الأقسام الرئيسية

آخر ربع كيلو كباب فى انتخابات مجلس الشعب 2010

. . ليست هناك تعليقات:

آخر تحديث: الثلاثاء 7 ديسمبر 2010 2:31 م بتوقيت القاهرة


أحمد عطية -

منظر من أعلي للجنة مدرسة صفية زغلول بشارع همفريس في ليلة الإعادة أمس الأول


تصوير: روجيه أنيس


السير بين مدرستى جمال عبدالناصر وصفية زغلول بشارع همفريس ببولاق الدكرور كان مهمة مستحيلة. كانت أغلب اللجان الانتخابية فى دوائر الإعادة أمس الأول تشهد فراغا مملا من قلة عدد المترددين، لكن اللجان الانتخابية فى الشارع الضيق الذى لا تدخله السيارات كانت تزدحم بآلاف الناخبين من أبناء بولاق الذين توافدوا على مدار اليوم. المسافة بين المدرستين أقل من 100 متر، لكن اختراق الزحام الخانق بينهما قد يستغرق 20 دقيقة.

«مين فى الانتخابات هنا؟»، يسأل رجل بملامح أوروبية يتحدث العربية بلكنة، يرتدى بذلة أنيقة ويدخن سيجارا أجنبيا، ويرد عليه أحد الذين التفوا حوله فى فضول «دول كلهم وطنى ومستقلين. مافيش أحزاب».

انتخابات الإعادة فى بولاق شهدت تحالفا بين مرشحى الوطنى خالد العدوى، فئات، وعمر زايد، عمال، وأعلن مؤيديهما عن هذا التحالف بالهتاف المسجوع «خالد وعمر، الاتنين زى القمر». أما التحالف المضاد فكان بين مرشح الوطنى المندوه الحسينى، فئات، والمرشح المستقل سيد المناعى، عمال. ولم يفلح أنصار المندوة والمناعى فى الإتيان بهتاف مبتكر، فاكتفوا بالصراخ «الله أكبر عليك يا مندوه، الله أكبر عليك يا مناعى».

الرجل الأوروبى يعرف نفسه باسمه الأول، أوتو، بتشديد التاء، ويرفض ذكر اسمه كاملا. يقول أنه يعمل بالقسم السياسى فى السفارة الهولندية دون أن يذكر مركزه فى السفارة بالضبط. جاء أوتو سيرا من المهندسين إلى همفريس ببولاق لمتابعة سير العملية الانتخابية ومشاهدتها على الطبيعة.

«قضيت يوم الانتخابات فى السويس، وكان العنف سيد الموقف»، يقول أوتو، أما اليوم فقد خلا من أحداث العنف وشهد انضباطا نسبيا، باستثناء مشاحنات قليلة بين الناخبين على أولوية الحصول على الوجبات المجانية التى يوزعها أنصار عمر زايد.

«فيه ناس بتوزع الوجبة جوة اللجنة، أو ما تدخل المدرسة على إيدك الشمال»، والحديث لإمراة عجوز تخرج من مدرسة صفية زغلول وبيدها 3 علب كارتونية عليها صور عمر زايد. العلبة تحوى داخلها ربع كيلو كباب أو كفتة أو ربع دجاجة، إضافة لبعض الأرز والعيش والمخلل وقطعة حلوى. «خد بالك إنهم بيخبوا جوة الوجبة 10 جنيه»، يقولها أحد أنصار الحسينى، متهما عمر بشراء الأصوات.

سيارات النصف نقل الحاملة للسماعات والميكروفونات الضخمة قد حجزت أماكنها منذ الصباح الباكر أمام المدرستين، تصرخ بأسماء المرشحين وأرقامهم، والزحام يزداد كثافة بعد أن قاربت اللجنة على الانتهاء.

«كل هذا الصخب ومافيش انتخابات أصلا»، يقول أوتو ضاحكا بصوت عالى، «يعنى إيه وطنى ضد وطنى؟ وحتى المستقلين سيتحولون للوطنى بعد دخول المجلس».

كان أوتو يتابع سماسرة الأصوات وهم يجمعون البطاقات الشخصية للناخبين ويقودونهم كالقطعان فى مجموعات صغيرة للإدلاء بأصواتهم، فى حين انطلق صوت يهتف فجأة «الجمّال الجمال، يا حبيبنا يا جمال». كان الهتاف يشير إلى ظهور عبدالغنى الجمال، مرشح الحزب الوطنى، فئات، الذى خسر فى الجولة الأولى من الإعادة.

الجمال ظهر فجأة بين الناخبين وسط جمع من أنصاره ثم انصرف مسرعا دون أن يوضح سبب الزيارة. «الرجل ده كان محترم جدا، علشان كده خلوه يخسر»، يقول أحمد، 25 سنة. يفسر أحمد حبة للجمال بأن الرجل دائم الزيارة لأبناء الدائرة، ينظم موائد الرحمن فى رمضان، ويدفع الرواتب الشهرية للمحتاجين والفقراء. يقول أحمد إنه أعطى صوته للجمال فى الجولة الأولى، أما اليوم، فهو مازال يبحث عمن سيدفع أكثر مقابل صوته، «لأنها خلاص ما بقتش فارقة».

السادسة والنصف مساء، والمشهد فى شارع همفريس أشبه بيوم الحشر.

يقرر أوتو الرحيل عن اليوم الانتخابى لكتابة تقرير داخلى عن الانتخابات المصرية، كما يقول. اللجنة شهدت استخداما سليما للحبر السرى، ولم تشهد حوادث عنف، لكن أوتو يؤكد ثانية أن كل ذلك لا يهم طالما لم يكن هناك تمثيلا حقيقيا للمعارضة، «فقط هناك الكثير من الضجيج دون أى معنى».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer