كتب بسنت زين الدين ٢٢/ ١٢/ ٢٠١٠ |
«مصر شهدت فى الفترة الأخيرة، زواجاً بين المال والسلطة أدى إلى الفساد، وزواجاً بين الدين والسياسة أدى إلى وجود الأصولية»، بهذه الكلمات افتتح الدكتور مصطفى الفقى، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشورى كلمته، أمس، خلال الندوة التى عقدتها الغرفة التجارية الأمريكية تحت عنوان «ماذا بعد؟»، والتى قال فيها إن جميع المناقشات داخل مصر تتم فى إطار «نظرى وتاريخى»، مؤكداً ضرورة التركيز على المستقبل. وأكد الفقى أن مصر تتعرض الآن لضغوط من الداخل والخارج للمرة الأولى، بعد أن تعرضت لصغوط خارجية فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر، ولضغوط داخلية فى عهد الرئيس أنور السادات، مضيفاً أنه من الضرورى التخلص من «الشعارات» والتفكير بشكل أكثر تركيزاً. وأضاف الفقى: «يعتقد البعض أن المعارضة هى (الملائكة)، وأن الحكومة والحزب الحاكم هم (الشياطين)، والحقيقة أن الجميع (شياطين)، بما أننا من المكان ذاته»، وقال: «أنا أعلم تاريخ بعض الأشخاص داخل المعارضة وأعرف أفكارهم جيداً بالمقارنة مع آخرين من الحكومة». ووصف الفقى جميع الأحزاب السياسية داخل مصر بأنها «ضعيفة بلا استثناء» بسبب افتقادها قاعدة شعبية قوية. وشدد الفقى على أن مصر «منقسمة» بشكل «غير مسبوق»، مضيفاً أن «الصحف القومية تقول إن الدنيا وردى، بينما تركز صحف المعارضة على كشف قضايا الفقر والفساد الموجودة فى مصر، والواقع أن مصر تجمع بين الاثنين». وأوضح الفقى أن مصر تعانى من مشكلتين أساسيتين هما «الفقر والفساد»، مشدداً على أهمية إصلاح عملية التعليم المتدهورة بمصر فى سبيل «استعادة مكانة مصر الإقليمية»، وقال: «ما المانع من إجراء محادثات مع إيران، فرغم حذرى الشديد مما يقوم به الإيرانيون، إلا أنها أصبحت قوة إقليمية كبيرة بالمنطقة، وعلينا التحدث والتعاون معها». وعن جماعة الإخوان المسلمين قال الفقى: «لست نادماً على اختفائهم فى البرلمان الجديد، ولكننى أخشى عمل الإخوان (فى السر) خاصة بعد خسارتهم فى الانتخابات لأول مرة منذ ٣٠ سنة»، مضيفاً: «هم فشلوا فى إثبات أنفسهم خلال الدورتين السابقتين». وأكد الفقى أن هناك بعض «القوى الخارجية» التى تستغل ملف «المسلمين والأقباط» فى سبيل إشعال الفتنة الطائفية فى مصر، معرباً عن خوفه من تلك القوى على استقرار مصر. وانتهى بقوله إن «مصر تستحق الأفضل مما هى عليه الآن، وعلينا مواجهة مشاكلنا بحسم، والتركيز على ما نحن عليه الآن، وما نسعى إلى الوصول إليه فى المستقبل». |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات