أكدت مصادر خليجية مطلعة لـ (إيلاف) أن عاهل البحرين تلقى اتصالات هاتفية نقلت رسالة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وتتضمّن تأكيدات لجاهزية القوات السعودية لدعم امن واستقرار البحرين متى دعت الضرورة إلى ذلك.
لندن: حصلت الحكومة البحرينية على تطمينات رسمية سعودية للمساعدة في الحفاظ على أمنها، إذ أكدت مصادر خليجية مطلعة لـ "إيلاف" أن عاهل البحرين تلقى اتصالات هاتفية نقلت رسالة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، والتي أكدت جاهزية القوات السعودية لدعم امن واستقرار البحرين متى ما دعت الضرورة إلى ذلك.
والمعروف أن جزءا كبيرا من سكان البحرين هجروها إلي السعودية في أوقات متفرقة من القرن الفائت بسبب تردي الأحوال المعيشية، ثم عادوا إليها، واستعادوا جنسياتهم البحرينية، إضافة إلى أن هنالك عشرات الآلاف من مزدوجي الجنسية، وهو الأمر الطاغي بين دول الخليج، نتيجة للتشابكات الاجتماعية والقبلية بين مواطني بلدان الخليج الست.
وذكرت المصادر الخليجية أن التطمينات الرسمية التي "كانت على أعلى نطاق رسمي" تضمنت "تخصيص قوات مهمتها تلبية النداء البحريني متى ما دعت الحاجة إليها على أن تنضوي تحت قيادة القوات البحرينية المسلحة".
وقالت المصادر أن كتيبتين سعوديتين على أهبة الاستعداد في مدينة الدمام التي تبعد عن المنامة بنحو نصف ساعة.
وعلى الصعيد الرسمي تلقى عاهل البحرين اليوم اتصالا هاتفيا من الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي، حيث جدد الأمير نايف وقوف بلاده إلى جانب البحرين حكومة وشعبا ضد كل ما يمس أمنها واستقرارها ووحدتها الوطنية.
وأعرب الملك حمد عن "شكره وتقديره لمشاعر الأمير نايف بن عبدالعزيز الأخوية الصادقة ، مشيدا بعمق العلاقات المتميزة التي تربط البحرين بشقيقتها المملكة العربية السعودية ، متمنيا للسعودية مزيدا من التقدم والازدهار في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود" حسب ما جاء في البيان الرسمي.
كما تلقى عاهل البحرين اليوم اتصال دعم ومساندة من الكويت وذلك عبر اتصالا تلقاه الملك حمد صباح اليوم من أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عبر خلاله عن دعم بلاده الكامل للبحرين وأمنها واستقرارها.
من جهته قال مصدر بحريني مطلع تحدث مع "إيلاف" في وقت متأخر من مساء الاثنين أن "التغيير عن طريق العنف أمر مرفوض" في إشارة إلى الدعوات التي أطلقها محتجون لتغيير رئيس وزراء البحرين الذي يوصف بأنه شخصية محافظة.
ونفى بشدة الإشاعات التي تحدثت عن تعيين رئيس الوزراء في منصب نائب الملك ويتولى بدلا عنه الشيخ محمد بن مبارك رئاسة الوزراء.
وواظبت عائلة آل خليفة، وهي تنتمي إلى قبيلة بني عتبة التي طردت الفرس من الجزيرة، على حكم البحرين منذ عام 1783. وبقيت الإمارة عمليا محمية بريطانية منذ توقيعها المعاهدة مع بريطانيا عام 1861 إلى استقلالها عنها عام 1971.
وأدت عمليات التجنيس، واستعادة الهويات، إلى تشكيل ثقل للسنة في هذه المملكة الصغيرة على ساحل الخليج العربي، بشكل أصبح أكثر قوة من السابق، على الرغم من استمرار التفوق العددي لأفراد الطائفة الشيعية الذين يمثلون أكثر من خمسين بالمائة من عدد السكان في بلد يقدر عدد سكانه بنحو سبعمئة ألف حسب إحصائية الأمم المتحدة عام 2009.
وتشكو الأغلبية الشيعية من أن عمليات التجنيس وصلت إلى حد أذاب فيه نفوذها وعمق من شعورها بالتهميش، إذ أن العديد من الوظائف الحساسة لا تزال حكرا على السنة، في الوقت الذي يعاني فيه أغلب أفراد الطائفة الشيعية من البطالة والتمييز.
وفاقمت الاحتجاجات التي شهدتها ساحة اللؤلؤة من الانقسام داخل السنة والشيعة على حد سواء في كيفية تصوراتهم للتعايش جنباً إلى جنب.
والبحرين علي صغرها تمثل فسيفساء متنوعة، إلى درجة أن فيها أقلية يهودية صغيرة، وهو الأمر غير موجود في غالبية الدول العربية عدا تونس والمغرب واليمن.
ويبدو أن الاتجاه المقبل في البحرين ينحو إلى تصعيد دور الشباب في الحياة السياسية على ضوء بروز اسم ولي العهد وارتفاع أسهمه بعد نجاحه في التهدئة من خلال إطلاقه مبادرة الحوار بين الحكومة والمحتجين.
ويقول مقربون أن الشيخ سلمان يحمل مشروعا كاملا أعد له منذ سنوات مع وجود طاقم حيوي يعمل معه بصمت لتغيير وجه البحرين، خصوصاً تطوير الاقتصاد ورفع مستوى المعيشة، وهو مشروع يحظى بتأييد كامل من أبيه ملك البلاد.
ويتمتع ولي العهد الشاب بمكانة عالمية وعلاقات وثيقة مع المؤسسات المؤثرة خارج بلاده فضلا عن أنه يتمتع بعلاقات مميزة مع قطاعات متنوعة من الشعب البحريني.
ويمكن القول أن رياح التغيير أتت بما لا تشتهي به سفن الذين كانوا يحلمون بالاستمرار أو التغيير لصالحهم ؛ فقد نشأت قوى جديدة من كافة الأطراف قد تقطف ثمار ما تحقق حتى الآن من انفتاح سياسي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات