كتب فاطمة زيدان ٩/ ١٢/ ٢٠١٠
وصفت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية، تصريحات الولايات المتحدة الأمريكية، حول الأوضاع السياسية المصرية مؤخرا، ومن بينها نتائج انتخابات مجلس الشعب، بالـ«فاترة». وقالت إن هذه التصريحات تشير إلى أن كل من القاهرة وواشنطن لا تريدان إثارة أى مشكلة مع اقتراب مصر مما سمته «نقطة تحول حاسمة»، حول من سيتولى قيادة مصر مستقبلا. قالت الوكالة فى تحليل إخبارى، أمس: «إن الحث المعتدل على إجراء انتخابات نزيهة، كشف عن رغبة إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى عدم الإساءة للنظام المصرى، بعد توتر العلاقات بين القاهرة وواشنطن، فى ظل إدارة (بوش) السابقة، التى اعتبرت مصر محور دعواتها لمزيد من الديمقراطية فى الشرق الأوسط». أضافت الوكالة أنه رغم مرور مصر بفترة مهمة فى تاريخها من «عدم اليقين السياسى»، إلا أن النظام عازم على تشديد قبضته لضمان انتقال «سلس» للسلطة. وقالت: «إن واشنطن أمامها إما الضغط من أجل الديمقراطية، أو قبول الوضع الراهن وتجنب (زعزعة) النظام المصرى، الذى حافظ على الاستقرار فى البلاد، والسلام مع إسرائيل، ودعم جدول أعمال الولايات المتحدة فى المنطقة». ونقلت الوكالة عن جون الترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية فى واشنطن، قوله إن: «العلاقة بين القاهرة وواشنطن تخضع لعملية حسابية، حيث إن انتقاد الإدارة الأمريكية للنظام المصرى، علناً، لن يضيف للولايات المتحدة أى شىء، إلا أنه سيثير غضب هذا النظام». وأضاف: «الإخوان والمعارضة لن يشكلا تحدياً كبيراً للنظام، حتى مع وجودهم فى البرلمان». وتابع «الترمان»: «النظام أراد أن يظهر الانتخابات كاستعراض للقوة، لكنها بدت وكأنها إظهار ضعف بشكل صادم». وأضافت الوكالة: «إن الحزب الوطنى كان أكثر اهتماما بهدفه المدروس لـ(سحق الإخوان)، وراهن على عدم اهتمام الإدارة الأمريكية بما يفعله أو إدانتها له بلهجة (معتدلة). ونبهت إلى أنه بالنسبة للولايات المتحدة، فالانتقال السلس هو المفتاح لضمان مصالحها فى المنطقة، مشيرة إلى أن الحزب الوطنى يعول على برنامجه للإصلاح الاقتصادى، الذى بدأه فى ٢٠٠٥، كـ«بديل وهمى» لإلهاء الشعب عن المشاكل السياسية. ولفتت الوكالة إلى أن حالة السخط المتزايدة بين المصريين، عززت شعور النظام بضرورة تشديد قبضته، فى إشارة إلى شكاوى المصريين بسبب البطالة، وتدنى الأجور، وارتفاع تكاليف المعيشة، والشعور العام بالإهمال من قبل الحكومة، مؤكدة أن المظاهرات تشير إلى أن قدرة الحكومة على المحافظة على الهدوء فى أى مرحلة انتقالية، ستكون «محل تساؤل». من جانبه، وصف مايكل بيل، السفير الكندى السابق فى مصر، العملية الانتخابية مؤخرا بالـ«مسخرة»، وأضاف أن النظام فى مصر لديه ديمقراطية من «نوع خاص»، حيث إن لديه قانون طوارئ، يضمن لمرشحى الحزب الوطنى الفوز فى أى انتخابات، مشيراً إلى أن النظام لا يقبل أى انتقاد لممارساته من سفراء الغرب لديه. وأوضح «بيل»، فى مقال أمس بصحيفة «جلوب آند ميل» الكندية، أن «النظام المصرى (المستبد) لا يهمه صورته أمام الغرب»، لافتاً إلى أنه يدير نظاماً دستورياً بشكل رسمى، مع الحفاظ على «يد ثقيلة» باعتبارها السبيل الوحيد للسيطرة على المعارضة. وحول احتمالية ترشيح الحزب الوطنى، جمال مبارك، فى الانتخابات الرئاسية العام المقبل، قال «بيل» إن «جمال سجين التقاليد المصرية»، فى إشارة إلى كونه مدنياً ولا يتمتع بخلفية عسكرية. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات