"العربية" تتجول بين خيام المتظاهرين
ما زال مصمم المواقع الإلكترونية طارق يهتف منذ أيام عديدة مع المتحجين، مطالباً بتنحي الرئيس المصري حسني مبارك، لكن الهدف لم يتحقق بعد، وهكذا اضطر طارق إلى تغيير عنوانه من أرقى أحياء القاهرة إلى خيمة وسط ميدان التحرير حملت اسم "بنسيون الحرية".
وتمتاز تلك الخيمة بصغر حجمها، ولا تقي طارق من البرد والمطر الذي يتساقط من حين لآخر، وسط حذر وترقب دائمين من جانبه، خوفاً من أي هجوم محتمل قد يشنه مؤيدو مبارك.
ويتحدث طارق عن حياته داخل هذا "البنسيون" قائلاً لـ"العربية": هذه الخيمة مخصصة بالأساس لفردين، لكن نستعملها حالياً كـ(بنسيون) كما هو مكتوب عليها، ونضع فيها طعامنا، والناس التي تأتي للاعتصام يمكن أن تضع فيها حقابئها، بالإضافة لاستقبال الطعام من المتطوعين".
ويعتبر طارق أن إصابته في الاشتباكات التي وقعت مع أنصار مبارك دفعته إلى البقاء والدفاع عن ميدان التحرير والثورة، موضحاً: أحدهم رمى بجانبي قنبلة موتولوف، لكن لحسن الحظ لم تكن مشتعلة، لذلك كانت إصاباتي بسيطة"، مضيفاً: "مش هنمشي هو يمشي (مبارك) هذا هو أحلى كلام".
وأسرة طارق تشجعه على البقاء في الميدان مع زملائه الذي يمضي معهم الساعات ما بين التظاهر والحديث حول ما يدور على الساحة السياسية وكواليسها.
وطارق لم يكن الوحيد في نصب خيمته في ميدان الحرية، فعمليات نصب الخيم مستمرة وسط استياء من المحتجين حول شائعات تلقيهم أموالاً مقابل مواصلة الاعتصام.
والتقت "العربية" في الميدان أسرة متطوعة توزع الأطعمة والفواكه على المعتصمين، وتقول إحدى المتطوعات: "يجب ألا نكون سلبيين وأن نشارك في هذه الاحتجاجات". وتضيف أخرى: "جئنا لنساعد الناس حتى يصمدوا ويستمروا في اعتصامهم حتى تتحقق مطالبنا"..
ويحل ظلام يوم آخر ولم يتحقق مطلب رحيل مبارك, ليدخل طارق والمعتصمون إلى خيامهم لشحن طاقتهم للمشاركة في التظاهرات القادمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات