما للقوات الحكومية.
وقال "وفق مصادر امنية تمت السيطرة على مدينة الزاوية"، مشيرا الى ان "المواطنين يطاردون فلول الارهابيين المسلحين"، ومؤكدا ان "الميدان الذي يعتصمون فيه (الثوار) اصبح تحت السيطرة الامنية".
من جهتها قالت القناة الاولى في التلفزيون الليبي الجمعة ان "جماهير الزاوية وقياداتها الشعبية تؤمن مدينة الزاوية من العناصر الارهابية المسلحة"، مضيفة انه "تمت السيطرة على معظم مدينة الزاوية ومقتل رئيس مجموعة المخربين حسين بربوك ونائبه واسر عدد آخر".
واضافت القناة ان "المخربين" سلموا قوات الامن "31 دبابة 19 ناقلة جند و45 رشاشا مضادا للطيران واسلحة اخرى".
وافاد شهود عيان في طرابلس انهم رأوا العديد من طوافات شينوك، الطوافات المخصصة لنقل اعداد كبيرة من الجنود والعتاد تحلق في سماء المنطقة، مشيرين الى انهم شاهدوا ثلاثا من هذه المروحيات تتجه غربا، اي نحو الزاوية، وثلاثا اخرى عائدة من الغرب باتجاه العاصمة.
من جهتها اكدت مراسلة شبكة سكاي نيوز البريطانية ان الزاوية "محاصرة من قبل القوات الموالية للعقيد القذافي".
وقالت اليكس كراوفورد في تحقيق بثته قرابة الساعة 17,00 تغ وكانت اصوات انفجارات القذائف تسمع خلاله، انها زارت مستشفى الزاوية حيث ابلغها المسؤولون بوصول ثلاثة قتلى وحوالى 50 جريحا بينهم سبعة جراحهم خطرة وطفلان.
وروت "كنا نسير مع المتظاهرين المناهضين للقذافي في الطريق الرئيسي، كانوا الاف الاشخاص، غالبيتهم غير مسلحين. المتظاهرون كانوا يسيرون بتجاه العسكريين عندما فتح الجيش النار عليهم مستخدما الدبابات واسلحة اخرى بينها رشاشات ثقيلة (...) الجيش استمر في اطلاق النار على الناس الذين كانوا يموتون"، مؤكدة سقوط "عشرات الجرحى بينهم طفلان على الاقل عمرهما خمس سنوات اصيبا في الظهر والرأس".
وفي الشرق دارت معارك بين القوات الحكومية والثوار للسيطرة على راس لانوف، المدينة التي تضم ميناء نفطيا استراتيجيا يبعد حوالى 100 كلم عن سرت، مسقط رأس القذافي الذي يواجه منذ اكثر من اسبوعين ثورة شعبية غير مسبوقة منذ تولى السلطة قبل حوالى 42 عاما.
وقال الثوار مساء الجمعة انهم سيطروا على راس لانوف بعد معارك عنيفة.
وشاهد صحافي في وكالة فرانس برس عددا من الثوار متمركزين خارج مجمع المنشآت النفطية وثكنات عسكرية ومركز للشرطة، ولكن تعذر التحقق في الحال مما اذا كان الثوار يسيطرون على المناطق السكنية باكملها ام لا.
ومساء شاهد الصحافي مئات الثوار يتبادلون التهاني ويطلقون النار في الهواء ابتهاجا بالسيطرة على المدينة.
وقال مسؤول حكومي ليبي لفرانس برس الجمعة طالبا عدم الكشف عن اسمه ان البريقة اصبحت تحت سيطرة الثوار، قائلا "اعتقد اننا فقدنا السيطرة على البريقة في الوقت الراهن"، مؤكدا في الوقت نفسه ان "الغرب باكمله تحت سيطرة الحكومة، اما الشرق فلا تزال فيه مشاكل".
واضاف ان الثوار "هاجموا راس لانوف امس واليوم. حينا يسيطر على المدينة طرف وحينا الطرف الاخر. لا اعلم ما هو عليه الوضع هناك حاليا".
غير ان مصدرا رسميا حكوميا في طرابلس نفى الجمعة لفرانس برس سقوط البريقة، مؤكدا ان المدينة "لم تسقط ولا زالت في ايدي الدولة الليبية".
وقال المسؤول الحكومي الكبير طالبا عدم الكشف عن هويته "لم تسقط البريقة ولا زالت في ايدي الدولة الليبية"، مضيفا "ما زلنا نطارد +الفلول الارهابية المخربة+ ولا زالت قوات الامن في اشتباكات معهم" في هذه المدينة.
وشنت القوات الموالية للزعيم الليبي صباح الجمعة غارة جوية استهدفت قاعدة عسكرية خاضعة لسيطرة المعارضين بالقرب من اجدابيا (شرق).
وفي العاصمة طرابلس جرت مواجهات الجمعة في تاجوراء، الضاحية الشرقية لطرابلس، بين حوالى مئة متظاهر يرددون هتافات ضد الزعيم الليبي معمر القذافي وقوات الامن، حسبما ذكر شاهد لوكالة فرانس برس.
واطلقت نداءات لانتهاز فرصة صلاة الجمعة من اجل التحرك في العاصمة حيث حاولت المعارضة الاسبوع الماضي التحرك في عدد من الاحياء بينما شهدت بنغازي معقل الثورة صلاة شارك فيها حوالى خمسة آلاف شخص.
ووقعت الاشتباكات في تاجوراء بعد صلاة الجمعة بين قوات الامن ومئات المتظاهرين الذين كانوا يرددون هتافات ضد النظام. وقال المصدر نفسه ان قوات الامن استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.
في المقابل، كان الوضع هادئا في شارع الجمهورية غير البعيد عن مقر اقامة القذافي في وسط المدينة، حسبما ذكر احد سكان الحي.
ووقع عراك بالايدي بين متظاهرين مؤيدين للزعيم الليبي معمر القذافي واخرين ضده قرب الساحة الخضراء في وسط مدينة طرابلس، بحسب ما افاد مصدر في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس.
من جهتها اصدرت منظمة الشرطة الدولية (الانتربول) بلاغا الى اجهزة الشرطة في مختلف انحاء العالم تتضمن تنبيها حول الزعيم الليبي معمر القذافي و15 ليبيا آخر قالت انهم متورطون في قصف المدنيين، بحسب بيان للانتربول الجمعة.
ولم تطلب الانتربول من الدول الاعضاء ال 188 فيها توقيف القذافي وباقي الليبيين غير ان "مذكرة برتقالية" حذرت من "الخطر الذي تشكله تنقلات هؤلاء الاشخاص وارصدتهم".
بدورها اعلنت البرازيل انها ستدعم اي اجراءات او خطوات عسكرية في ليبيا اذا ما نالت موافقة الامم المتحدة.
كذلك جمدت النمسا الاموال التي يملكها مصطفى السرطي الذي يعتبر من رجال الزعيم الليبي معمر القذافي الموثوقين، والذي يحمل الجنسية النمساوية.
وفي نيويورك اعلن متحدث باسم الامم المتحدة ان الزعيم الليبي معمر القذافي ابلغ الامم المتحدة انه فصل مندوب ليبيا في المنظمة الدولية الذي اعلن انشقاقه السبت، وعين مكانه وزير الخارجية السابق علي التريكي.
من جانبها اعطت الحكومة الليبية نظيرتها الفنزويلية موافقتها على تشكيل بعثة سلام مهمتها ايجاد حل سلمي للازمة الليبي، بحسب رسالة ارسلها وزير الخارجية الليبي موسى كوسى وتلاها نظيره الفنزويلي في كراكاس الجمعة.
وكان الرئيس الفنزويلي اقترح الاثنين انشاء لجنة سلام دولية من عدة دول تقوم بوساطة بين القذافي والمعارضين.
وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما اكد ان جميع الخيارات مطروحة لتنحية القذافي من السلطة فيما صرح سيف الاسلام، نجل الزعيم الليبي، ان الغارات الجوية على مواقع الثوار هي من قبيل التخويف وليس لاحداث اضرار جسيمة.
وعلى صعيد ازمة اللاجئين الفارين من ليبيا اعلنت مسؤولة في الامم المتحدة الجمعة ان اكثر من 172 الف شخص اجتازوا الحدود الليبية باتجاه تونس ومصر خلال الاسبوع المنصرم، وحضت نظام معمر القذافي على ترك الحدود مفتوحة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات