حقّق المدرّب العراقي الشاب مالك فيوري مع نادي الراسينغ اللبناني ما لم يتحقق للفريق منذ سنوات طويلة باعتراف المتابعين والصحافة اللّبنانيّة التي وصفت نتائج الفريق بـالمفاجأة حينما استطاع ان يقود الفريق الى المنافسة على أعلى المراتب للدوري، وتمكّنه من الفوز على الفرق الكبيرة ومنها المتصدّر نادي العهد، لينهي المرحلة الاولى بمنافسته لفريق الانصار على المركز الثاني.
_________________________________________________________________________
بغداد: إلتقت "إيلاف" المدرب العراقي الشاب مالك فيوري في بغداد بعد عودته إليها خلال مدة الاستراحة بين المرحلتين. وكشف فيوري الظروف التي هيّأها للفريق ليرتفع بمستواه والنتائج التي تحققت .
* كيف كان الطريق الى الراسينغ ؟
- كنت قبل ذلك في فرنسا وعملت مستشارا رياضيا لقناة 24 ومونتي كارلو وعملت خلال بطولة كأس العالم 2010 محلّلاً رياضيًّا لمباريات البطولة، لكنني بعدها اتجهت الى لبنان للانضمام الى نادي الراسينغ عن طريق الصحافي علي صفا الذي سعى إلى أن أكون مدرِّبًا للفريق الذي يلعب في دوري الدرجة الممتازة وتم التعاقد مع الادارة لمدة موسم واحد ، وكان ذلك قبل اسبوعين من انطلاق الدوري اللبناني ، يعني أنه في اليوم الخامس عشر قد قدت الفريق في اولى مبارياته ضد فريق شباب الغازية.
* هل كانت لديك اي معلومات عن النادي قبل التعاقد معه؟
- لم اكن اعرف الدوري اللبناني واللاعبين اللبنانيين ولا فريق الراسينغ في الوقت نفسه، الذي حين استلمت مهمّة تدريبه كان لديه نقص في اللاعبين من خلال بعض الاصابات التي تعرض لها ثلاثة لاعبين، وليس هنالك سوى 14 لاعبًا فقط، وعندما بدأت التمرين حاولت ان اجعل الخطوط مترابطة من خلال الخط الدفاعي وخط الوسط والهجوم طولاً وعرضًا، لذا انسجمت مع الفريق من خلال التمارين المكثفة في اسلوب اللعب فقط ، وليس اللياقة ، ولهذا نجحت في المباراة الأولى التي انتهت بالتعادل والذي كان ايضًا في المباراة الثانية فيما خسرنا المباراة الثالثة امام فريق شباب الساحل ولكن بعد ذلك فزنا في سبع مباريات متتالية وتعادلنا مع فريق النجمة، وحققنا الترتيب الثاني في قائمة الدوري اللبناني مع نهاية المرحلة الاولى .
* ما ترتيب الفريق مع نهاية المرحلة الاولى؟
- نحن في بداية الدوري كنا في المركز التاسع ضمن الترتيب العام ، والدوري اللبناني يضم 12 فريقًا، أما الآن فنحن في الترتيب الثاني بعد فريق العهد المتصدر ونحن والانصار متساويان في النقاط ، كما اننا متقاربون جدًّا في النقاط ، حيث المتصدر لديه 25 نقطة ولدينا 22 نقطة ، وهذا الانجاز لم يحققه نادي الراسينغ منذ سبعينات القرن الماضي حسب ما يقال في الصحافة اللبنانية والتلفزيون اللبناني وفي قنوات المنار والمستقبل وغيرها من ان الراسينغ لم يحقق مثل هذه النتائج الا في هذا الموسم .
* ما افضل النتائج التي حققتها وكانت مميزة فعلاً؟
- افضل ما حققته الفوز بهدف واحد على فريق العهد الذي لم يخسر منذ 44 مباراة الدوري اللبناني ولم يخسر منذ سنتين و8 اشهر في الدوري اللبناني، والفوز الثاني كان الانتصار على نادي الانصار بطل لبنان لمدة عشر سنوات بهدفين مقابل لا شيء ، وفزنا على الصفا وتعادلنا مع النجمة من دون اهداف ، اما باقي مبارياتنا مع الفرق الاخرى ففزنا بأهداف اربعة وثلاثة واثنين ، ومن دون ان تدخل مرمانا اي كرة طوال سبع مباريات ، بمعنى ان السبع مباريات الاخرى لم يسجل في مرمانا اي هدف ، دخلت في مرمانا خمس كرات وسجلنا 16 هدفا .
* ما الاسلوب الذي اتبعته لينال الفريق هذا النجاح ؟
- الاسلوب الذي اتبعته هو اسلوب والدي اللاعب السابق والمدرب حسن فيوري وكيف يجعل الخطوط مترابطة ، اي بمعنى هناك خط عرض وخط طول ، وانا ربطت الخط العرضي مع الخط الطولي بالتمارين المكثفة ، اي ان طريقة اللعب وكيفية التعامل من حالة الهجوم الى حالة الدفاع ، بمعنى من حالة الهجوم ابدأ من الدفاع الى الوسط والى الهجوم وفي حالة الدفاع ابدأ من الوسط وليس من الهجوم ، هناك طريقة تسمى الدفاع السلبي والدفاع الايجابي فأنا اتبعت طريقة الدفاع الايجابي في كل المباريات لذلك كسبت اغلبها .
* كيف وجدت ردود الافعال على هذا الانجاز ؟
- كانت ردود الافعال كثيرة حتى ان بعضهم اطلق مزحة قال فيها انه سيتفق مع نقابة الصحافيين لطردي من لبنان لانني عملت بلبلة في لبنان من خلال النتائج التي حققتها مع نادي الراسينغ ، وكانت تلك مزحة طريفة تعبر عمّا حدث من تغيير في الدوري اللبناني كما قيل لي ، ولكن أود ان اشكر الصحافة اللبنانية لأنها نقلت الصورة الحقيقية وتشجيعها للنتائج التي حققها الفريق ، فقالت بصراحة وكذلك عبر التلفزيون ان على الاتحاد اللبناني الاستفادة من هذا الشاب الطموح، وانا استقبلت هذا بكل ترحاب .
* هل يمكن ان يؤدي بك الطريق الى تدريب المنتخب اللبناني ؟
- هناك طرح ولكن لا استبعد ذلك لأن النتائج هي التي تحكم .
* يقال ان المدرب بلاعبيه ، فكيف هم لاعبو الراسينغ؟
- ليسوا باللاعبين الذين يمكن ان يكون لأي مدرب طموح بتحقيق نتائج معهم ولكن الفضل الاول والاخير هو التوفيق من الله ، لذلك توفقت مع هذا النادي بهؤلاء اللاعبين الذين بعضهم ليس بالجيد ، ولكن خلق الانسجام بينهم وبين الجيدين ومنهم من يمثل المنتخب الوطني حيث للفريق لاعبان من قدامى المنتخب واخر يلعب حاليًا للمنتخب اما الاخرون فليسوا بالجيدين ، عندما استلمت الفريق كان لديّ 18 لاعبًا بينهم 3 لاعبين مصابين ، وهذه الاصابات مزمنة لأنها في الكاحل والركبة والرّجل من الخلف، واكملت المرحلة الاولى من الدوري بـ 14 لاعبًا والان يحدث الشيء نفسه ، فليس لدي سوى 14 لاعبًا فقط .
* كيف تتوقع منافسات المرحلة الثانية؟
- اصعب من المرحلة الاولى لأن كل الاندية اللبنانية قد استقطبت بعض اللاعبين الاجانب ولكننا في الراسينغ لم نستقطب اي لاعب ولذلك الاندية الموجودة كالعهد والصفا والنجمة لديهم مدارس كروية ولديهم لاعبون ناشئون وشباب ولديهم لاعبون كثيرون فيما الراسينغ لا يمتلك لاعبين ناشئين ولا شبابًا ولا لاعبي احتياط حتى، لهذا اعتقد انني سوف اعاني في المرحلة الثانية من خلال عدم وجود أكفاء او تكملة عدد لاعبينا .
* لماذا لا يحاول النادي استقطاب لاعبين لتعزيز النتائج الجيدة؟
- في الدوري اللبناني لا يحق له استقطاب لاعبين لبنانيين الا بعد انتهاء الموسم الكروي ، وفيه توقيع العقود لمدى الحياة وليس لكل سنة او كل موسم ، اما اللاعب الاجنبي فله الحق باللعب والانتقال كل موسم ، وفي الدوري اللبناني لا يحق للنادي التوقيع الا مع محترفين اجنبيين اثنين فقط ، ونحن لدينا محترف واحد .
* ألا تخشى ان يصيب الغرور لاعبيك بسبب تفوّقهم في المرحلة الاولى؟
- من الممكن هذا ولكن يبقى للمدرب دور في التأثير على نفسياتهم ومعنوياتهم بشكل ايجابي وكذلك هناك دور ادارة النادي في هذا الجانب .
* ما الذي تتمناه في المرحلة الثانية؟
- اتمنى ان نقدم المستوى نفسه ولكن من خلال قراءتي لمستويات الاندية الاخرى ربما تواجهنا بعض العقبات التي قد لا تجعلنا نحافظ على ترتيبنا والسبب في عدم وجود لاعبين كثيرين .
* هل للنجاح اصداء عند الاندية الاخرى ؟
- بالتأكيد وهو ما جعلني في الواجهة وجاءتني عروض من بعض الاندية اللّبنانية مثل الانصار والعهد والصفا والنجمة ولكنني للآن لم اقرر والمهم عندي ان اجتهد في المرحلة الثانية وأقدم ما يجعل الفريق في حالة افضل وبعد ذلك سيكون لكل حادث حديث.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات