يبدو أن المواطن العربي تحت حكم أنظمة القمع والمستبدين لم يعد أمامه بعد أن عجز عن أن يسمع صوته لأحد من وسيلة سوى إشعال النار في نفسه، كما حدث في تونس وبالأمس بالجزائر.
وبعد أن كان الناس يعتصمون سليما أمام مجلس الشعب منع نظام مبارك المتظلمين من الإعتصام وأوصد الأبواب فلم يجد هذا المواطن من وسيلة سوى هذا الأمر البشع الذي لا بؤيد ونشجع أحدا بالتأكيد على الإقدام عليه أيا كانت الأسباب.
فقد نقلت وكالة رويترز عن شهود عيان وحراس أمن ان مواطنا مصريا أشعل النار في نفسه اليوم الاثنين أمام مجلس الشعب في وسط القاهرة وهو يردد هتافات ضد الشرطة.
وقال أحد الشهود ان الرجل نقل الى المستشفى للعلاج.
وذكرت مصادر طبية في مستشفى المنيرة القريب الذي نقل اليه الرجل للعلاج انه أصيب بحروق في الجزء الاسفل من جسمه.
وقال مصدر ان هناك حرقا طفيفا في أنفه.
وقال حراس أمن أمام احدى بوابات مجلس الشعب ان سائق سيارة أجرة استعمل طفاية الحريق الموجودة بسيارته في اخماد النار التي أمسكت بالرجل وان رجال اطفاء في المجلس استعملوا طفاية حريق خاصة بهم في اخماد النار أيضا.
وقال حارس “صب على الجزء الاسفل من جسمه بنزينا في الغالب وأشعل النار وارتمى على الارض.”
وأضاف أن الرجل بدا للحراس في باديء الامر كما لو كان جاء للاعتصام أمام المجلس وأن أربعة ضباط حاولوا ابعاده من المكان.
وتابع “ابتعد عنهم قليلا ثم أشعل النار في جسمه.”
وقال الحارس “أمن المجلس وجد في ملابسه بطاقة هوية مسجل بها اسمه.. عبده عبد المنعم حمادة جعفر خليفة مولود في العاشر من فبراير عام 1962 من مدينة القنطرة غرب محافظة الاسماعيلية وصاحب مطعم.”
وذكر أحد شهود العيان أن الرجل كان يردد هتافا يقول “أمن الدولة يا أمن الدولة حقي ضايع جوا (داخل) الدولة.”
ومنذ نحو خمس سنوات تشهد الشوارع المصرية احتجاجات على السياسات الداخلية والخارجية لحكومة الرئيس حسني مبارك لكن لم يحدث قبل اليوم أن اشعل محتج النار في نفسه.
وقبل نحو شهر أشعل شاب تونسي النار في نفسه متسببا في احتجاجات شعبية أدت الى اسقاط الرئيس زين العابدين بن علي الذي غادر البلاد الى المملكة العربية السعودية.
وتوفي التونسي محمد بو عزيزي بعد أسابيع من اشعاله النار في نفسه ليصبح بطلا في تونس التي يقول محللون ان ما حدث فيها ربما يكون ملهما لغيرها من الدول العربية التي يشكو مواطنون فيها من انخفاض في مستوى المعيشة وقسوة أمنية.
من محمد عبد اللاه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات