أعلان الهيدر

12‏/12‏/2010

الرئيسية يهودي من الاسكندرية يحدد مصير الشرق الاوسط في واشنطن

يهودي من الاسكندرية يحدد مصير الشرق الاوسط في واشنطن

يعقد مؤتمره السنوى حالياً في اميركا بحضور قيادات تل ابيب والعالم
محمد نعيم

GMT 3:00:00 2010 الأحد 12 ديسمبر


قرر الملياردير اليهودي الاميركي ذو الاصول المصرية حاييم سابان دخول المعترك السياسي لخدمة تواجد اسرائيل في المنطقة، عندما انشأ في عام 2002 مركز سابان الاميركي لدراسات الشرق والاوسط، وخصص لدعمه مبالغ مادية ضخمة، وكان لنشأته في مدينة الاسكندرية، بالغ الاثر في تشكيل شخصيته.


واشنطن: لعب الملياردير اليهودي الاميركي حاييم سابان دوراً كبيراً في خدمة اسرائيل، عندما قرر تجنيد امواله لاقامة اكبر مركز لدراسات الشرق الاوسط في الولايات المتحدة وهو مركز "سابان"، وبرعاية هذا المركز الذي يشرف عليه معهد بروكينغس للابحاث، حرص حاييم سابان على تنظيم مؤتمر دولي كل عام، يدعو اليه عدداً ليس بالقليل من الدوائر السياسية والعسكرية من اسرائيل ومختلف دول العالم، لمناقشة العلاقات المشتركة بين تل ابيب وواشنطن، سيما ما يتعلق منها بمنطقة الشرق الاوسط.

حاييم سابان مع نتانياهو وكلينتون وشوارزينغر

في الولايات المتحدة

الصفوف الاولى

وقبل ايام جرت فعاليات المؤتمر التاسع لمركز سابان في واشنطن، ولم يكن من المستغرب بحسب صحيفة معاريف العبرية، ان تكون وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في مقدمة الصفوف الاولى للمؤتمر، ليس فقط للعلاقة الوطيدة التي تربط بين اسرة كلينتون ورجل الاعمال واسع الثراء، وانما بسبب التبرعات المادية والدعم غير المحدود الذي يمنحه حاييم سابان للحزب الديمقراطي. وعلى هامش المؤتمر التقت كلينتون رئيسة المعارضة الاسرائيلية تسيبي ليفني ودار بينهما حواراً موسعاً وصفته صحيفة يديعوت احرونوت بـ "السري"، سعت خلاله ليفني الى سحب البساط من اسفل بنيامين نتانياهو، على خلفية مواقفه المتعصبة حيال الجهود الاميركية الرامية الى استئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين واسرائيل. وكان من بين حضور المؤتمر الاميركي – الاسرائيلي، رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو، ووزير دفاعه ايهود باراك، فضلاً عن عدد كبير من وزراء ورجال اعمال اسرائيليين، بالاضافة الى قيادات الادارة الاميركية وجميع اعضاء الكونغرس الاميركي.

ووفقاً لصحيفة هاآرتس العبرية حضر المؤتمر رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، المقرب من الدوائر السياسية في واشنطن، وكان كغيره من الفلسطينيين، وربما العالم العربي في انتظار ما ستتمخض عنه كلمة وزيرة الخارجية الاميركية امام مؤتمر سابان، خاصة فيما يتعلق باستئناف المفاوضات المباشرة، غير ان الاحباط بحسب وصف هاآرتس هيمن على الفلسطينيين في ظل تجاهل الوزيرة الاميركية لتوجيه اللوم لرئيس الوزراء الاسرائيلي، على خلفية رفضه استئناف تجميد الاستيطان وبدء العملية التفاوضية مع الفلسطينيين، واكتفت كلينتون بكيل الوعود التي اكدت فيها حرص الادارة الاميركية على اقامة دولة فلسطينية مستقلة في اطار رؤية دولتين لشعبين، تعيشان جنباً الى جنب في امن وسلام.

دوائر صنع القرار

وفي بداية العقد الاخير حرص رجل الاعمال الاميركي اليهودي حاييم سابان على الضلوع في عالم السياسة، وتجنيد جزء كبير من امواله لصالح اسرائيل وما يخدمها على المستوى السياسي والاقتصادي وربما العسكري بفضل علاقاته المتشعبة بدوائر صنع القرار السياسي في الولايات المتحدة. ومع بداية عام 2002 قرر تدشين مركز سابان لدراسات الشرق الاوسط، ومنح رجل الاعمال اليهودي ذو الاصول المصرية 13 مليون دولار كدفعة اولى لتمويل نشاط المركز، وواصل اغداق دعمه المادي للمركز حتى الان، ويدير المركز "مارتن انديك" السفير الاميركي الاسبق في اسرائيل.

رئيس مركز سابان في احدى زياراته لاسرائيل

ويحرص مركز سابان كل عام على استضافة عدد كبير من الشخصيات الاسرائيلية، ومن بين تلك الشخصيات كوادر سياسية وعسكرية وصحافية وشرطية، ولم تقتصر اقامة فعاليات مؤتمر المركز السنوية على الولايات المتحدة فقط، وانما من الممكن اقامتها في اسرائيل، في محاولة لجذب انظار العالم للدولة العبرية، ومدى علاقتها الوطيدة بالولايات المتحدة، ولعل ذلك وفقاً لصحيفة "ذي ميركر" العبرية، هو ما حدث عام 2007، عندما قرر رجل الاعمال اليهودي الاميركي حاييم سابان اقامة مؤتمر مركزه السنوي في مدينة القدس، وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود اولمرت في طليعة من القوا كلمات في المؤتمر، لعلمه المسبق بدعم سابان لاسرائيل، ومساعيه الرامية الى خلق مزيد من قنوات التقارب بين الولايات المتحدة والدولة العبرية. كما حرص على حضور المؤتمر عام 2007 وزيرة الخارجية الاميركية في حينه كوندوليزا رايس، ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير.

تعزيز التواجد الاسرائيلي

ويركز برنامج مركز سابان مناقشات مؤتمره السنوي على القضايا العالقة بين اسرائيل ومنطقة الشرق الاوسط، ويخصص المركز جام دراساتة لوضع آليات جديدة تهدف الى تعزيز التواجد الاسرائيلي في المنطقة، فضلاً محاولته خلق قنوات مبتكرة لتدعيم العلاقة بين اسرائيل والدول العربية على المستوى السياسي والدبلوماسي والاقتصادي، وتعكف كوادر بحثية في تل ابيب على مطالعة وتحليل الدراسات شبه الشهرية الصادرة عن المركز، للاستفادة منها في صناعة القرار السياسي بحسب الملحق الاسبوعي لصحيفة معاريف العبرية، كما يسعى المركز لتوطيد العلاقة بين واشنطن وتل ابيب من خلال اطلاع اعضاء الكونغرس الاميركي على دراساته، خاصة عند تمرير قرار جديد يهدف الى خدمة الدولة العبرية في منطقة الشرق الاوسط.

ولد رجل الاعمال اليهودي الاميركي حاييم سابان في الخامس عشر من تشرين الاول/اكتوبر عام 1944 في مدينة الاسكندرية المصرية، وفي تلك المدينة المطلة على البحر الابيض المتوسط نمت طفولة سابان وصباه، اذ زرع به والده تعاليم الديانة اليهودية والاهداف الرامية الى اقامة وطن لليهود في منطقة الشرق الاوسط. وكان سابان رغم صغر سنه مولعاً بزيارة المعابد اليهودية في مدينة الاسكندرية، خاصة معبد "يهودا هنافي"، الذي يعتبر حالياً مقراً للطائفة اليهودية بمدينة الاسكندرية، كما كان يهوى الاقتراب من الحاخامات لمعرفة الكثير عن تعاليم اليهودية، حتى وصفه يهود الاسكندرية بالحاخام الصغير، ولم تتغير خصال الطفل الصغير سابان حتى هاجر مع اسرته الى اسرائيل عام 1956.

وفي اسرائيل تلقى تعليمه في احدى المدراس الزراعية في كيبوتس "بن شيمن"، بينما اقامت اسرته في احدى الوحدات السكنية في مدينة تل ابيب، وكان والده يعمل بائعاً متجولاً، إذ كان يبيع "اقلام الرصاص" ويدور بها من منزل الى آخر. وفي عام 1964 انهى سابان دراسته في المرحلة الثانوية بمدرسة "لسال" في تل ابيب، والى جانب عمله وعزفه على آلة الجيتار، ادى خدمته الالزامية في الجيش الاسرائيلي، وفي عام 1966 انضم لفريق موسيقي وعمل به عازفاً على آلة الجيتار.

الافلام الترفيهية

هاجر حاييم سابان الى فرنسا عام 1975، وهناك اسس شركة لانتاج الافلام الترفيهية، وفي المقابل عكف على تلحين الموسيقى التصويرية لعدد من المسلسلات التليفزيونية الفرنسية، بعد هذا التاريخ بثماني سنوات وتحديداً عام 1983 انتقل حاييم سابان للاقامة في لوس انغيلوس بالولايات المتحدة، ليقيم عدداً من استديوهات التسجيل التي تزود المسلسلات التليفزيونية بالموسيقى التصويرية. وفي عام 1995 وحّد سابان بين شركته ومؤسسة "فوكس كيدس نت وورك" الاميركية، التابعة لأحد كبار المستثمرين في مجال الصحافة والاعلام "روبرت مردوخ"ن وفي عام 1997 اشترت المؤسسة المشتركة شركة "فوكس فاميلي" التي تضم عدداً من القنوات التليفزيونية، وتبث عبر نظام الكوابل ارسالها لملايين المنازل الاميركية. في تشرين الاول/اكتوبر عام 2002، باع سابان شركته لشركة "وولت ديزني"، وحصل مقابل تلك الصفقة على 1.7 مليار دولار، وفي عام 2008 اشترى سابان مع عدد من شركائه مؤسسة "يونيفيغن" وهى اكبر المؤسسات التليفزيونية على مستوى العالم التي تبث ارسالها باللغة الاسبانية، ودفع سابان في هذه الصفقة الى جانب شركائه 14 مليار دولار.

بالاضافة الى تلك المعطيات ووسط صفقاته في عالم رجال الاعمال، لم يتجاهل حاييم سابان ما يجري على ساحة السياسة الداخلية في اسرائيل، إذ كان من اول المبادرين لدعم وتاييد التيارات والاحزاب السياسية الموالية لمعسكر الصقور في الدولة العبرية، ولعل ذلك كان واضحاً عندما تبرع بملايين الدولارات لصالح حزب الليكود خلال حملته الانتخابية الاخيرة التي فاز فيها بنيامين نتانياهو برئاسة الوزراء. فضلاً عن مساهماته غير المحدودة في دعم اللوبي اليهودي في نيويورك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.