كتبت – ولاء جبّة:
بدأ الكاتب الأمريكي، ديفيد بوسكو، مقالة بصحيفة ''واشنطن بوست'' عما إذا كانت الخبرة العملية للدكتور محمد البرادعي، الذي شغل منصب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تلك المنظمة المتعددة الأطراف، تعد تدريبا جيدا يؤهله لإدارة شؤون الدولة المصرية، بعدما أعلن الأسبوع الماضي عن ترشحه رسميا لرئاسة الجمهورية في أحد الحوارات التليفزيونية.
على خلفية عمل البرادعى في مناصب عديدة مثل؛ العمل في منظمة الصحة العالمية؛ وتوليه منصب رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية؛ تساءل بوسكو هل عمل البرادعى في منظمات دولية عديدة يؤهله لإدارة مصر؟ وهنا قال بوسكو:" إن البرادعي يعد أحد الشخصيات البارزة العديدة التي حاولت شق طريقها من المناصب الدولية إلى القصور الرئاسية، مثل الحسن واتارا، الفائز المعترف به دوليا في انتخابات ساحل العاج الرئاسية، والذي شغل منصبا في صندوق النقد الدولي؛ وأولا أوتوز – وهو مسئول سابق في الأمم المتحدة – الذى شغل منصب رئيس أوغندا هذا العام.
وأضاف الكاتب أن خبرة العمل في المنظمات الدولية توفر لصاحبها بعض المميزات، مشيرا إلى أن التعامل فى المحافل الدولية يمنح أسماء الأفراد تقديرا ومكانة اجتماعية ومصداقية في وطنه، خاصة، فى المجتمعات القمعية لافتا إلى أن المنظمات الدولية تمنح الموهوبين، فرصة تجنب الأنظمة السياسية الوطنية السلطوية، بينما يتميزون بالخارج؛ تابع الكاتب قائلا أن هذا بالضبط ما حدث مع البرادعى الذى ترقى إلى مناصب عالمية، واكتسب سمعة عالمية، بالإضافة إلى الكثير من الخبرة الدبلوماسية؛ دون أن يتلوث بنظام مبارك؛ لذلك فعندما تحين اللحظة السياسية المناسبة، يمكن لشخصيات مثل البرادعى أن تدخل للحياة السياسية الداخلية بوثائق تفويض بناء على خبرتهم وإمكانياتهم الدولية؛ والأهم من ذلك هو نظافة أيديهم مقارنة بالآخرين.
وأوضح بوسكو أن البرادعي كان بارعا في إدارة الضغوط السياسية، خاصة، في الفترة التي سبقت غزو العراق في 2003 وهى الفترة التي تدلل على مهاراته، مضيفا، أن الولايات المتحدة أرادت من الوكالة الدولية أن تعلن عدم امتثال العراق لقرارات الأمم المتحدة التي تدعو إلى نزع السلاح، بينما كان المعارضون للعمل العسكري يأملون في أن يدحض البرادعي الرواية الأمريكية بشأن أسلحة الدمار الشامل، حيث كانت المنظمة ورئيسها تعاني ضغطا مهولا .
ولفت بوسكو إلى أن تصريحات البرادعي حول العراق تعد نماذجا للغموض، لأنها أعطت اللاعبين الرئيسيين كل ما كانوا يريدونه، وليس كل شيء، وبعد العراق، وخصوصا بعد الحصول على جائزة نوبل، زادت حدة تصريحات البرادعي وأصبحت أكثر جرأة، فضلا عن رغبته في العبور بين سيوف واشنطن، لكن تدريبه وخبرته يظهر جليا أنه يميل تجاه الحلول الوسط.
وأضاف الكاتب أن ذلك الاتجاه يمكنه أن يمنح بعض الأشخاص إحساسا بالسلبية، حيث انتقد بعض متظاهري ميدان التحرير البرادعي، بسبب وصوله المتأخر إلى مصر، وظهوره لفترات صغيرة خلال الاعتصام، لكن في الأسابيع الأخيرة، انتقد البرادعي الجيش، وحث المصريين على رفض التعديلات الدستورية التي جهزها مجموعة من خبراء القانون، معتبرا أن تلك المواقف ليست لرجل يجهد دائما لتجنب الأخطار .
وختاما، أشار بوسكو إلى أن البرادعي قضى سنوات تشكيله في بيئة غالبا ما تأنف المشاعر، والأحاسيس الوطنية التي ترتفع بشدة حاليا في مصر، مضيفا أن البرادعي ربما يمتلك المهارة الدبلوماسية والحكم التي تحتاجها البلاد، لكن هل ينجح في إقناع المصريين بأنه يشعر بما يشعرون بها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات