بقلم لميس الحديدى ٨/ ٢/ ٢٠١١
كيف تغيرنا فى أيام عشرة أو أكثر قليلاً؟ كيف تحولنا من شعب سلبى، خانع، خاضع، فهلوى، لا يملك من أمره إلا السخرية والتهكم؟ كيف تغيرنا فى أيام عشرة إلى شعب قوى، قادر، صانع، رافض، لا يخشى الموت.. بل يخشى أن يفرط فى وطنه وفى حريته.. هل كنا نسمع كلمة حرية من قبل؟ هل كنا نسأل عنها؟ كنا فقط نسأل عن كسرة خبز، عن أنبوبة بوتاجاز، عن العلاوة، عمن يرفع عنا القمامة من الشارع.. الآن لا نطلب الحرية فقط بل ننتزعها، الآن لا يكفى الشباب تغيير رأس السلطة بل يطلبون «إسقاط النظام». الآن لا ننتظر أن تقدم لنا الحكومة ما تيسر بل أصبح من حقنا أن نعيش حياة حقيقية ليست على الهامش كما كان الحال. هذا ما حققه لنا شباب ٢٥ يناير. وسواء أسقط النظام حقيقة أم لا، وسواء تغير النظام إلى جمهورية برلمانية أم بقى كما هو جمهورية رئاسية، وسواء حُل البرلمان أو قُبلت الطعون. فالأهم الآن أن أمامنا عملاً شاقاً. عمل شاق لإعاده بناء هذا الوطن. فماذا يعنى «إسقاط النظام»؟ لا يعنى فقط إسقاط النظام السياسى.. لكن الأهم هو تغيير النظام الأشمل ويضم ذلك الكثير: التعليم، الصحة، القواعد الاقتصادية، الفجوة بين الطبقات، الفقر، العدالة الاجتماعية، التعامل بين الرئيس والمرؤوس، وقبلها جميعا دولة القانون. هذا هو النظام.. فقد بدأت تظاهرات ٢٥ يناير تطالب بالحرية والعدالة الاجتماعية ثم تحولت فى نفس اللحظة إلى المطالبة بإسقاط النظام.. القضية ليست مجرد مجلس شعب وقواعد سياسية شكلية لا تفضى إلى حياة أفضل.. فالهدف هو حياة أفضل.. لكل ذلك فلابد من تشكيل لجنة أخرى موازية للجنة تعديل الدستور تفكر فى كيفية تغيير القواعد. لجنة تجمع الاقتصاديين والمفكرين وأصحاب الرأى، تفصل فى أمور كثيرة: كيف نجمع ما بين دعم الفقراء وجذب الاستثمارات، بل كيف يمكننا إخراج الفقراء من فقرهم، كيف نطمئن المستثمرين ونضرب على يد الفاسدين؟ كيف نفرض قواعد دولة القانون فى كل مناحى الحياة؟ كيف نعيد التعليم لكى يكون قاطرة الوطن بإمكانات محدودة بل ستكون إمكانات أقل كثيراً الآن؟ ماذا يجب أن نصنع؟ ماذا يجب أن نزرع؟ ماذا يجب أن نستورد؟ ماذا يجب أن نصدر؟ كيف يجد كل شاب فرصة عمل ومسكناً وحياة؟ كيف نزيد من الإنتاج؟ كل تلك الأسئلة ليست أسئلة اختيارية بل إجبارية فى المرحلة المقبلة لأنها هى ما يعنى فى الحقيقة «إسقاط النظام». نظام اللاعدل والمحسوبية والطائفية، نظام الإحباط والبطالة والفهولة واللاحساب، نظام البلطجة والقوة للكبار والوهن للصغار والنفاق لكل من حول السلطة. كيف تغيرنا فى عشرة أيام أو أكثر. إنهم الشباب.. كشفوا لنا أننا نقدر، إنه الشعب المصرى العظيم.. أكد لنا أننا نقدر. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات