عندما يراني شخص ما، ماذا يرى فعلاً؟ وما الافتراضات التي يبديها عن شخصيتي وقدراتي؟ وما تخيلاتي في المقابل عما يخطر على باله عندما يراني؟ وإذا قمت، على الأقل من جانبي، بتشكيل شخصيتي وفقاً للطريقة التي يراني بها الناس وفق تخيلي، فهل أنا تعبير خارجي عن نفسي الداخلية، أم أنا مجرد مجموعة من الاستجابات لردود فعل الناس الآخرين تجاهي؟ وهل هذه الأفكار ووجهات النظر المتخيلة تنعكس ذهاباً وإياباً... إلى ما لا نهاية؟
أرادت الممثلتان البريطانيتان ريتشيل سبينس وليزا هموند التي تستخدم الكرسي المتحرك ابتكار عرض مسرحي، ولكن لم يخطر على بالهما أي فكرة، لذا خرجتا إلى الشوارع وبحوزتهما مسجل وطلبتا من الناس أن ينظرا إليهما ويتخيلوا ماذا يمكن أن تدور أحداث عرضهما وقصتهما.
هذا هو محور العمل المسرحي الذي تم تقديمه أخيراً على مسرح ساقية الصاوي الثقافي ضمن برنامج «أعمال جديدة... جمهور جديد» والذي يرعاه المركز الثقافي البريطاني في القاهرة. وتعرض المسرحية تحت عنوان «بلا فكرة». وهو عرض أدائي تقوم به كل من ليزا وريتشيل، ويطرح عدداً من القضايا المتعلقة بفكرة الناس عن أنفسهم وتخيلاتهم وأوهامهم تجاه الآخرين.
أعقب عرض المسرحية حوار بين فريق العمل والجمهور، شمل نقاشات وأحاديث مستوحاة من المحتوى والعملية الفنية التي تكمن وراء المسرحية بالتعاون مع عدد من المهتمين بالعمل المسرحي من مصر والمملكة المتحدة.
تقول ليلي حوراني، المديرة الإقليمية للتبادل الإبداعي في المجلس الثقافي البريطاني لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: «وقع الاختيار على عرض مسرحية بلا فكرة في كل من سورية ومصر، كجزء من مشروع أكبر للمجلس الثقافي البريطاني والذي يولي أهمية للفنون الآدائية لما لها من تأثير في مخاطبة الجماهير من مختلف الثقافات وطرح أسئلة صعبة وتحفيز التفكير في كيفية النظر إلى أنفسنا وإلى الآخرين». يذكر أن عرض «بلا فكرة» يأتي بدعم من مشروع «أعمال جديدة وجمهور جديد»، وهو مشروع إقليمي للمجلس الثقافي البريطاني يهتم بالفنون الآدائية من أجل خلق فهم ثقافي وثقة وحوار بين الفنانين والجمهور في المنطقة والمملكة المتحدة.
ليزا هموند هي ممثلة بريطانية شاركت من قبل في عدد من المسرحيات منها «الجميلة والوحش»، و»صانع الأقفال الصغير» و»الرجل المعلق». كما شاركت أيضاً في عدد من الأعمال التلفزيونية والإذاعية.
وتعد سبينس أحد أبرز الوجوه على ساحة العمل المسرحي البريطاني، إذ شاركت في عدد من الأعمال المسرحية منها «ضجة فارغة» و»كوميديا الأخطاء». كما أن لها مشاركات في عدد من الأفلام السينمائية أيضاً. أما مخرج العرض لي سيمبسون فيعمل في شركة مسرح «إمبروبابل» وعضو في فرقة كوميدي «ستور بلير»، وهو أيضاً كاتب مسرحيات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات