ا ف ب - ارميلو (جنوب أفريقيا) (ا ف ب) - شاركت شرطة مكافحة الشغب الجنوب افريقية الاربعاء في حرب العصابات التي تخوضها منذ ثلاثة ايام قوات الامن ضد المتظاهرين الذين ارهقهم العيش في الفقر والبطالة في مدينة صفيح في جنوب افريقيا.
ويرصد عناصر الشرطة الذين يرتدون سترات واقية من الرصاص، اي تجمع في شوارع ويسيلتون ابرز مدينة صفيح في مدينة ارميلو المنجمية التي تبعد 200 كلم شرق جوهانسبورغ.
واكد سبوسيسو نكوسي (21 عاما) الذي كان يستعيد انفاسه خلف كوخ بعدما طارده عناصر الشرطة المسلحون ببنادق هجحومية "لا يسألون هل نشارك في الاحتجاجات او هل نحن مجرد شهود، بل يطلقون النار على كل ما يتحرك".
وقد اعادت مجموعات المحتجين التي فرقها اطلاق الرصاص المطاطي، تشكيل صفوفها في مكان بعيد وتحاول اقامة حواجز الاطارات المشتعلة التي دمرتها قوات الامن خلال الليل.
وفي الصباح، تعرضت آلية للشرطة لرمي حجارة. وخرق اطلاق النار العشوائي صمت الشوارع التي انسحب منها الناس.
ولم يفتح اي من المتاجر الصغيرة التي تنعش الحياة في مدن الصفيح ابوابها. واغلقت المدرسة ولم يأت الاطفال.
وفي كل مكان، يذكر الحطام المتفحم بمشاهد العنف في اليومين الماضيين والتي تغلب خلالها مثيرو الشغب على الشرطة التي اضطرت الى طلب تعزيزات.
وقد اضطرت الشرطة التي كانت هدفا لرمي حجارة وزجاجات حارقة، الثلاثاء الى استخدام الرصاص الحي الذي اطلق على الجدران للاحتماء من رصاص المهاجمين.
ولقي رجل مصرعه في مكان غير بعيد من المواجهات. ولا يزال التحقيق الرامي الى تحديد اسباب الوفاة جاريا.
والمواجهات في ويسيلتون من بين اعنف انفجارات الغضب التي تندلع باستمرار في الغيتوات السوداء القديمة الموروثة من حقبة الفصل العنصري.
وفي بوابيلو، وهي مدينة صفيح اخرى تبعد 300 كلم جنوب غرب العاصمة الاقتصادية، لقي طفلان حتفهما غرقا، وعلى الارجح جراء الذعر الذي اعقب تفريق الشرطة جموعا عنيفة، كما ذكرت الثلاثاء شبكة اس.ايه.بي.سي التلفزيونية الرسمية.
وتضم مدن الصفيح التي بنيت على هامش المدن البيضاء، لايواء اليد العاملة المؤلفة من اكثرية سوداء، سكانا يعانون من بطالة كثيفة وما زالوا محرومين من مساكن لائقة ومن المياه الجارية او الكهرباء على رغم التقدم الحاصل منذ سقوط النظام العنصري في 1994.
وقال مانوتسي (29 عاما) الذي لم يحصل حتى الان على وظيفة دامت اكثر من يوم، ان هذه الاحتجاجات هي "الوسيلة الوحيدة لاسماع اصواتنا". واضاف "يجب ان نناضل. ولا تؤدي الانتخابات الى احداث اي فارق".
وفي الاسبوع الماضي، وعد الرئيس جاكوب زوما الذي انتخب في ايار/مايو 2009 على اساس برنامج لمكافحة الفقر والبطالة، بأن يجعل من 2011 عاما لاستحدث فرص عمل. وستجرى انتخابات بلدية في ايار/مايو.
لكن سكان ويسلتون، على غرار اكثرية الفقراء في البلاد، ينتقدون الفساد الذي يلطخ سمعة النواب المحليين، والذي يقضي كما يقولون على جهود الحكومة.
وفي ايار/مايو، استهدفت تحركات مماثلة ضد الفقر الاجانب خلال اعمال شغب قتل خلالها 60 شخصا وادت الى فرار عشرات الاف من ابناء زيمبابوي وموزمبيق ومهاجرين آخرين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات