إقرأ في إيلاف أيضاً: |
بعد الصدمة والإرباك... دبلوماسيات العالم تنتقل إلى الهجوم المضاد السعودية: تسريبات ويكيليكس لا تعنينا ومواقفنا واضحة |
أكدت الخارجية السعودية أن الوثائق التي نشرها موقع ويكيليكس والتي زعمت أن الرياض دعت لضرب مفاعل إيران "لا تعنيها" ولا علاقة لها بنشر هذه الوثائق في وقت لم يصدر عن االدول الخليجية المعنية الأخرى أي رد حتى الآن.
كسرت الخارجية السعودية حاجز الصمت في ما يتعلق بالوثائق الأميركية التي نشرها موقع "ويكيليكس" وزعمت أن الرياض دعت لضرب مفاعل إيران النووي بإعلانها أن لا علاقة لها بنشر هذه الوثائق ولا تعرف مدى مصداقيتها، فيما لا تزال بقية دول الخليج تلتزم الصمت حتى لحظة إعداد هذا التقرير.
ومما تسرّب من هذه الوثائق التي كانت عبارة عن ملخصات دبلوماسية وتقارير سريّة كتبها عدد من المسؤولين الأميركيين، فإن الواضح أن زعماء دول الخليج يستبد بهم القلق من بروز إيران النووية على بعد أميال من حقول النفط التي تغذي نصف احتياجات العالم من النفط أو ما يزيد، وهو ما جعلهم يطلبون من واشنطن الضغط غلى طهران بشتى الطرق.
وفيما نقلت الوثائق زعم سفير السعودية في واشنطن عادل الجبير أن الملك عبد الله بن عبد العزيز يدعو الولايات المتحدة إلى ضرب إيران لوقف برنامجها النووي، فإن ملك البحرين الشيخ حمد آل خليفة كان الأكثر صراحة عند الحديث عن إيران بقوله لدى استقبال الجنرال ديفيد بترايوس أن "خطر تركه (البرنامج النووي) مستمرا يفوق خطر إيقافه".
ووصف ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد احمدي نجاد بأنه "شبيه لهتلر"، بينما قال رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم، الذي يوصف من قبل المحللين بأنه أكثر "عشاق إيران في المنطقة"، بأنه يكذب على الإيرانيين وهم يكذبون عليه في الوقت ذاته.
وقالت مصادر خليجية تحدثت مع "إيلاف" أنه "من الصعب القبول بهذه الوثائق أو نفيها لأن ذلك يضع مصداقية هذه الدول (الخليجية) على المحك". وتضيف المصادر أن "ما نشر من الوثائق هو وجهة نظر المسؤولين الأميركيين بعد محادثاتهم مع نظراء لهم في الخليج وربما يكون ما كتبوه هو ما أرادوا سماعه لا ما قيل لهم".
وأشارت المصادر التي كانت حصيلة اتصالات أجريت في كل من الرياض ودبي والكويت أن "السبيل الوحيد للتأكد من دقة ما نسب إلى المسؤولين الخليجين هو مقارنة محاضر الإجتماعات في وزارات خارجية بلدان الخليج الست مع ما نشر من وثائق أميركية رغم أن ذلك ليس سهلا ومعتاداً".
وحسب ما تعلمه "إيلاف" فإن الأكثر إحراجاً لدول الخليج هو ما ستنشره هذه الوثائق، التي لم تنتشر كافة أسرارها حتى الآن نظراً لكثرتها وصعوبة ترجمة آلاف الوثائق في يومين، حول الخلافات بين الدول الست فيما يتعلق بالحدود والتوجهات السياسية، ومحاولات بعضها استمالة واشنطن إلى صفها في مواجهة دول أخرى.
وكان اللافت في الوثائق المنشورة حتى الآن أن حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد كان المسؤول الخليجي الوحيد الذي لم ينسب إليه دعم فكرة مهاجمة إيران لإيقاف برنامجها النووي.
ونشرت صحيفة الغارديان البريطانية مساء الأحد الوثائق الأميركية التي زعمت أن ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة أكد في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر 2009 خلال استقباله الجنرال الأميركي ديفيد بترايوس أنه "يجب وقف هذا البرنامج"، مضيفا أن "خطر تركه مستمرا يفوق خطر وقفه".
وكتب دبلوماسي في التاسع من شباط/فبراير 2010 أن ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد "يعتبر أن منطق الحرب يسود المنطقة، وهذه القراءة تفسر هاجسه بتعزيز قوات الإمارة". وقال خلال لقاء مع وزير الخزانة الأميركي تيوثي غايتر في تموز/يوليو 2009 إن "حربا تقليدية مع إيران على المدى القريب أفضل بشكل واضح من التداعيات الطويلة المدى لحصول إيران على السلاح النووي".
وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني خلال لقائه مساعد وزير الطاقة الأميركي دانيال بونينان في العاشر من كانون الأول/ديسمبر 2009، "إنهم يكذبون علينا ونحن نكذب عليهم"، واصفا العلاقة بين بلاده وإيران. كذلك، كتب دبلوماسي آخر من القاهرة في شباط/فبراير 2009 أن الرئيس المصري حسني مبارك "يكن كرها شديدا للجمهورية الإسلامية".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات