أعلان الهيدر

27‏/12‏/2010

الرئيسية .. وشهد شاهد من أهل الحزب الوطنى

.. وشهد شاهد من أهل الحزب الوطنى



بقلم د.حسن نافعة ٢٧/ ١٢/ ٢٠١٠

يفاخر المهندس أحمد عز بالنظام «ثلاثى الأبعاد» الذى استحدثه لاختيار مرشحيه فى انتخابات مجلس الشعب الأخيرة، حيث تعيَّن على كل راغب فى الترشح تحت عباءة الحزب الحاكم اجتياز ثلاثة اختبارات: اختبار المجمعات الانتخابية، واختبار الانتخابات الداخلية، واختبار استطلاعات الرأى. فقد أكد، فى إحدى «مقالاته» بصحيفة «الأهرام»، أن الجمع بين هذه المسارات الثلاثة دفع الحزب إلى استطلاع آراء أكثر من ٢ مليون مصرى على مدار خمسة أشهر قبل الدفع بأى من مرشحيه».

ويقصد أمين التنظيم من وراء هذا الكلام أن يقنعنا بأن تطبيق نظامه «ثلاثى الأبعاد» بالعدل على كل الراغبين فى الترشح، الذين تجاوز عددهم خمسة آلاف، أفرز مرشحين أشداء تستحيل هزيمتهم، ومكَّن الحزب من اكتساح الانتخابات محققا فيها نتائج فاقت أكثر طموحاته جنوحا! ولأن أحمد عز هو شخصيا مبدع هذا النظام، والمشرف الأول على تطبيقه، يبدو واضحاً أن حديثه ينطوى على رسالة تمجيد ذاتى تطالب بإسناد الفضل لأصحابه!

غير أن كلام أحمد عز يسير فى اتجاه معاكس للحقيقة تماما، لأن الشعب المصرى لا يحتاج إلى أى إثبات ليدرك يقينا أن نتائج الانتخابات هى محصلة عملية تزوير واسع النطاق ولا شىء آخر، وأن ما جرى داخل الحزب لم يكن سوى مسرحية عبثية لا يمكن أن تنطلى حتى على أعضاء الحزب الوطنى أنفسهم، ويكفى أن نقرأ سطور رسالة تلقيتها من الدكتور عادل حجاب، الأستاذ بكلية العلوم، رئيس قسم الجيولوجيا السابق، وهو أحد أعضاء الحزب الوطنى الذين تقدموا بأوراق ترشحهم للحزب فى انتخابات مجلس الشعب السابقة، فيما يلى نصها:

«الأستاذ الدكتور..

تقدمت بأوراقى للحزب الوطنى للترشح فى انتخابات مجلس الشعب ٢٠١٠ عن الدائرة الرئيسية بنجع حمادى بقنا، معتقداً أن الحزب سوف يضعنى ضمن قائمة مرشحيه لانتخابات مجلس الشعب. وكان أمين الحزب بقنا قد أكد لى شخصيا أن اجتياز المسارات الثلاثة هو الشرط الوحيد للاختيار، وهو نفس المعنى الذى أكد عليه أمين التنظيم بالحزب فى رسائله للمرشحين. ولأننى اعتقدت فعلا أن اختيار الحزب لقائمة مرشحيه سيتم على أسس موضوعية، أهمها الحصول على أصوات المجمعات الانتخابية فى الدائرة، فقد وافقت على دفع تبرع للحزب، وتحملت تكلفة باهظة للإعلان عن ترشحى، وحصلت بالفعل على أعلى الأصوات فى المجمعات الانتخابية، وتوقع أهالى الدائرة أن يُدرَج اسمى ضمن قائمة مرشحى الحزب، غير أننى فوجئت بأن الحزب اختار مرشحيه عن الدائرة بناء على معايير أخرى تتعلق بالتوازنات القبلية، ولم يأخذ فى الاعتبار الشروط التى كان قد وضعها بنفسه للاختيار، والتى كانت سبباً فى إقناعى بالتقدم بأوراقى للحزب، وهى الحصول على أعلى أصوات المجمعات الانتخابية.

ولأن الحزب حصل منى على إقرار مسبق بالتعهد بعدم الترشح كمستقل وسحب بطاقة الرقم القومى، إمعانا فى الحرص على عدم إقدامى على هذه الخطوة، فقد ترتب على ذلك إهدار حقى فى الترشح كمستقل، وهو ما يتنافى مع أبسط حقوقى المدنية. وأود أن أؤكد لسيادتكم أن عدداً كبيراً ممن شاركوا فى الإدلاء بأصواتهم فى المجمعات الانتخابية لصالحى هددوا بتقديم استقالات جماعية من عضوية الحزب الوطنى بسبب ما حدث.

إن سيرتى الذاتية تشهد بأننى أحق من كل مَنْ اختارهم الحزب الاشتراكى(!) فى العمل العام، لأننى حصلت على أعلى أصوات المجمعات الانتخابية. لذا أطالب برد اعتبارى.. وتفضلوا بقبول فائق الاحترام.

أ. د عادل على عبدالله حجاب، أستاذ بكلية العلوم، الرئيس السابق لقسم الجيولوجيا»

.. ولا تحتاج الرسالة منى إلى أى تعليق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.