أعلان الهيدر

22‏/11‏/2010

الرئيسية حفل زواج الأحد المقبل

حفل زواج الأحد المقبل



بقلم سليمان جودة ٢٢/ ١١/ ٢٠١٠

لا يمر حفل زواج رسمى، دون أن يحرص صاحبه على دعوة أغلى الناس عنده، ليس فقط لحضور الحفل، وإنما ليكونوا شهوداً عليه!

وبطبيعة الحال، فإن صاحب كل مناسبة من هذا النوع، حين يفعل ذلك فإنه هو، وليس غيره، الذى يحدد موعد المناسبة، ويحدد شكل الفرح، ومكانه، وكيف يبدأ، ثم كيف يستمر إلى نهايته، ولا يستطيع أحد، بل لا يجرؤ، على أن يشاركه فى شىء من ذلك كله، لأن المناسبة - والحال هكذا - تظل مناسبته هو، والفرح يبقى فرحه هو أيضاً، كما أنه هو الذى يحدد أسماء الذين سوف يدعوهم وأسماء الذين لن يوجه إليهم الدعوة، ولا أحد يملك أن يناقشه لماذا دعا هذا، ولماذا لم يتوجه بالدعوة إلى ذاك!

هذا كله بديهى، ومنطقى، ويحدث كل يوم، ولكن لأننا اعتدنا عليه، من طول تكراره، لم ننتبه إلى أهم ما فيه، وهو أن صاحب الفرح يكون أحرص الناس على الاحتفاء بالمدعوين، وتكريم الذين سوف يشهدون، لأنهم حين يعودون إلى بيوتهم، سوف يظل كل واحد فيهم، آلة دعائية متنقلة عما رآه، وشاهده، وعاينه بنفسه من أشياء مشرفة لصاحبها!

وبالطبع فإن هناك أنواعاً أخرى من الزواج، لا يكون فيها مدعوون، ولا شهود، وتكتفى البنت بأن تقول للولد: زوّجتك نفسى!

وهذه الأنواع من الزواج يعرف ممارسوها، أنهم يفعلون شيئاً أقل ما يوصف، أنه غير طبيعى، ولذلك يفعلونه بعيداً عن أى عين!

وفى المقابل، فإن العملية الانتخابية، التى سوف تجرى يوم الأحد المقبل، تبقى فى حصيلتها النهائية، أقرب ما تكون إلى حفل زواج، سوف ينعقد على امتداد البلد، وبالتالى، فإن الحكومة بأجهزتها المختلفة تملك أن تجعلها حفلاً من النوع الأول، يتمتع بالإشهار والإعلان ودعوة الشهود، والترحيب بهم، على مسمع ومرأى من العالم، ثم تملك الحكومة، فى الوقت ذاته، أن تجعلها حفلاً من النوع الثانى، لا شهود عليه، ولا مدعوون إليه!

والمقصود بالشهود والمدعوين هنا طبعاً، هم الذين يريدون أن يأتوا من خارج الحدود، ليتفرجوا على ما سوف يجرى، بصفتهم مراقبين، على أن يعودوا ليرووا، فيما بعد، للدنيا، ماذا شاهدوا، وماذا رأوا!

من هنا فإن هذه الحساسية المفرطة تجاه أى رقابة خارجية على انتخاباتنا، هى بلا مبرر، وبلا معنى، لأن أى رقابة من هذه النوعية تأتى إلينا، إنما تأتى بدعوة منا، وبإذنٍ، وتعمل وفق معايير وضعناها نحن كحكومة، مسبقاً، ولهذا السبب، فإن مسؤولينا حين يرفضونها، ابتداءً ودون نقاش، فإنهم دون أن يدروا يمارسون ما يمارسه كل صاحب زواج غير رسمى، يعقده فى غرفة مظلمة، ولا يرغب فى إطلاع أحد عليه، لأنه فى قرارة نفسه يعرف أنه يرتكب ما لا يريد أن يراه منه أحد.. وعلينا إذن، أن نختار أى نوع من الزواج نريده الأحد المقبل!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.