واشنطن (رويترز) - تتضاءل احتمالات التعاون بين الولايات المتحدة والصين في مجال الفضاء حتى فيما يرى انصار هذا التعاون أن من شأنه أن يسهم في بناء جسور للتواصل في العلاقات الصعبة عادة بين البلدين.
ويطرح قادة البلدين من ان لاخر افكارا عن انشطة مشتركة في الفضاء من بينها السير في الفضاء وعمليات استشكاف ومشروعات رمزية "لتحسين الاجواء".
ولم تسفر الجهود عن شيء طيلة العقد الماضي الذي شابته توترات اقتصادية ودبلوماسية وامنية رغم محاولة الرئيس الامريكي باراك اوباما ونظيره الصيني هو جين تاو تحفيز الاتصالات بين المؤسسات الحكومية في البلدين.
وتقلل الاوضاع السياسية الداخلية في الولايات المتحدة من احتمال احراز تقدم في هذا الصدد حين يستضيف اوباما الرئيس الصيني في البيت الابيض في 19 من شهر يناير كانون الثاني الجاري.
فثمة خلاف بين واشنطن وبكين بشأن سياسات الاخيرة المتعلقة بالعملة والفائض التجاري الضخم ولكنها تحتاج مساعدة الصين لكبح الطموحات النووية لكوريا الشمالية وايران واحراز تقدم في محادثات المناخ والتجارة وقضايا اخرى.
وذكر البيت الابيض ان زيارة هو وهي زيارة دولة ستسلط الاضواء على أهمية توسيع نطاق التعاون بشأن "قضايا ثنائية واقليمية وعالمية."
لكن الفضاء يبدو أفقا أبعد من ان يصلا اليه في الوقت الحالي ويرجع ذلك في جزء منه لمخاوف امريكية من نقل تكنولوجيا عن طريق الخطأ وربما لم تعد الصين مهتمة لاعتقادها انها لا تحتاج الخبرة الامريكية في برنامج الفضاء الخاص بها.
ووضعت سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب عقب انتخابات الكونجرس التي جرت في الثاني من نوفمبر تشرين الثاني عقبات جديدة أمام مثل هذا التعاون.
ومن المقرر أن يتولى فرانك وولف العضو الجمهوري بمجلس النواب رئاسة لجنة فرعية للمخصصات في المجلس تمول ادارة الطيران والفضاء الامريكية (ناسا).
واعترض النائب الجمهوري الذي ينتقد الصين والمدافع القوي عن حقوق الانسان على لقاء رئيس ناسا مع مسؤولين في مكتب هندسة الفضاء الصيني في اكتوبر تشرين الاول.
وكتب وولف وثلاثة من النواب الجمهوريين لرئيس ناسا تشارلز بولدن في 15 اكتوبر وهو في طريقه الى الصين "كما تعلم لدينا مخاوف جادة بشأن طبيعة وأهداف برنامج الفضاء الصيني ونعارض بقوة اي تعاون بين الصين وناسا."
ودعا اوباما والرئيس الصيني في بيان صدر في نوفمبر 2009 " لبدء حوار مشترك بشأن رحلات فضاء بمشاركة رواد وانشطة استكشاف في الفضاء تستند لمباديء الشفافية والمعاملة بالمثل والمنفعة المتبادلة."
ودعا البيان الذي صدر بمناسبة زيارة اوباما للصين لتبادل الزيارات في عام 2010 بين رئيس ناسا "ونظير ملائم من الجانب الصيني".
وقال بولدن الذي ذهب للصين على رأس وفد صغير ان المناقشات "لم تتضمن بحث اي مقترحات محددة لتعاون مستقبلي" وهو بيان يهدف على ما يبدو لتهدئة وولف الذي يضطلع بدور بارز في تخصيص ميزانية ناسا.
ولم يزر وفد صيني ناسا في عام 2010 لاسباب لم يتم توضيحها. واحجم ممثلون عن ناسا عن الاجابة على التساؤلات بينما قال وانغ باو دونغ المتحدث باسم السفارة الصينية انه يعتقد ان الامر يتعلق "بصفة اساسية بجدول المواعيد".
والصين قوة بازغة في عالم الفضاء فعلى مدار 13 عاما بداية من اغسطس اب 1996 نفذت 75 عملية اطلاق متتالية وناجحة لصواريخ لونج مارتش بعد تغلبها على مشاكل فنية بمساعدة شركات امريكية.
وفي اكتوبر اطلقت الصين ثاني مركبة تتخذ مدارا حول القمر. وفي عام 2008 اضحت ثالث دولة بعد الولايات المتحدة وروسيا ترسل روادا للسير في الفضاء.
وتنوي بكين انزال مركبة بدون رواد على القمر وانزال سفينة متجولة على سطح القمر في عام 2012 وجمع عينات من تربة وحجارة القمر بحلول عام 2017 .
وتحدث علماء صينيون عن امكانية ارسال رائد للقمر بعد عام 2020 بعد أكثر من 50 عاما من تحقيق رواد امريكيين ذلك.
وزاد الجدل حول التعاون المحتمل بين الصين الولايات المتحدة بعدما قامت بكين بتجربة لاستهداف اقمار صناعية في يناير 2007 مستخدمة صاروخا ارضيا لاصابة قمر ارصاد جوية متعطل كان موجودا في مدار فوق المنطقة القطبية. ولم تصدر الصين اعلانا مسبقا عن التجربة.
وبعد 13 شهرا دمرت الولايات المتحدة قمر تجسس امريكيا متعطلا بصاروخ ستاندرد 3 من انتاج شركة رايثون واطلق الصاروخ من سفينة وصاحب الحدث دعاية مسبقة كبيرة. وجرى اعتراض القمر خارج المجال الجوي مباشرة كي يحترق الحطام على الفور.
ويقول مسؤولون امريكيون ان قدرات الصين يمكن ان تهدد الاقمار الامريكية في مدارات منخفضة. وخلفت التجربة الصينية سحابة من الحطام في مدار حول الارض قد تستمر مئة عام وتهدد رحلات يشارك فيها رواد فضاء ومئات الاقمار المملوكة لاكثر من 24 دولة.
وفي ديسمبر كانون الاول قال والاس جريجسون مساعد وزير الدفاع الامريكي لشؤون أمن اسيا والمحيط الهادي ان انشطة الصين في مجال الاسلحة المضادة للاقمار الصناعية "تزعزع الاوضاع" كما أشار أيضا للاستثمار في صواريخ مضادة للسفن وغواصات متطورة وصواريخ سطح جو واساليب الحرب الالكترونية.
وقال جريجسون في منتدى استضافه معهد السياسة التقدمية في واشنطن "اضحى أكثر وضوحا ان الصين تنتهج سياسة طويلة المدى وشاملة لتعزيز الجيش قد تؤدي لتغيير ميزان الامن الاقليمي."
ودعت مؤسسة هريتدج المحافظة اعضاء الكونجرس لتوخي الحذر تجاه اي تعاون مع الصين بدعوى أن من شأن ذلك تعزيز المعرفة المتاحة لبكين مما قد يضر بأمن الولايات المتحدة.
وقال دين تشنغ الباحث في المؤسسة والمتخصص في الشؤون الامنية والسياسية الصينية واثنان من زملائه في مذكرة لاعضاء الكونجرس في 15 ديسمبر "ينبغي أن يرفض الكونجرس محاولة ادارة (اوباما) كسب رضا المجتمع الدولي بتهديد التفوق الامريكي في مجال الفضاء."
ويقول مؤيدو التعاون ان حتى الخطوات الرمزية مثل استضافة رائد صيني في محطة الفضاء الدولية ربما يساعد على كسب اصدقاء في الصين واسكات المتشددين.
ويقول جريجوري كولاكي مدير مشروع الصين في اتحاد العلماء المهتمين وهي جماعة كثيرا ما تختلف مع السياسة الامريكية أن التعاون سيكون مشروعا سياسيا وليس فنيا.
وقال "ينبغي ان نتجاوز فكرة ان الصين تحتاجنا اكثر مما نحتاجها."
من جيم وولف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات