هشام الصادق يكتب: إلى مواليد التسعينيات من أبناء الفيس بوك.. عيشوا عيشة أهاليكم شوية
الخميس، 11 نوفمبر 2010 - 12:17
نجح أحد قراء "اليوم السابع" فى احتلال المركز الأول فى الموضوعات الأكثر تعليقاً من خلال مقاله الذى ناقش فيه مواقف شباب الفيس بوك وحركات التغيير وانتقاداتهم للرئيس مبارك، وذلك بشكل بسيط وظريف قارن خلاله بين أحوال مصر والخدمات والمرافق بها قبل وبعد تولى مبارك، مطالباً هؤلاء الشباب أن يتذكروا الأجواء التى عاش فيها أهاليهم، ويقارنوا بينها وبين ما يعيشونه الآن، وذلك دفع الكثير من القراء للاشتباك معه، سواء بالنقد اللاذع، أو تعضيد المعانى التى وردت فى مقاله.. و"اليوم السابع" يعيد نشر المقال مرة أخرى لإتاحة الفرصة للقراء للاطلاع عليه، وفيما يلى نص المقال..
"العيال اللى قاعدين ع الفيس بوك يتريقوا على كلمة إنجازات مبارك وحملة الحزب الوطنى وعد فأوفى.. والشباب الكول اللى مغرق نفسه حركات إشى 6 إبريل وإشى 9 مارس، وكلهم خلاص مش عاوزين الرئيس مبارك، واضح إن كلهم مواليد التسعينات بعد افتتاح دريم بارك وتشغيل شبكة المحمول.. أحب أقولهم عيشوا عيشه أهاليكم شويه.. واسمحولى معلهش أزعجكم شويه وأفكركم أهاليكم كانوا عايشين إزاى قبل مبارك.
شارعنا كان فيه 3 عربيات فقط لا غير، ومنهم سيارة والدى الرهيبة الـ"128"، وكنت كل يوم أنزل بالمفتاح للعيال فى الشارع ينقلوها علشان يلعبوا كورة (ملحوظة كنا نسكن شارع رئيسى يمر فيه اليوم مترو الأنفاق).
عمارتنا كان فيها تليفونين، واحد فى الدور الثانى وواحد عندنا فى الخامس، وكانت العمارات الثلاث تتناوب عليهما لدرجة فكرنا يوما أن نضع عدة على السلم برة.
أصحابى فى الصيف كانوا ينزلوا كل يوم 9 صباحا يتنقلوا من طابور لطابور على بقالين المنطقة لحد كل واحد ما يرجع لابوه بعلبتين سجاير سوبر (ملحوظة الحمد لله أبى لم يكن مدخنا) أجدع بقال كان عنده 3 أصناف جبنه بيضه وجبنه رومى وحلاوه.. الجبنه النستو جت بعد 81.
وكانت العائلة كلها بتستحمى بصابونة واحدة.. هى هى بس كل كام شهر يغيروا اسمها، وكان عند البقال مفيش أنواع هو يا صابون وش يا صابون مواعين يا رابسو للغسيل.
وكنت سيادتك لما تيجى تتجوز تحجز ثلاجة وتحجز بوتاجاز وتحجز قطن علشان المراتب.. ويا عالم تستلمهم قبل الجواز والا بعد ما تخلف.. ويقال إن والدى استلم البوتاجاز يوم ولادة أخويا الأصغر، والأنبوبة بعدها بـ 6 شهور.
مصر كلها كانت بتتمرجح وتركب عربيات التصادم فى ملاهى "أدهم لان" (السندباد فتحت 85 وطبعا دريم بارك فتحت 98) مصر كلها كانت بتصيف فى مكانين لا ثالث لهما.. شارع خالد ابن الوليد وجمصه.. مين ينسى حفلات عمر فتحى فى جمصة.
المشروب الرسمى للشعب المصرى كان عصير القصب واسباتس ده كان للضيوف، وكل اللى بتبرقعوا فيه دلوقت ده جه بعد 81.
التليفزيون كان بيفتح الساعة 5 ويقفل الساعة 12 ويسهر شويه يوم الخميس، والقنوات كانوا اتنين القناة الخامسة والقناة التاسعة بعد كده سموهم الأولى والتانية.. وكان برنامج الأطفال الوحيد يوم الجمعة صباحاً.
التلفزيون القديم كان شغال بالمكثف، فكنت تفتحه وتستنى ربع ساعة على ما يولع، ولما جه التليفزيون الترانزيستور اللى تفتحه يشتغل على طول كنا حنتجنن.
وكان كل شارع فيه مخبأ علشان الغارات فى الحرب، وكل عمارة كانت بانيه سد طوب كده قدام الباب قال يعنى القذيفة لو جت مش حتدخل العمارة، وكان لون الزجاج (معظمه) مازال أزرق من آثار حرب أكتوبر.
وكانت الكهرباء مقطوعة معظم فترات النهار والمياه كذلك وحرارة التليفون من المعجزات.
وأخيراً كانت مصر لم تحقق أى بطولة رياضية أفريقية، ورصيد ميدالية واحدة أوليمبيه من قبل الثورة.. وكل ما حققته مصر من بطولات فى كرة القدم والاسكواش والمصارعة ووووو جاء بعد 1986.
أصدقائى مواليد التسعينيات أتمنى أن أكون قد قدمت لكم فكرة مبسطة عن الحياة فى بر مصر قبل افتتاح دريم بارك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات