بقلم جلال عامر ١٧/ ١/ ٢٠١١
يا أيها الإنسان ما أظلمك! ما أجهلك! لا تتعظ بمن هلك (دى من تأليفى).. أين يذهب الحكام بعد أن يغادروا الكرسى؟ غالباً إلى النار وأحياناً إلى المنفى.. وقد استضافت مصر ملوكاً مخلوعين مثل الملك «سعود» ورؤساء مطرودين مثل «النميرى» بينما يفضل حكام مصر أوروبا كمنفى.. وأستطيع أن أحدد لك قائمة بمائة ملك ورئيس وأماكن منفاهم، لكن توفيراً للوقت والنفقات أنصحك بأن تحصل عليها من شركات الطيران، وأنا لم أشاهد بعينى حاكماً فى المنفى لكننى رأيت الكرسى الذى يجلس عليه هناك.. فعندما طردوا الملك «السنوسى» ملك ليبيا بسبب الحرب العالمية الثانية كان يجلس على مقهى بجوار منزلنا فى «زنقة الستات» ومرت الأيام وأصبح كرسى الملك مزاراً تاريخياً يشرف عليه القهوجى ويشاهده الزبون نظير عشرة جنيهات وأتذكر أننى ذهبت مع زميلة صحفية إلى هناك لتصوير الكرسى وكان عبارة عن قطعتين «كرسى» وعليه «شلتة ليف» وبعد أن أخذ القهوجى عربون المحبة نظر إلينا وسألنا: (كرسى أم شلتة؟).. فطلبت أنا «الكرسى» وطلبت الزميلة «الشلتة» ثم رفض القهوجى التصوير بحجة أنها أسرار دولة صديقة وبعد سنوات ضاع الكرسى ولم يتبق إلا «الشلتة» مثلما ضاعت «الحاشية» ولم يتبق إلا «الحشية» وكان القهوجى يسمح لنا أن نمسك الشلتة ونحضنها ونبكى على أحوال الملوك بخمسة جنيهات.. ثم سمعت أن القهوجى رمى «الشلتة» بعد أن يئس من وصول حاكم جديد ليجلس عليها.. فالحمد لله أن المواطن العادى لا يخضع لأدوات النفى لأنه إذا طردته زوجته يذهب بسهولة وينام عند أخته.. وإذا طرده زوجها يستطيع أن ينام فى الجامع أو فى الكنيسة طبقاً للمدون له بخانة الديانة فى بطاقة الرقم القومى أو ينام فى الشارع احتجاجاً إذا كانت له مطالب فئوية.. فسبحان الله الذى يحول «العرش الذهبى» أحياناً إلى «شلتة ليف»، وعندما طردوا «قسطنطين» ملك اليونان عمل وكيلاً لأعمال «الشاه» ثم طردوا الشاه الذى كان وكيلاً لأعمال أمريكا، وراح الاثنان يبحثان عن مأوى أو منفى أو مقهى ولكن بعد فوات الأوان فقد كان القهوجى قد رمى «الشلتة».. وكل حاكم مخلوع يظل معلقاً فى الجو مثل «نيزك» تخشى كل دولة أن يسقط عليها.. فاتعظوا يا أولى الألباب. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات