بقلم: حسن المستكاوي

6 يناير 2011 10:05:07 ص بتوقيت القاهرة
أنفخ فى قربة مقطوعة، وينفخ معى بعض الزملاء، لكن هناك أصوات فى الإعلام تصرخ وتدوى، وتسمح بالنفخ فى النار، أو تنفخ فى الجهة المقابلة للقربة، وهم أكثر عددا، وأطول نفسا.. وطوال حياتى المهنية أرى أن الأخلاق أهم من البطولات، وأن الرياضة تهذب الإنسان.. هكذا أرى الرياضة.. وشاهدوا كيف يتبارى ملاكمان. وكيف ينتهى اللقاء بالسلام، وكيف يتنافس لاعبا تنس، ويتصافحان فى نهاية المنافسة.. وأحاول دائما أن أضرب أمثلة بما يجرى فى العالم الآخر، ونحن نرى فى هذا العالم الكثير من الأشياء الجميلة.. جمهور يصفق لفريقه المهزوم. لاعبون يتصافحون بعد مباراة بدت مثل معركة. وأعلم جيدا أن هذا العالم الآخر به سلبيات، وشهد هتافات عنصرية قميئة ضد لاعبين.. لكن النهوض بأفكار وسلوك الناس يكون بالمثل الإيجابية وليس بعرض السلبيات أو استعراضها..هل أستمر فى النفخ أم أتوقف؟
سألت نفسى كثيرا هذا السؤال.. وكانت الإجابة: لا يأس.. ومن هنا حذرت من كرة النار التى تكبر وتهبط من فوق التل. كان ذلك فى مرات كثيرة وبنصوص لا تحتمل أى لبس.
مرة أخرى مواجهة النار التى يشعلها جمهور يستخدم عبارات عنصرية مثل بعض من جمهور الأهلى فى موقفه مع شيكابالا، ومواجهة النار التى يشعلها نجوم ومدربون ومسئولون يطلقون عبارات مسيئة للفرق الأخرى، مثل تصريحات إبراهيم حسن عن الحكم النمساوى «بتاع التلج»، وعن الأهلى أيضا فى مباراة القمة، ووصفه للفريق بالآخر، وكان قد لعب له ومثله، وكان يحتفى بقوة وبسعادة بانتصاراته ويراه فريقا كبيرا حين كان عضوا فى صفوفه.. مثل تلك التصريحات يجب أن تواجه بحسم، حتى لا يشتعل شارع الرياضة أكثر مما هو مشتعل.. لكن من يوقف ذلك؟
يوقفه الجهة التى تدير شئون كرة القدم. وهو الاتحاد، صاحب القرار والعقاب.. وكذلك يوقف هذا الاشتعال، قيادات الناديين، فلا يجوز أن يرفع مجلس إدارة الأهلى يده عن هتافات مجموعة من جماهيره تسىء لأى إنسان، وهو أمر مرفوض من أى جمهور بالقطع.. السباب والهباب والعنصرية لا مكان لهم فى الرياضة.. ولا يصح أن يرفع مجلس إدارة الزمالك يده عن تصريحات أى لاعب أو مدرب أو عضو بالنادى ويقف المجلس بعيدا، ظنا بأنه غير محصن بجماهيره.. كذلك يجب أن يتحمل الإعلام مسئولياته.. فلا يلهث خلف الإثارة، ولا يجرى خلف مانشيتات تبيع، لكنها تهدم وتشعل وتحرق..
إذا وقعت كارثة ــ لا قدر الله ــ سوف تشير الأصابع إلى المتهمين.. وسيكون عقابهم عنيفا وشديدا من الرأى العام أولا.. لكن هل ننتظر كارثة؟ هل لا يوجد عقلاء يتدخلون وينهون هذا الإحتقان؟!
هل سنترك هؤلاء النافخين فى النار يحرقون أصابعهم وأصابعنا و.. ملاعبنا..؟
<< يبقى شىء أخير.. هل يمكن أن ألتقط أنفاسى فلا أجد من يطالبنى باستمرار النفخ فى القربة المثقوبة؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات