أكد الخبير الإستراتيجي محمد علي بلال إن ثورة 25 يناير قلبت كل الموازين في المنطقة، وهي ودرس للحكام والشعوب، مبيناً أنها ستعيد لمصر مكانتها وستغير، وجه التاريخ في المنطقة وستؤثر علي العالم كله، كما أنها أعادت الروح والثقة إلى الشعب المصري مرة أخرى بعد سنوات، وينصح بلال الحكام أن يغيروا قبل ان يتغيروا، وأشار إلى أن الدور المصري الغائب في المنطقة سيعود، وسيختفي كل من كان يبحث عن دور، وأكد ايضا أن القضاء على سيطرة رأس المال على الحكم القاسم المشترك بين ثورتي 1952 و2011، كما كشف عن سيناريو التوريث لنجل الرئيس السابق والذي كان يخطط له لتنفيذه في حال النظام السابق في الحكم، وقد تطرق بلال خلال الحوار الذي جرى معه في مكتبه الخاص إلى عدد من القضايا الراهنة على الساحة محليا وإقليميا ودوليا، وإليكم نصه:
*ماهي قراءتكم لمشهد مصر يوم 25 يناير وحتى الساعة السادسة يوم الجمعة 11 فبراير، وهي لحظة تنحي الرئيس السابق مبارك؟
- ثورة شباب 25 يناير أراد فيها الثوار أن يعبروا عن إحتجاجاتهم وغضبهم في ميدان التحرير، حيث وظفوا تعليمهم العالي والثورة التكنولوجية الموجودة في العالم بإستخدامهم الإنترنت بالدعوة عبر "فيسبوك وتويتر للتنسيق فيما بينهم للخروج إلى ميدان التحرير للقيام بثورة إحتجاج وغضب، في البداية لم يكونوا يتخيلون أن تكون وقفتهم ثورة أو بداية لثورة، بل أنهم إتجهوا لميدان التحرير للتجمع فقط، لكنهم أعادوا الروح إلى الشعب مرة أخرى، وهؤلاء الشباب جعلوا الشعب المصري كله يعيد ثقته بنفسه في أن يثور ويتحرك بعد سنوات طويلة من السبات، وبالتالي تحرك الشعب والتف حول الشباب، ومن هنا تغيرت هذه الحركة والوقفة الإحتجاجية أو الغاضبة إلى ثورة كاملة اشتركت فيها تقريباً كل طوائف الشعب التي كانت تشعر بالضغط عليها وعدم قدرتها على الإحتجاج فتحولت إلى ثورة شعبية.
تغيير وجه مصر
** لو عقدنا مقارنة بين ثورتي 23 يوليو 1952 و25 فبراير 2011، فماذا سنجد من فروق وتباينات؟
- لو قارنا بين الثورتين سنجد أن هناك مفارقة عجيبة، وهي أن ثورة 1952 قامت بها القوات المسلحة المصرية، وأيدها الشعب، أما ثورة 25 يناير بدأها الشعب وأيدتها القوات المسلحة وحمتها، فضلاً عن أن القاسم المشترك بين الثورتين هو القضاء على سيطرة رأس المال على الحكم، ولا شك أن الثورتين غيرتا وجه مصر والعالم، حيث غيرت ثورة 1952 من أمور كثيرة جدًا في العالم كله، وكان لها نتائج ضخمة جداً، وحققت لمصر مكاسب كبيرة وأوجدت لها مكانة مميزة، ولكن بعد ذلك تناقصت مكانتها بفعل أبناءها، وليس بفعل العسكريين. إذن ثورة 23 يوليو غيرت وجه التاريخ في المنطقة والعالم، أما ثورة 25 يناير أيضًا ستعيد لمصر مكانتها، وستغير وجه التاريخ في المنطقة ككل، ولها تأثيرها على العالم كله.
حرمان من الحراك السياسي
** يمثل الشباب في مصر أكثر من نسبة 60%من عدد سكانها، وهناك إتهامات لأجهزة الدولة بتقصيرها في حق الشباب، ونظرتها إليهم، فهل تغيرت النظرة بعد ثورتهم في 25 يناير؟
- من المؤكد أن النظرة إلى الشباب في مصر تغيرت لأقصى درجة، وعلى الرغم من أن هؤلاء الشباب الثوار كانوا محرومين من الحراك السياسي في السنوات الأخيرة، حيث كانت الإتحادات الطلابية ممنوعة في الجامعات والتي كانت تفرز القادة وتعلم التنشئة والثقافة السياسية، أصبح لا يوجد نشاطاً سياسياً لهم فضلاً عن فشل الأجهزة الحكومية الشبابية في إستقطابهم إضافة إلى أنه كانت لا توجد حياة حزبية في مصر، بل أن مصر باتت في يد مجموعة من الإنتهازيين وذوي رؤوس الأموال التي زادوها بطرق غير مشروعة.
تغيير وجه مصر
**ماذا عن النتائج المنتظرة التي يمكن أن تتمخض عن ثورة الخامس والعشرين من ينايرفي مصر محليا وإقليميا ودوليا؟
الزميل اشرف مع الخبير محمد علي بلال |
- ثورة 25يناير ستغير وجه مصر ديمقراطيا وإعتبارا من هذا التاريخ لا أحد يخاف بعد ذلك، وقد بدأت الأيام القليلية الماضية توضح كم الوقفات والمطالب الفئوية في الأجهزة والوزارات ولو إنني أعتبر ذلك أخطاء موجودة، وقد طالب الثوار بمطالب عامة من أجل شعب مصر ووعدت القوات المسلحة بأنها ستلبي هذه المطالب وبدأت فعلا في تلبيتها والمفروض أن ذلك سيستغرق وقتا ومراحل لا تقل عن ستة أشهر، وبالتالي لم يكتمل تنفيذ المطالب العامة بالنسبة للشعب، وهو وصولنا إلى الحياة الديمقراطية السليمة وانتخاب مجلس الشعب ورئيس الجمهورية. إذن علينا أن ننتظر حتى تتحقق المطالب العامة ثم ننظر بعد ذلك إلى المطالب الفئوية الخاصة، ولكن المفروض ألا تطلب الآن وإنما بعد تحقيق الديمقراطية والمطالب العامة، لأن المطالبة بها الآن ستؤثر على المرحلة القادمة، فالمطلوب للمرحلة الحالية هو الإستقرار حتى تستطيع المؤسسة العسكرية أن تمضي في طريقها حتى تحقق جميع المطالب التى تنتهي بإنتخابات رئاسة الجمهورية، وانني أعتبر أنه كان في السابق لا يوجد مجلس وزراء، بل وزارات وكل وزير كان يعمل وفق هواه وكأن الوزراة ملك له ويتصرف فيها كيفما شاء، وليس له علاقة ببقية الوزارات، ولم تكن هناك سياسة واضحة لمجلس الوزراء المصري، والذي كان من المفترض أن يعمل كوحدة واحدة، وبالنسبة لمصر أيضا ستنشر فيها الديمقراطية وأن كل مسؤول أو فرد عادي سيخاف أن يقوم بعمل مخالف أو خطأ أو يسيء إلى البلد.
وبالنسبة على المستويين الإقليمي والدولي ستستعيد مصر مكانتها ودروها الإقليمي مرة أخرى وستحتذي بها الدول الأخرى، وقد بدأنا نرى حاليًا وبعد أيام قلائل منذ إندلاع ثورة شباب 25 يناير التأثير لهذه الثورة على الدول المحيطة بنا وحتى اللافتات التي تظهر في هذه التظاهرات مكتوب عليها "تحرير 2" بعد ميدان التحرير في مصر وأصبح الرمز العالمي للثورة، ولا ننسى أيضا أن الرئيس الأميركي باراك أوباما قال "إن الثورة المصرية مثال يحتذى لباقي دول العالم"، لأن الثورة المصرية أول ثورة مصرية في التاريخ بعد أن تنتهي الثورة يقوم ثوارها بتنظيف أماكنها وإصلاحها وصيانتها، وهذا أظهر الشعب المصري ووجهه الحضاري ووعيه.
شرارة الإنطلاق
**هل هناك دور لثورة الياسمين التونسية في إشعال فتيل ثورة الشباب 25 يناير في مصر؟
- بلا شك أن الدول العربية مهما قيل فهي ذات رؤى واحدة وجسد واحد وأي حدث يقع في إحدى الدول العربية فيؤثر في بقيتها، حتى لو كانت بعيدة جغرافيا عنها، وقد لا يكون التأثير بنفس المستوى الذي يحدث، ولكنه شرارة للإنطلاق، فثورة الياسمين التونسية بلا شك أحدثت حراكًا في مصر لدى الشباب المصري، حيث وجد أشقاءه في تونس أنهم إستطاعوا تغيير النظام الحاكم ويطردوا رئيس النظام إلى خارج البلاد، فحركت فيهم هذه المشاعر، فبالتالي إنطلقوا وكان لشباب تونس دورا في تحريك الشباب المصري، ولكننا في مصر إختلفنا عنهم بعض الشيؤ نظرا لكبر حجم مصر في المنطقة، ومدى تأثيرها في العالم، كما استطاعت الثورة المصرية تغيير النظام الحاكم كله وتبدأ في نظام جديد، أما الثورة التونسية ركزت فقط على خروج رئيس النظام السابق، وبالتالي مازالت الثورة التونسية حتى الآن تعدل من أوضاعها، أما لدينا في مصر فالحمد لله الأمور تسير على مايرام وتقوم المؤسسة العسكرية المنوط بها السلطة في البلاد حاليا تعمل بنظام ودأب، كما بدأت الحياة تعود مرة أخرى.
التأثير المصري كبير
**يرى بعض المراقبين أن ثورة 25 يناير قد أحدثت حراكًا في المنطقة العربية، بل خلخلة لأركان بعض الأنظمة العربية، فما تعليقكم؟
- التأثير المصري كبير جدا في العالم، وكبير جدا في المنطقة العربية، وبدأ يتحرك الجسد العربي كله، وأجزاء منه تحركت فبدأ الجسد يتحرك كله ولا أريد القول إن الثورة المصرية أحدثت خلخلة لبعض النظم، ولكن هو حراك لها وأعطى الضوء لهذه النظم الموجودة في الدول العربية لكي ترى حقيقة ماهو موجود، لأنه عندما يرى الحكام الحقيقة يستطيعوا عندئذ إتخاذ القرار المناسب ويتعاملون مع الحقيقة، ولكن عندما يرى من خلال نظارة سوداء فهي تحجب عنه الحقيقة، ولن يستطيع إتخاذ القرار، وكل في بلده وفي وطنه عندما يتصرف فهو يعتقد أنه يتصرف لصالح هذا الوطن وأيا كان ونحن عرب لا أحد يتصرف ضد بلده، ولكن الأسلوب وطبقا للرؤية فيتصرف على ضوئها سواء خاطئة أم صحيحة، ومعظم الأنظمة الحاكمة لا ترى الحقيقة كاملة في أوطانها، لذا فهي تتصرف وفقا لما تراه أو ما سمح لها أن تراه، ومن هنا فإن الثورة المصرية بدأت تزيل أو ترفع الغمامة الموجودة في الأنظمة العربية التي تحاول الآن رؤية الحقيقة، وبلا شك هناك صدام حالي بين النظم التي تعودت على شيء معين، وبين ما هو مطلوب منها أن تتعامل به من جديد، وسيكون هناك صدامات ومنها مشهد الصدامات في اليمن والبحرين، وكان من المفترض تعلم من درس الثورة المصرية وألا يتم التدخل بالعنف مع المتظاهرين، وأن يتركوا الناس تتكلم عن مطالبها ودراستها وتنفيذها إذا كانت مشروعة مع ضرورة شرح كل الظروف التي تمر بها كل بلد طبقا لما تراه في صالح بلدك، وليس مصالح فئة معينة، وسيظل هناك صراعاً بين الشعوب والحكام إلى أن يرى الحكام حقيقة ما يحدث تماما ويتصرفوا طبقا للواقع. وثورة 25 يناير قلبت الموازين ولابد أن الناس تنظر لها نظرة جيدة، ولذلك نقول للحكام "غّيروا ما هو خطأ قبل أن تغيروا ،وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا، وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا".
بدايته بسيط ونهايته شرم الشيخ
** من خلال مواقعكم التي شغلتموها في حياتكم العسكرية السابقة وتاريخكم المعروف، ما هي طبيعة علاقتكم بينكم وبين النظام السابق ورئيسه؟
-كلمة حق تقال فإنني أعرف الرئيس السابق مبارك حيث تعاملت معه منذ أن كان نائبًا للرئيس السادات، ولم تكن علاقتي به وطيدة، ولكنني كنت ضابطًا في القوات المسلحة، وكنت قائد قطاع في سيناء، وكنت أول قائد دخل سيناء وتسلمت من إسرائيل هذا القطاع، وقد تقابلت معه آنذاك وزارنا الرئيس السادات أيضا في هذا المكان، وكان حسني مبارك حينئذ رجلا بسيطًا لدرجة إنه جلس كل منا على جركن مياه لعدم وجود أي مقاعد أو أي إستعدادات في هذه المنطقة التي تسلمناها من إسرائيل آنذاك، ثم تطورت الأمور عندما تولى منصب رئيس الجمهورية وجاء موعد تسلم منطقة "طابا" بسيناء ورفع العلم المصري عليها، وكنت مسؤولاً عن تجهيز وإعداد المكان الذي سيتم فيه رفع العلم، وكانت تحت قيادتي هذه العملية وما أتذكره إنه عادة في مثل هذه الأمور عندما يرفع رئيس الجمهورية العلم فيتقدم الضباط ممثلي الأفرع الرئيسة للقوات المسلحة، ويتم طوي العلم ونتحرك به، ونصل إلى الصاري الذي يرفع عليه العلم ويتم وضع العلم ثم يقوم رئيس الجمهورية برفعه، وفوجئت في هذا اليوم -25 أبريل – علمت من المسؤولين أن الرئيس مبارك هو الذي يريد التحرك بالعلم نحو الصاري، وكان ذلك شيئاً جديداً وهذا يوضح لنا مدى حبه لوطنه وبلده ويقوم بحمل العلم المصري، وليس الضباط يتحركون أمامه وهذا في بداية حكمه، وكان في بداية عهده مواطنا بسيطا، وعلينا أن لا ننسى أنه أحد أبطال حرب أكتوبر 1973، وخدم مصر، والفترة الأولى من حكمه أعتقد أن كل الناس شهدت له أنه كان حرًا ونزيها وخدم مصر.
ولكن بعد أن إلتفت حوله الجماعات الفاسدة والمنتفعين والحاشية من أهل الثقة وليس أهل الخبرة والكفاءة والإخلاص أخفي عنه الحقائق ووضعوا له المحيطين به النظارة السوداء على عينيه لكى لا يرى ما يحدث ولم يأخذ بما جاء في كتابه الكريم "إن من أزواجكم وأولادكم عدو لكم" صدق الله العظيم، فضلا عن إنفصاله عن مجرى الأحداث والعاصمة السياسية لمصر، وهي القاهرة حيث أنشأ عاصمة جديدة لمصر في شرم الشيخ، وتركز نشاط مؤسسة الرئاسة في شرم الشيخ، بينما الحكومة تمارس نشاطها في القاهرة، وبالتالي لم ير أو يسمع عما يعانيه الشعب، بل إعتمد على التقارير المضللة التي تأتيه من الأجهزة المختلفة وأن كله تمام، وأرى أنه لقي نتيجة عدم رؤيته الصائبة لمن هو حوله، حيث صدق من هم حوله، ووثق بهم ثقة عمياء وترك الأمور لهم باعتبارهم أهل ثقة، ولو عدنا لأول خطبة له منذ ولايته في عام 1981 حيث أعلن عن ثلاثة أمور، وهي أن خطبته لن تزيد عن عشرين دقيقة، وأن مدة ولايته لن تزيد عن فترتين، وأن حرمه لن تظهر في المناسبات العامة أو الإجتماعات، ولن يكون لها دوراً، وهذه الأشياء لم تنفذ.
سيناريو التوريث
**لكن هناك من يرى أن الإصرار من الرئيس السابق وأسرته على توريث نجله فضلا عن إنتخابات مجلس الشعب الأخيرة، وتفشي الفساد وسيطرة رجال الأعمال بما لهم من نفوذ ساهموا في التعجيل بسقوط النظام، فما رأيكم؟
- كان لا يهتم بنظام التوريث وفق ماعلمت، ولكن كانت هناك مجموعة من الضغوط عليه لتنفيذ هذا المخطط، وكان هناك سيناريو لتوريث نجله جمال رئاسة مصر، وهي تتلخص في تأسيس جمال لحزب جديد يطلق عليه "حزب المستقبل" ويضم حاشية من حوله، ويدخل الإنتخابات الرئاسية، ويحصل على الاغلبية ويتفوق على الحزب الوطني، ويتم تعيينه كرئيس للوزراء ثم تمر مرحلة إنتقالية أو يعدل الدستور بحيث أنه لو تنازل رئيس الجمهورية عن الحكم يتولى رئيس الوزراء رئاسة الجمهورية، مثلما كان في السابق، وعندما كثر الكلام كثيراً رفض تأسيس حزب المستقبل، وأنشأ جمال نجله جمعية المستقبل وغيرها.
مسؤولية الشعب المصري
**أخيرا ما هو تصوركم المستقبلي لمصر بعد ثورة 25 يناير، وماهي المقاييس والمعايير التي يجب أن يكون عليها الرئيس القادم لمصر؟
- مصر سيكون فيها نظامًا ديمقراطيًا، وستتغير فيها النظم والسياسات التي كانت عليها قبل 25 يناير وإنتهى عصر الخوف تمامًا، والمنتظر من الشعب المصري أولاً ثم الحاكم ثانيًا، فالشعب المصري عندما يقدر تماماً ويحترم بلده، وبالتالي سيقدر كيف يختار ولن تهمه الإغراءات، وسيختار لصالح مصر الرجل المناسب الذي إذا نظر إلى الكرسي سيهتز وينجرف وينحرف، أما إذا نظر إلى الشعب المصري وإلى بلده سيستطيع أن يسير في المسار السليم، وأن يجعل كل همه تنمية مصر سياسيا وإقتصاديا وعسكريا وثقافيا وأن يعمل من أجل وطنه وشعبه، وليس من أجل نفسه والمحيطين به، والشعب المصري عليه أن يراقب الحكام عن طريق ممثليهم في البرلمان، ولابد من الإختيار السليم، وعندما تنتظم المنظومة بالكامل ستتقدم مصر بالكامل إن شاء الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات