الأقسام الرئيسية

الشجاعة الناقصة..!

. . ليست هناك تعليقات:

بقلم أحمد الصاوى ١٣/ ٣/ ٢٠١١

يمكن أن تعتبر إقدام الدكتور السيد البدوى على دعوة الهيئة الوفدية للاستفتاء عليه، شجاعة منه، تتواكب مع روح ثورة ٢٥ يناير، الرجل شعر - كما ينبغى أن يشعر كل مسؤول فى هذا البلد كبر أو صغر، يعمل فى الحكومة أو القطاع الخاص - بأنه يستمد شرعيته من المرحلة الجديدة ومن روحها، وأنه يجدد هذه الشرعية فى ظل المتغيرات التى حدثت.

لكن هل تكفى تلك الخطوة وحدها، أم أنه من المفترض أن يجيب الرجل عن علامات استفهام كثيرة شابت مسيرته القصيرة جداً منذ جلس على مقعد الباشوات فى بولس حنا؟!.. لا يكفى أن يقول للناس إن الحزب الوطنى عرض عليه خمسين مقعداً فى البرلمان ورفض، لكنه يجب أن يحدد مَن الذى قدم هذا العرض تحديداً وطبيعة المداولات التى جرت.

الشجاعة التى ترى أن البدوى يتحلى بها، لابد أن تصاحبها صراحة مطلقة، وأن تطال علامة مفصلية فى مرحلته اسمها جريدة «الدستور»، لا يجب أن تمر لحظة التطهر المؤسسى التى يرغب فيها البدوى، ويسعى بعدها لشرعية جديدة مستمدة من طهر الثورة ونقائها، دون أن يفتح جرحاً حقيقياً، وأن يجيب عن علامات استفهام جوهرية، حول طبيعة دوره فى هذه المرحلة، وهل كان مجرد «مستثمر برىء» أراد شراء جريدة، أم أنه كان جزءاً من اتفاق سياسى واضح يستهدف حرية التعبير، أم أن «الربع» شريكه السابق، مالك جريدة الدستور الحالى، هو الذى اتفق بحكم علاقاته بوزير الداخلية القابع فى السجن الآن، وغرر برجل فى مكانة رئيس حزب الوفد، وورطه فى مستنقع سياسى، وفشل اقتصادى ذريع؟

هذه تساؤلات لم يفت أوانها، وإذا كنت تعتقد أنه ملف بات مغلقاً، فقد أعاد السيد البدوى فتحه من جديد بمجرد طرح اسمه للثقة، ولأن الوفد ملك كل المصريين وليس أعضاءه فقط، فقد بات من حقى وحقك، كما من حق كل شخص فى الهيئة الوفدية، أن يسأل، وينتظر إجابة شجاعة من الرجل.

كانت جريدة «البديل» معروضة للبيع بمليونى جنيه، وكانت «الدستور» معروضة بعشرين مليوناً، لماذا اشتريت الأغلى إلا إذا كان اسم «إبراهيم عيسى» جزءاً من هذا الفارق الكبير فى السعر؟!

لماذا خلقت فراغاً فى رأس الجريدة بإقالة عيسى، ورغم أنه حقك كمالك، فإن هذه جريدة رأى محترمة، ودوافعك لابد أن تكون معلنة، هل هى إدارية أم مهنية أم سياسية؟ وكيف كنت تخطط لملء فراغ عيسى لو سارت الأمور هادئة؟

كيف تدفع هذه الملايين فى سلعة أنت تعرف أن قيمتها من علامتها التجارية المتمثلة فى اسم رئيس التحرير، ثم تتخلص من هذه العلامة التى تساوى جزءاً كبيراً من استثمارك، وكأنك تلقى بملايينك فى الهواء، أو تقدمها هدية لشخص ما؟

تلك أسئلة وجهتها لك فى حينها، وأعيدها عليك الآن، فالمؤكد أن هناك ما تكتمه، والأنسب أن تعلنه أنت قبل أن يعلنه غيرك، فالأرجح أن هناك شهوداً كثيرين على هذه الوقائع تحرروا من مناصبهم ومواقعهم.

لا يكفى أن تقول لم يعد لى علاقة بالجريدة بعدما بعت حصتك فيها لشريكك، فما هو مطلوب منك أن تتطهر من مخطط شاركت فيه بقصد مكروهاً أو متطوعاً، أو على الأقل تتطهر من «رضا إدوارد» ورفقته..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer