الأقسام الرئيسية

التوريث وترشح الرئيس لفترة ثالثة يلقيان بظلالهما على الحياة السياسية في السنغال

. . ليست هناك تعليقات:

آخر تحديث: الثلاثاء 22 فبراير 2011 10:45 ص بتوقيت القاهرة

- داكار- أ. ش. أ

عبدالله واد الرئيس السنغالي

تمر السنغال حاليا بفترة حرجة من تاريخها قبل عام من إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، بسبب اعتزام الرئيس السنغالي، عبد الله واد، ترشيح نفسه لفترة رئاسية ثالثة، في وقت يزداد فيه الرفض الشعبي والسياسي لإمكانية توريث الحكم لابنه كريم، فضلا عن المشكلات المتعددة التي يواجهها الشعب السنغالي في حياته اليومية.

وفى المقابل يبذل الحزب الاشتراكي المعارض جهودا مكثفة لتوحيد صفوفه قبل الانتخابات الرئاسية والتشريعية عام 2012، للعودة إلى الحكم من جديد، فيما يتجه زعماء الطوائف الإسلامية إلى اتخاذ موقف محايد ما بين المرشحين المفترضين للانتخابات الرئاسية القادمة، بعد أن استفادوا من الخطأ الذي ارتكبوه في انتخابات عام 2000، عندما ساندوا الرئيس الاشتراكي السابق عبده ضيوف، ليجدوا أنفسهم في موقف حرج في مواجهة الرئيس الليبرالي عبد الله واد، بعد وصوله سدة الحكم.

ويعود توتر الأوضاع السياسية في السنغال في واقع الأمر إلى عام 2009، عندما أعلن الرئيس عبد الله واد عن عزمه الترشح لفترة رئاسية ثالثة، بعد أن كان قد أعلن عند انتخابه في عام 2007 للمرة الثانية أنه لن يترشح للمرة الثالثة.

ويرد عبد الله واد على من ينتقدون رغبته في الترشح للمرة الثالثة بسبب تقدمه في العمر قائلا: إنه رغم بلوغه عامه الـ85 إلا أنه يتمتع بصحة جيدة، لا سيما وأنه سليل أسرة معمرة، فوالده توفي عن عمر يناهز الـ100 عام، و كان بصحة جيدة.

ويخشى المعارضون للرئيس عبد الله واد من أن يؤدي استمراره في السلطة لفترة رئاسية ثالثة إلى توريث الحكم لابنه كريم، البالغ من العمر 43 عاما، خاصة وأن كريم تبوأ العديد من المناصب منذ عام 2001، لدرجة أنه أصبح اليد اليمنى للرئيس.

يشار إلى أن كريم عبد الله واد ولد في باريس في عام 1968، وأمضى جانبا كبيرا من حياته في فرنسا بلد والدته، حيث أتم دراسته الابتدائية قبل أن يعود من جديد إلى فرنسا، للحصول على شهادات عليا من جامعة السوربون الشهيرة، كما عمل كريم واد في بنك سويسرا لمدة عام، ثم في بنك "يو إس بي فاربورج" السويسري في فرعه بلندن، قبل أن يعود إلى السنغال مع وصول والده سدة الحكم في عام 2000.

وقد تزوج كريم واد مثل والده من فرنسية تدعى كارين، خلال دراسته في جامعة السوربون، وأنجب منها 3 بنات يقتربن في أشكالهن من الفرنسيات أكثر من السنغاليات، وكانت كارين قد توفيت في عام 2009، إثر إصابتها بمرض السرطان.

وكان كريم قد شكل لجنة شبابية في عام 2006 أطلق عليها اسم "الجيل الصاعد"، اتخذت لنفسها هدف النهوض بداكار باستغلال انعقاد قمة المؤتمر الإسلامي في العاصمة السنغالية.

وعلى الرغم من نفي الرئيس عبد الله واد لوجود أي مخطط لتوريث الحكم لابنه إلا أن قراره في أكتوبر 2010 بتعيين كريم وزيرا للطاقة قد زاد المخاوف من بدء تنفيذ هذا المخطط، رغم ضعف شعبية كريم الذي هزم في معقله بداكار في الانتخابات المحلية والبلدية التي جرت في مايو 2009.


ومن جانبه يستغل حاليا الحزب الاشتراكي السنغالي (حزب المعارضة الرئيسي) تراجع شعبية الرئيس عبد الله واد، وتزايد الرفض لما يسمى بمخطط توريث الحكم لكريم، فضلا عن المشكلات المتعددة التي يواجهها الشعب السنغالي من انقطاع التيار الكهربائي، بسبب نقض وقود الديزل وارتفاع الأسعار والإحباط الاجتماعي، خاصة لدى الشباب وسوء مواجهة حكومة الرئيس للأمطار الغزيرة التي هطلت هذا الصيف على البلاد لتوحيد الصفوف، بهدف العودة إلى حكم السنغال من جديد.

يذكر أن الحزب الاشتراكي سيطر على الحياة السياسية السنغالية منذ حصول السنغال على الاستقلال في عام 1962 وحتى هزيمة الرئيس عبده ضيوف أمام الرئيس عبد الله واد في عام 2000.

ويأمل الحزب الاشتراكي في أن يكون النجاح الذي حققه في الانتخابات المحلية والبلدية التي جرت في عام 2009 أمام حزب الرئيس عبد الله واد، تمهيدا للفوز بالانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة.

ويبقى السؤال المهم وهو هل سينجح الرئيس عبد الله واد في الاستمرار في السلطة لفترة رئاسية ثالثة ليبقى على احتمال توريث الحكم لابنه، خاصة وأن التوريث لاقى نجاحا كبيرا من قبل في عدد من الدول الإفريقية إنتقل فيها الحكم من الأب إلى الابن بعد وفاته مثل الجابون (بونجو الابن)، والكونغو الديمقراطية (كابيلا الابن)، وتوجو (جناسينجبا الابن)، أم سينجح الحزب الاشتراكي في إحباط آمال الرئيس عبد الله واد بالعودة إلى الحكم من جديد من خلال صناديق الاقتراع؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer