لقي مسيحي في مدينة الموصل (400 كم شمال بغداد) حتفه عندما اقتحمت مجموعة مسلحة محل عمله وأردته، فيما انسحب رؤساء الطوائف المسيحية من مؤتمر «التعايش والتسامح» المعقود في أربيل، احتجاجاً على استمرار أعمال العنف ضدهم، ثم عادوا بعد تضمين البيان الختامي للمؤتمر مطالبهم.
وأفادت مصادر أمنية وصحافية في الموصل بأن ثلاثة مسلحين اقتحموا محلاً لبيع المواد الغذائية في حي الزهور، واقتادوا صاحبه فادي وليد جبرائيل الى المخزن الخلفي وأردوه، في حادثة تعد الأحدث في سلسلة أعمال العنف التي تستهدف المسيحيين العراقيين.
وأضافت المصادر ذاتها أن قوات الأمن وصلت الى مكان الحادث بعد أكثر من نصف ساعة على وقوعه، في الوقت الذي يعيش المسيحيون في مدينة الموصل حالة من الخوف والرعب نتيجة استمرار استهدافهم.
ويلقي المسيحيون باللائمة على القيادات والأجهزة الأمنية في المحافظة لعجزها عن توفير الحماية اللازمة لأهل المدينة عموماً ولهم في شكل خاص.
وفي حادث آخر، اقتحمت مجموعة مسلحة منزل استاذ جامعي مسيحي في حي القادسية في الموصل، وهددت أفراد العائلة بالقتل اذا لم يتركوا منزلهم ويغادروا الموصل. لكن وصول جيران العائلة الى المنزل أجبر المسلحين على الفرار.
وعلى خلفية استمرار أعمال العنف التي تستهدف المسيحيين العراقيين، خصوصاً حادثة قتل الشاب فادي جبرائيل، انسحب رؤساء الطوائف المسيحية المشاركين في مؤتمر «التعايش والتسامح» المعقود في أربيل.
وعبر رؤساء الطوائف عن غضبهم واستنكارهم لما يلحق بالمسيحيين العراقيين، فيما توقفت كل أعمال المؤتمر فوراً وبادر عدد من الوزراء والشخصيات السياسية الى عقد احتماع فوري مع رجال الدين المسيحيين المنسحبين لإقناعهم بالعدول عن قرارهم فعادوا الى جلسات المؤتمر بعد أن حصلوا على ضمانات بتضمين البيان الختامي كل مطالبهم.
وأكد العائدون أن قرار الانسحاب كان «موقفاً حضارياً وديموقراطياً» وأشاروا الى أن من حقهم مطالبة الحكومة بحماية كل المواطنين خصوصاً المسيحيين.
من جهة أخرى، أعلن الفاتيكان ان البابا بنديكتوس السادس عشر استقبل أمس مسيحيين عراقيين اصيبوا في الهجوم الذي شنته مجموعة من تنظيم القاعدة على كاتدرائية السريان الكاثوليك في بغداد في 31 تشرين الاول (اكتوبر) ويعالجون في ايطاليا.
وقال الناطق باسم الفاتيكان الأب سيرو بنديتيني ان البابا «استقبل في أعقاب اجتماعه العام الجرحى الـ26 الذين تم إجلاؤهم الى ايطاليا (فيما استقبلت فرنسا 35 آخرين) مع مرافقيهم، اي نحو خمسين شخصاً».
ووصل الجرحى الـ 26، سبعة رجال و16 امرأة و3 اطفال، الى ايطاليا في اطار عملية انسانية نظمتها وزارة الخارجية بدعوة من المسؤول الثاني في الفاتيكان الكاردينال تارسيسيو برتوني. وقد تلقوا العلاج في مستشفى جيميلي الكاثوليكي. وشفي اربعة وعشرون منهم، فيما سيعود اثنان الى المستشفى بعد مقابلة البابا، الذي دان «العنف الاعمى والوحشي» الذي استهدف «العزَّل» في العراق. وبعد ثلاثة اسابيع من المجزرة، اكد انه «قريب» من مسيحيي العراق الذين «يعانون التمييز والاضطهاد».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات