الأقسام الرئيسية

'الصياد' يقتنص برود الإيرانيين حيال ثورتهم

. . ليست هناك تعليقات:


مخرج الفيلم يضع عدسته على شروخ عميقة قسمت مجتمعا لم يشهد ثورة الخميني لكنه يعيش في دولة دينية شمولية.

ميدل ايست أونلاين


بيتز: 70 بالمائة من الإيرانيين دون الثلاثين

دبي - تظهر على الشاشة لقطة مقربة مشوشة تصاحبها موسيقى الروك وهي تتضح بالتدريج كاشفة عن صورة فوتوغرافية من الايام الاولى للثورة الاسلامية في ايران عام 1979 لشبان على دراجات نارية يوشكون على السير بها فوق علم أميركي على الارض.

وتهيئ لقطات البداية المشاهد لاحداث فيلم "الصياد" للمخرج رفيع بيتز التي تدور حول رجل من سكان طهران يسعى بعد أن خاب أمله للانتقام لزوجته وطفله اللذين قتلا عرضا عندما وقعا وسط اضطرابات الشوارع بعد انتخابات عام 2009 عن طريق قتل شرطيين بالرصاص على طريق سريع.

وعلى الرغم من ان الفيلم الذي عرض في مهرجان دبي السينمائي الدولي يتفادى أي رسائل سياسية مباشرة فللمأزق الذي وصلت اليه الجمهورية الاسلامية بعد ثلاثة عقود من انشائها حضور متواصل في قصة الفيلم وهي قصة مثيرة يطارد فيها ممثلو الدولة بطلها علي ويقتلونه في النهاية.

ويقول له أحد ضباط الشرطة بنبرة تهديد بعد القبض عليه في غابة شمالي العاصمة التي تصورها الكاميرا على انها مدينة مزدحمة ظالمة ومنفرة "قاتل لرجال الشرطة؟ هه؟ أتحسب هذا البلد لا قانون فيه ولا نظام"؟

ولا يستنتج المشاهد الا من عبارات قليلة متناثرة او من نشرة أنباء موجزة تذاع في خلفية مشهد ان الفيلم تدور أحداثه خلال انتخابات الرئاسة التي أدت الى مظاهرات ضخمة في المدن تحتج على فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد.

وتلمح غلبة اللون الاخضر على بعض المشاهد حتى في ألوان صورة لامواج البحر على جدار غرفة نوم في فندق الى المعارضة الايرانية التي كثيرا ما تشير الى نفسها باسم "الموجة الخضراء" واتخذت من اللون الاخضر شعارا لها.

ويقول بيتز الذي يعيش في برلين وفاز فيلمه "صنم" بجائزة احسن فيلم في مهرجان باريس السينمائي عام 2001 انه لم يقصد على الاطلاق صناعة فيلم عن انتخابات 2009 التي أدت الى أعمال عنف في الشوارع بعد يومين فقط من مغادرة طاقم الفيلم لايران.

ويقول ان ما اراده هو ان يلمس الشروخ العميقة التي تقسم مجتمعا لم يشهد ثورة (الخميني) فحسب بل وشهد حربا استمرت ثماني سنوات وقيام دولة دينية جديدة يعتبرها المنتقدون طغيانا اخر.

وقال بيتز في ندوة بعد عرض الفيلم "ايران دولة 70 في المئة من سكانها دون سن الثلاثين. وهذا يعني ان 70 في المئة من السكان لا يعرفون ماذا كانت الثورة".

وأضاف "ثم لديك السكان الذين يحكمون والذين خاضوا الحرب. عليهم ان يتعاملوا مع مشاعرهم الخاصة بشأن ما حدث لهم وبشأن رهاب الاضطهاد الذي يشعرون به بشأن جيل لا يفهمهم".

"ثمة صدام بين قطاعين من السكان لا يريد أي منهما أن يفهم الاخر".

وقام بيتز بدور البطولة في فيلمه بنفسه وهو دور علي الذي لا يكاد يتكلم طوال الفيلم ودائما ما يكظم غضبه على المجتمع الذي يعيش فيه ولا يشارك فيه بأي شكل. وكان مهربه الوحيد رحلات صيد متوارية شمالي طهران.

وتثير ملاحظة الكاميرا للعلاقات اللاانسانية بين الفرد وحيز المدينة من ناحية وبين الفرد والدولة من ناحية أخرى الاستنكار في نفوس المشاهدين.

واتخذ علي قراره مدفوعا بالغضب لمقتل أسرته وللبرود الذي تعاملت به الجهات الرسمية مع الامر ووقف في مكان يطل على طريق رئيسي سريع حيث يمكنه ان يقتنص قائدي السيارات المارة.

ويقتل رجلا في سيارة شرطة فتتوقف السيارة ويخرج منها شرطي اخر مما يسمح له باطلاق الرصاص عليه. وتصمت أصوات المدينة تماما مع سقوط الشرطي الثاني مركزة الانتباه على فعل القتل نفسه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer