الأقسام الرئيسية

اختفاء «المصرى اليوم» فى 2012..!

. . ليست هناك تعليقات:
الكاتب
Tue, 22/02/2011 - 08:05

كنت أظن واهماً أن النظام الحاكم السابق له سقف فى التنكيل بالمعارضين أو من يعتقد أنهم معارضون.. غير أن هذا الظن تبخر خلال السنوات الأخيرة يوماً بعد يوم.. وللحق فقد تبقت بداخلى ذرة أمنية أن يدرك مصلحة الوطن فى لحظة ما.. تمنيت أن يقود إصلاحاً حقيقياً من داخله.. أن يتحدث معنا باعتبارنا مصريين نحب أرض البلد أكثر من أنفسنا.. نختلف فى وجهات نظر، ولا نختلف فى فصيلة الدم الذى يجرى فى عروقنا.. غير أن تلك «الذرة» تبخرت مؤخراً ومعها أسف على «العمى السياسى» الذى أصاب النظام ورجاله..!

سأروى لكم قصة كانت وراء صدمتى.. قبل أشهر قليلة خرج فجأة رئيس تحرير صحيفة يومية «حكومية» صدرت فى عام 2005 بدعم مالى مباشر من أحد أبرز رجال الأعمال المحيطين بجمال مبارك.. الصحيفة صدرت لهدف واحد: الترويج لسيناريو «التوريث» وتجريح كل رموز المعارضة والرأى المستقل الحر فى مصر.. رئيس التحرير خرج على شاشة قناة «أون.تى.فى» وتحديداً فى برنامج «مانشيت» للزميل جابر القرموطى، وأقسم أن لديه معلومات مؤكدة أن صحيفة «المصرى اليوم» سوف تختفى فى عام 2012.. سأله القرموطى: لماذا ستختفى.. ولماذا فى هذا العام تحديداً؟.. أجاب: «لن أفصح عن الأسباب.. ولكنها ستختفى من الوجود تماماً»!

يومها.. اعتقدت، مثل كثيرين، أنه تصريح تليفزيونى عنترى وليد اللحظة.. إذ لم يكن غريباً أن يطلقه رئيس التحرير وهو المعروف بعدائه الشديد لـ«المصرى اليوم».. غير أنه كتب مقالاً مطولاً فى صحيفته بعد أيام يؤكد فيه هذه المعلومة.. وأعترف بأن ذكائى لم يصل بى إلى شىء.. وكلما سألنى زميل عن البرنامج والمقال كانت إجابتى «لا أعرف».. وللحق فإن الأمر لم يشغلنى، إذ إننى أعرف أن جريدة هذا الرجل لا يزيد توزيعها عن (1777) نسخة يومياً، فمنذ عددها الأول فقدت مصداقيتها ووجودها على خارطة الصحافة المصرية..!

ثم كانت المفاجأة.. التقيت قبل يومين أحد الأعضاء البارزين بلجنة السياسات بالحزب الوطنى، الرجل كان شديد القرب من جمال مبارك ومجموعته.. قال لى بلهجة خاطفة: «عليكم أن تحمدوا الله أن النظام سقط»، فأجبته: «الشعب المصرى كله يحمد الله».. فردّ: «لا.. أنتم تحديداً».. أبديت اندهاشى قبل أن يكشف لى السر قائلاً: «هل تذكر كلام رئيس تحرير الصحيفة القومية عن اختفاء المصرى اليوم فى 2012؟» قلت: «طبعاً».. واصل: «لقد كنتم على رأس القائمة.. فالرجل كان صادقاً فيما قال وكتب.. كان يعرف أن جمال مبارك سيأتى رئيساً لمصر نهاية عام 2011، ومع بدء العام الجديد كان الرئيس الجديد ورجاله يعتزمون إغلاق (المصرى اليوم) بأى مبرر.. كانت الخطة مرسومة ومحددة.. لقد اطلعت عليها بنفسى، وعلمت أن (المهندس) المقرب جداً من جمال مبارك، والذى كان وراء إصدار الصحيفة القومية هو الذى سرّب المعلومة لرئيس التحرير..»!

سمعت كلام الرجل ولم أعلق.. فقط حمدت الله عز وجل أن الثورة العظيمة نجحت.. ليس لأنها أنقذت «المصرى اليوم» من الاختفاء بعد أن أصبحت الصحيفة اليومية الأولى فى مصر.. وإنما لأنها حررت مصر كلها من ظلم النظام وكابوس «التوريث»..!

melgalad@almasry-alyoum.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer