كتب شريف إبراهيم وهشام عمر عبدالحليم وشيماء عادل ٧/ ١٢/ ٢٠١٠
استقبل الرئيس حسنى مبارك، أمس، فى القصر الجمهورى، النائب الثانى لرئيس بوروندى روسيكيبى جيربيلز، الذى يزور مصر لعدة أيام. فيما يقوم ٢٤ مسؤولاً أفريقياً كبيراً بزيارات إلى القاهرة هذه الأيام. ويجرى نائب الرئيس البوروندى خلال زيارته مباحثات مع عدد من المسؤولين، تتناول آخر تطورات الوضع فى دول حوض النيل، وسبل دعم العلاقات الثنائية بين مصر وبوروندى، حيث التقى أمس أيضاً، الدكتور أحمد نظيف، رئيس الوزراء، وبحث الجانبان سبل دعم التعاون الثنائى فى مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية. وعقد نظيف وجيربيلز جلسة مباحثات ثنائية انضم بعدها أعضاء وفدى البلدين فى جلسة مباحثات موسعة، ضمت من الجانب المصرى وزراء البترول والشؤون القانونية والمجلس النيابى، والزراعة، والرى، والصحة، وحضرها من جانب بوروندى وزراء الطاقة والمناجم والصحة والزراعة والثروة الحيوانية. «جيربيلز» هو ثالث مسؤول بوروندى يزور مصر خلال شهر واحد، كما تأتى زيارته عقب زيارة رئيس تنزانيا جاكايا مريشو كيكوتا السريعة لمصر، أمس الأول، فى إطار تحرك مصرى مكثف نحو دول حوض النيل، حيث يقوم حاليا المهندس حسن يونس وزير الكهرباء بزيارة إلى أوغندا. وقالت مصادر دبلوماسية لـ«المصرى اليوم»، إن هذا التوجه يعكس اهتمام مصر بملف المياه، وأكدت أن الرئيس يهدف من خلال هذه اللقاءات إلى تهيئة الأجواء قبل الاجتماع الاستثنائى لمجلس وزراء دول حوض النيل، المقرر عقده فى نيروبى يوم ٢٥ يناير المقبل، لبحث التداعيات القانونية والمؤسسية الناجمة عن التوقيع المنفرد من قبل خمس دول على الإطارية لإعادة تقسيم مياه النيل، منوهين بحرص القاهرة على عدم توقيع دولة سادسة على الاتفاقية حتى لا تدخل حيز التنفيذ. وأشارت المصادر إلى أن الاهتمام المصرى بدعم العلاقات مع دول حوض النيل على وجه الخصوص، والدول الأفريقية عموما، ظهر جليا فى قيام نحو ٢٤ مسؤولاً أفريقياً بزيارات إلى القاهرة خلال هذه الأيام. من جانبه، أكد الدكتور هانئ رسلان رئيس وحدة السودان ودول حوض النيل بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن اهتمام القيادة المصرية بالتعاون مع دول الحوض يهدف إلى الحيلولة دون تحول الخلاف حول مياه نهر النيل إلى صراع مفتوح، مشيراً إلى أن مصر لا تستهدف تصعيد الموقف بينها وبين دول المنطقة، خاصة أن دول حوض النيل بما فيها مصر وحدة واحدة لا يمكن تجزئتها. وأرجع رسلان سبب الزيارات الرسمية التى عقدتها مصر مع بعض دول حوض النيل مثل بوروندى وتنزانيا، إلى رغبة مصر فى العودة إلى التفاوض حول نقاط الخلاف بينها وبين تلك الدول بشأن ملف المياه بهدف تحقيق مصالح مشتركة لكل بلدان حوض النيل، وقال: «لذلك فإن مصر تسعى إلى تنشيط العلاقات التفاوضية من خلال المسارات الدبلوماسية والاقتصادية بجميع أنواعها سواء تجارية أو صناعية أو تدريب أو ثقافة». وأوضح رسلان أن مصر سوف تعمل على تعظيم البعد الثقافى بينها وبين دول حوض النيل، خاصة بعد الفجوة الثقافية التى وقعت بينها وبين تلك الدول نتيجة الغياب المصرى هناك، «حيث كانت مصر متواجدة مع هذه الدول خلال فترة الستينيات ووقفت بجانبها من أجل الحصول على استقلالها، أما الآن فأجندة هذه الدول اختلفت تماماً وأصبحت حالياً تبحث عن التنمية وليس الاستقلال». فى سياق متصل، يسلم الدكتور حسن يونس، وزير الكهرباء والطاقة، رسالة من الرئيس مبارك إلى الرئيس الأوغندى يورى موسيفينى اليوم الثلاثاء، تتضمن سبل دعم العلاقات المصرية - الأوغندية، وآفاق التعاون المشتركة المستقبلية، فى الوقت الذى وقع فيه يونس عقد شراكة مصرية ـ أوغندية للاستثمار فى مجال التوليد والتوزيع بأوغندا باستثمارات تصل إلى حوالى مليار دولار. وأشار يونس فى تصريحات صحفية أثناء زيارته لأوغندا، إلى أنه عقد اجتماعا مع وزير الطاقة والمعادن الأوغندى هيلارى أونك وعدد من ممثلى الحكومة الأوغندية ورجال الأعمال الأوغنديين بحضور ٣٤ ممثلاً عن الشركات المصرية المهتمة بالاستثمار فى هذا البلد، منوها بتطلع رجال الأعمال المصريين للاستثمار فى أوغندا سواء من خلال تنفيذ المشروعات أو تصنيع وتوريد المعدات الكهربائية اللازمة للشبكة الكهربائية. وأكد يونس حرص مصر على وضع جميع إمكانياتها لخدمة وتنمية أوغندا من خلال مد الشبكات الكهربائية والاستفادة من الطاقة المتجددة المتوفرة فى هذه الدولة، وبناء الكوادر البشريـة الأوغنديـة باعتبارها مفتاح التنمية على أراضيها. من جانبه، أعرب وزير الطاقة الأوغندى خلال الاجتماع، عن فخره وامتنانه بمساعى الدكتور حسن يونس ورجال الأعمال المصريين، مشيراً إلى أنها المرة الأولى التى يستقبل فيها هذا الوفد الكبير المتخصص فى مجال الكهرباء، موضحا أن أوغندا تتطلع للاستفادة من خبرة مصر فى مد الكهرباء. وأوضح هيلارى أن أوغندا استفادت من المنحة المقدمة من الحكومة المصرية فى تدريب ٥٥ من كوادرها فى مجال الكهرباء، مؤكدا أن الحكومة الأوغندية ستعمل على إزالة أى عوائق تواجه عمل الشركات المصرية على أراضيها، وتعهد بتقديم جميع التسهيلات لهذه الشركات. إلى ذلك، أشاد سفراء ٣٦ دولة أفريقية بالتطور الكبير الذى شهده قطاع الطيران المدنى المصرى، وأكدوا أهمية التعاون والاستفادة من التجربة المصرية. كان سفراء الدول الأفريقية قد قاموا بزيارة لوزارة الطيران المدنى استقبلهم خلالها الفريق أحمد شفيق، وزير الطيران، وفايزة أبوالنجا، وزيرة التعاون الدولى. استغرقت الزيارة ٤ ساعات، تفقد خلالها السفراء مبنى سلطة الطيران المدنى الجديد ومبنى إدارة الأزمات ومبنى مركز تدريب مصر للطيران ومبنى الركاب رقم ٣ ومركز التدريب التابع لمصر ومركز السيطرة والعمليات ومجمع ورش محركات الطائرات، ثم اختتمت الجولة بنادى الطيران المدنى. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات