ا ف ب - جوبا (السودان) (ا ف ب) - قبل اقل من 48 ساعة من موعد بدء استفتاء الجنوب السوداني حول تقرير المصير، باتت كل الاستعدادات "مكتملة" بحسب مفوضية الاستفتاء، في حين تدفق المراقبون الاجانب ليكونوا شهودا على حسن سير هذه العملية التي يرجح ان تشهد ولادة دولة جديدة في جنوب السودان.
واعلن المتحدث باسم مفوضية الاستفتاء جورج ماكير ان "الاستعدادات لاجراء الاستفتاء باتت مكتملة تماما".
واضاف في تصريح لوكالة فرانس برس الجمعة "وصلت البطاقات الى كل مراكز الاقتراع في الجنوب كما ان كل الترتيبات الادارية جاهزة استعدادا ليوم الاحد".
واوضح ان قوة الامم المتحدة في السودان قدمت طائرات لنقل بطاقات الاقتراع الى المناطق النائية.
وتفتح مكاتب الاقتراع صباح الاحد التاسع من كانون الثاني/يناير الحالي على ان تتواصل عمليات الاقتراع لمدة اسبوع بسبب صعوبة المسالك في الولايات العشر التي يتألف منها الجنوب السوداني والتي تفتقر الى ادنى مقومات المواصلات.
الجنوبيون استفادوا من اليوم الاخير للحملة الانتخابية للنزول الى شوارع جوبا والدعوة الى الانفصال. وتأخذ تظاهراتهم شكل الاحتفال المسبق باعلان الاستقلال تحت شعار "الخطوات الاخيرة نحو الحرية".
وتقدمت فرقة موسيقية تظاهرة جوبا وارتدى افرادها قمصانا كتب عليها "نحن مغادرون" اي عازمون على الانفصال عن السودان والتصويت لصالح الانفصال.
ووراء الفرقة الموسيقية تجمع عدد من طلبة المدارس داخل شاحنة وهم يرقصون على انغام مكبرات ضخمة للصوت تردد "نعم للانفصال لا للوحدة".
وقال جاكوب كيني احد منظمي هذه التظاهرة "نريد ان نستفيد من آخر يوم من الحملة الانتخابية لندعو الجميع الى المشاركة في التصويت".
كما قال اركانجلو الكهل الجنوبي العائد من الخرطوم للمشاركة في الاستفتاء "لم يبق سوى يومين على الاقتراع وبعدها ستنقسم البلاد الى قسمين".
وعانى جنوب السودان من حروب طويلة مع الشمال اوقعت نحو مليوني قتيل، قبل التوصل الى اتفاق سلام عام 2005 فتح الباب امام اجراء هذا الاستفتاء الذي اعطى الجنوبيين حق الاختيار بين الانفصال والوحدة مع الشمال.
وحتى قبل اسابيع قليلة كانت الشكوك لا تزال كبيرة حول احتمال اجراء هذا الاستفتاء اكان لاسباب لوجستية ام سياسية.
وجاءت تصريحات عدة لكبار المسؤولين من الشمال والجنوب لتبدد هذه المخاوف. وتكرس الاتفاق على ضرورة تسهيل اجراء الاستفتاء بالزيارة التي قام بها الثلاثاء الرئيس السوداني عمر حسن البشير الى جوبا حيث التقى رئيس حكومة الجنوب سلفا كير.
وقال البشير في كلمة القاها في جوبا "نحن مع خياركم. ان اخترتم الانفصال ساحتفل معكم"، مضيفا "على الرغم من انني على المستوى الشخصي ساكون حزينا اذا اختار الجنوب الانفصال لكنني ساكون سعيدا لاننا حققنا السلام للسودان بطرفيه".
من جهته قال رئيس قسم الجنوب في بعثة الامم المتحدة الى السودان ديفيد غريسلي "كان العديد من المتشككين يعتقدون ان الوقت لن يكون كافيا لانهاء كل اجراءات الاستفتاء، وقد اخطأوا في اعتقادهم".
وبلغ عدد المسجلين للمشاركة في الاستفتاء ثلاثة ملايين و930 الفا في السودان والشتات بينهم ثلاثة ملايين و754 الفا في الجنوب السوداني.
ولا بد من مشاركة 60% على الاقل من المسجلين في الاستفتاء لتعتمد نتيجته.
ويحظى هذا الاستفتاء باهتمام عالمي واسع خصوصا من قبل الولايات المتحدة التي ارسلت السناتور جون كيري الذي اعلن من الخرطوم الاربعاء ان تصريحات الرئيس السوداني "مشجعة جدا".
ومن المتوقع ان يصل الجمعة الى الخرطوم الموفد الخاص الى البيت الابض سكوت غرايشن.
واضاف المتحدث باسم مفوضية الاستفتاء جورج ماكير ايضا ان مراقبين من هيئات الامم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الافريقي وهيئات مجتمع مدني سيشاركون في مراقبة الاستفتاء، خصوصا من مركز جيمي كارتر.
وكان الممثل الاميركي جورج كلوني وصل الخميس الى جوبا على ان يتوجه الجمعة الى منطقة ابيي المتنازع عليها بين الشمال والجنوب.
وكان من المفترض ان تتم الدعوة الى اجراء استفتاء في الوقت نفسه في هذه المنطقة لكي يقرر سكانها ما اذا كانوا يرغبون بالانضمام الى الجنوب او الشمال. الا ان هذا الاستفتاء ارجىء الى موعد لم يحدد بعد بسبب خلاف حول هذه الارض بين قبائل المسيرية العربية التابعة للشمال وقبائل الدينكا التابعة للجنوب.
ورغم ثرواته الطبيعية الكامنة اكانت من النفط او من الاراضي الخصبة الصالحة للزراعة، فان جنوب السودان في حال انتقاله الى مصاف الدول المستقلة سيكون على الارجح افقرها.
وقالت مليندا يونغ المسؤولة في منظمة اوكسفام في جنوب السودان "مهما كانت نتائج هذا التصويت فان الفقر المزمن وغياب التنمية والخوف من عودة العنف هي امور باقية ولن تحل باجراء الاستفتاء".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات