تاريخ النشر: 29 نوفمبر الساعة 1:23 ت غ
أخر تحديث: 30 نوفمبر الساعة 8:17 ت غ
كشفت النتائج الأولية لفرز صناديق انتخابات مجلس الشعب المصري عن فوز الحزب الوطني الذي يرأسه حسني مبارك بأغلبية المقاعد في الجولة الأولى، فيما حصل حزب الوفد على 3 مقاعد، وخرجت جماعة الإخوان المسلمين التي أقرت بخسارتها جميع المقاعد من المنافسة، ولها 12 مرشحاً فى جولة الإعادة.
عماد أحمد وأحمد عدلي وصبري حسنين من القاهرة، وكالات: تواصلت عمليات فرز الأصوات في كل الدوائر الإنتخابية في الجولة الأولى من انتخابات مجلس الشعب المصري، وسط اتهامات واحتجاجات واسعة من المعارضة والمستقلين بحدوث عمليات تزوير واسعة لمصلحة مرشحي الحزب الوطني الحاكم.
ووصفت جماعة الإخوان المسلمين الإنتخابات بـ"مهزلة". وقال الدكتور محمد سعد الكتاتنى، عضو مكتب الإرشاد، الذى خسر مقعده فى المنيا، إن "النظام صنع برلماناً على مزاجه وليس لإرادة الناخب أي دور". وأكد الكتاتني أن الجماعة لن تسكت على ما حدث وأنها ستكشف عن إجراءات ستتخدها فى الأيام المقبلة.
من جانبه، توقع الأمين العام للحزب الوطني صفوت الشريف أن تكون المنافسة فى الإعادة أقوى. وأضاف، فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أنه يجب عدم التسرع فى الحكم على الإنتخابات، وأنه لا بد من الإنتظار لحين انتهائها تماماً.
وقالت اللجنة العليا للإنتخابات إنها سوف تعلن ظهر اليوم الثلاثاء نتائج انتخابات مجلس الشعب. وأضافت اللجنة أيضا أن نسب التصويت في العملية الإنتخابية كانت أقل من المتوسط، حيث بلغت في مجملها قرابة 30% من أعداد الناخبين المقيدين بالجداول الانتخابية.
تحدثت الصحف المصرية في نتائج مؤقتة نشرتها الثلاثاء عن فوز كبير للحزب الوطني الديموقراطي الحاكم في الدورة الأولى من انتخابات مجلس الشعب بينما واصلت المعارضة التي حصلت على بعض المقاعد تنديدها بحدوث تزوير. التفاصيل
وأكدت النتائج الأولية لعمليات الفرز فوز كل من اللواء عبد السلام محجوب وزير الدولة للتنمية المحلية والدكتور مفيد شهاب في الإسكندرية، وفوز أمين أباظة وزير الزراعة والدكتور على مصيلحي وزير التضاممن الإجتماعي في محافظة الشرقية، وفوز الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب والدكتور بطرس بطرس غالي والمهندس سامح فهمي وزير البترول في محافظة القاهرة، وفوز فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولي في بورسعيد، والدكتور محمد نصر علام وزير الموارد المائية والري في محافظة سوهاج، وفوز الدكتور سيد مشعل وزير الإنتاج الحربي.
فاز أيضًا من الحزب الوطني كل من أمين التنظيم في الحزب الوطني الحاكم أحمد عز، ورئيس لجنة الصناعة والطاقة في مجلس الشعب المهندس محمد أبو العنين، ورئيس لجنة الشؤون العربية في مجلس الشعب اللواء سعد الجمال، والدكتور أمين مبارك ابن عم الرئيس حسني مبارك في محافظة المنوفية، كذلك فازت الدكتورة آمال عثمان وكيل مجلس الشعب المصري في محافظة الجيزة.
وأشارت النتائج الأولية إلى سقوط عدد كبير من رموز المعارضة والمستقلين، من أبرزهم مصطفى بكري، الذي خسر بعد معركة شرسة أمام سيد مشعل وزير الإنتاج الحربي. وعقب إعلان النتيجة أعلن أنصار بكري تذمرهم، واعتصموا أمام مقر لجنة الفرز.
وقال مصطفى بكري إنه تقدم بشكوى لرئيس اللجنة العليا للإنتخابات بعدما أعلن القاضي فوز سيد مشعل بـ20332 صوتاً، وحصول بكري على 19865 صوتاً، وبذلك أصبح إجمالي عدد الأصوات 40197، وعدد الأصوات الصحيحة 35 ألف صوت، وهناك 5000 صوت غير موجودين، وما زال أنصاره معتصمين في انتظار التحقيق في الشكوى.
كما أعلن خسارة منير فخري عبدالنور سكرتير عام حزب الوفد والمرشح على مقعد الفئات في دائرة جرجا في سوهاج، بعدما كان قد أعلن فوزه في وقت سابق، وقد تقدم حزب الوفد بطعن للجنة العليا للإنتخابات. وأكد الحزب أن هناك تلاعبًا في لجنة الفرز أدى إلى استبعاد 20 صندوقًا من لجنة الفرز كانت لمصلحة عبد النور، ما يعني بطلان عملية الفرز.
وأعلن كذلك خسارة الفنانة سميرة أحمد مرشحة حزب الوفد في القاهرة، وخسارة كل من الدكتور سعد الكتاتني رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين ومرشح الجماعة في المنيا جنوب مصر، والدكتور جمال زهران النائب المستقل السابق في مجلس الشعب، ومحسن راضي عضو مجلس الشعب عن جماعة الإخوان، وعلاء عبد المنعم مرشح حزب الوفد.
في المقابل أعلن فوز الدكتورة منى مكرم عبيد القيادية البارزة في حزب الوفد، وكذلك اللواء سفير نور، ورجل الأعمال البارز رامي لكح مرشحي حزب الوفد، ولم يتأكد بعد فوز طاهر أبو زيد نجم الكرة والمرشح عن الحزب نفسه، في الوقت الذي أعلن فيه إعادة الانتخابات لرئيس حزب الكرامة تحت التأسيس حمدين صباحي، الذي كان قد أعلن انسحابه من الإنتخابات بعد ظهر يوم الإنتخابات احتجاجًا على ما تعرضت له العملية الإنتخابية من أعمال تزوير واسعة، وهو ما نفاه بشدة أمين التنظيم في الحزب الوطني الحاكم أحمد عز، معتبرًا ذلك "كذبًا وافتراء".
هذا وقد بدأ الإخوان المسلمون في تقديم عدد من الطعون أمام محكمة القضاء الإداري في مجلس الدولة، بهدف إلغاء العملية الإنتخابية، وقد تقدم محاموهم بنحو 61 طعنًا، ووصف عضو الكتلة البرلمانية للجماعة المحامي أحمد أبو بركة، هذه الطعون بأنها الأكبر في تاريخ أي انتخابات مصرية، متوقعًا زيادة عددها إلى نحو 275 طعنًا، بعد تقديم مرشحين من غير الإخوان طعونًا جديدة خلال الأيام المقبلة.
وأضاف أنه حينما ستصدر "الأحكام الموضوعية" لن يكون بإمكان الحزب الحاكم إبطال عضوية 275 عضوًا في مجلس الشعب، وسينشأ فراغ دستوري ما يضطره إلى توجيه الدعوة لانتخابات مبكرة لأن عدد الطعون سيتجاوز نصف الدوائر، موضحًا أن ذلك يعضد إحالة عدد من الطعون على المحكمة الدستورية العليا من أجل إبطال دستورية بعض النصوص الحاكمة لعملية الإنتخاب التي أوصت بتعديلات على قانون تنظيم مباشرة الحقوق السياسية.
إلى ذلك أكد الدكتور سعد الكتاتني رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين ومرشح الجماعة في المنيا جنوب مصر، أنه لم ينجح أي مرشح من جماعة الإخوان المسلمين، بينما يدخل عدد منهم جولة الإعادة الأحد المقبل. يأتي ذلك على الرغم من حصول الإخوان على 88 مقعدًا عام 2005، في مجلس الشعب المنتهي ولايته، وكان عدد من قيادات الحزب الوطني الحاكم قد أكدوا في تصريحات سابقة على الانتخابات أن ما حدث في انتخابات عام 2005 لن يتكرر هذه الإنتخابات.
وكان الكتاتني قد أكد في تصريحات سابقة إعلان خسارته أنه تم تعليق نتيجته رغم فوزه بفارق كبير لمحاولة إسقاطه أو دخوله للإعادة، بينما أوضح أن لديهم عددًا من المقاعد تؤكد لهم الإعادة، ومنهم د.حازم فاروق في الساحل وعبد العظيم أحمد أبو سيف في محافظة أسيوط، وعبد اللطيف علي قطب في محافظة بني سويف.
وكذلك حال زكريا الجنايني وأسامة سليمان في البحيرة، ومجدي عاشور في النزهة في القاهرة، وعادل حامد في السيدة زينب ويحيى المسيري وسيد عسكر في الغربية، ويسري بيومي في مصر القديمة ورمضان عمر في حلوان وخالد بنورة في أتميدة في الدقهلية وياسر حمودة في أسطنها في المنوفية.
بينما ما زالت هناك نتائج معلقة، منها الدكتور أسماء كسعد الكتاتني في المنيا، ومحمود حلمي في القوصية في أسيوط، وسعد الحسيني في المحلة، كما إن هناك أنباء عن فوز مرشحة الإخوان على مقعد الكوتة في البحيرة منال إسماعيل، ولم تتأكد رسميًا ولم تعلن النتائج بشكل قاطع في معظم الدوائر نتيجة خلافات على بعض الصناديق.
وكانت النتائج الأولية لانتخابات مجلس الشعب التي جرت في مصر أظهرت أمس تفوق الحزب الوطني الحاكم في غالبية الدوائر وفوز عدد كبير من مرشحيه في الجولة الأولى من الإنتخابات بنسب تجاوزت 50% من عدد الأصوات، فيما ضمن حزب الوفد 5 مقاعد في البرلمان وسط توقعات بارتفاع هذا العدد إلى 7 مع إعلان النتائج الرسمية للجولة الأولى المتوقعة غدا الثلاثاء.
وأشارت تقديرات نشرتها الصحف يوم الإثنين الى ان نسبة المشاركة في انتخابات الاحد بلغت نحو 25 بالمئة ما يعني مشاركة عشرة ملايين من 40 مليون ناخب مسجل وهي نسبة تزيد قليلا عن نسبة المشاركة في انتخابات 2005 التي بلغت قرابة 23%. ونشرت بعض الصحف المستقلة والحزبية صورا ومقالات تظهر حدوث اعمال تزوير و"بلطجة" واسعة على حد قولها. التفاصيل
وأظهرت المؤشرات الأولية لانتخابات البرلمان المصري التي أعلنتها اللجنة العليا للإنتخابات وغرف العمليات للأحزاب تفوق الحزب الوطني في غالبية الدوائر الإنتخابية التي تم إعلان نتائج الفرز الأولية فيها، والدوائر التي أوشكت عمليات الفرز فيها على الإنتهاء، حيث من المتوقع أن تكون غالبية الدوائر قد أعلنت نتائجها بشكل منفصل في الساعات الأولى من الصباح الباكر.
وباستثناء الوزير سيد مشعل وزير الإنتاج الحربي الذي يتنافس في دائرة حلوان مع النائب مصطفي بكري، فإن كل دوائر الوزراء المرشحين وقيادات الوطني البارزة تكاد تكون محسومة لهم من الجولة، حيث تفوق وزير المالية بطرس غالي في دائرة المعهد الفني في شبرا، وكذلك باقي الوزراء المرشحين كل في دوائره حيث من المتوقع أن يتم الإعلان الرسمي عن فوزهم خلال ساعات.
وتشير النتائج إلى احتفاظ الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب بمقعده عن دائرة السيدة زينب، كذلك احتفاظ الدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية بمقعد عن دائرة الزيتون أيضا تفوق وزير البترول سامح فهمي في دائرة مدينة نصر بعد انسحاب منافسه الأخواني من الانتخابات، وحصد الدكتور علي مصيلحي وزير التضامن الإجتماعي في دائرة أبو كبير نسبة أصوات مرتفعة قد تؤهله للفوز من الجولة الأولى.
كذلك تشير المؤشرات إلى تفوق الدكتور مفيد شهاب وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية في دائرة محرم بك على مقعد الفئات في مدينة الإسكندرية، وكذلك الوزير محمد عبد السلام المحجوب وزير التنمية المحلية ومحافظ الإسكندرية الأسبق الذي تفوق على مقعد الفئات في دائرة الرمل بالإضافة إلى تفوق وزير الري والموارد المائية في دائرة جهينة في محافظة سوهاج، وعلى الرغم من غياب أمين التنظيم في الحزب الوطني المهندس احمد عز عن الدائرة الانتخابية "منوف" وتواجده داخل غرفة العمليات المركزية في الحزب في محافظة القاهرة إلا أن النتائج الأولية تثبت تفوقه من الجولة الأولى وخسارة منافسة الأخواني المقعد.
نتائج متقاربة
وفي دائرة حلوان التي يتنافس فيها سيد مشعل وزير الدولة للإنتاج الحربي مع الكاتب الصحافي مصطفى بكري والذي يعتبر أحد رموز المعارضة المصرية لا تزال النتيجة متقاربة بينهما في عمليات الفرز بعد أن شهدت عمليات التصويت أحداث عنف بين أنصار المرشحين لا سيما، وسط حديث من أنصار بكري أن الوزير استغل العاملين لديه في المصانع في حشدهم والتصويت لصالحه.
وفي دائرة قصر النيل لا تزال الإعلامية جميلة إسماعيل تنافس على مقعد الفئات مع مرشح الحزب الوطني في الدائرة هشام مصطفي خليل حيث أسفرت عمليات الفرز المستمرة حتى الآن عن تساويهما في عدد الأصوات بعدما قامت جميلة بالطعن على 7 صناديق قالت إنه حدث فيها تلاعب فيما قبلت اللجنة الطعن على 3 صناديق.
ومن خلال عمليات الفرز الأولية خسر النائب الوفدي علاء عبد المنعم مقعده بعد أن أظهرت المؤشرات الأولية اكتساح مرشح الحزب الوطني الحاكم حيث تقدم عبد المنعم بطعون على 3 صناديق قال إنه تم التزوير فيها لصالح مرشح الحزب الحاكم، لكن حتى الآن لم يبت فيها.
وحتى الآن تشير المؤشرات إلى تراجع كبير لعدد المقاعد التي حصدها الأخوان، في الانتخابات إذ تؤكد النتائج الأولية خسارة الجماعة لمقاعد محافظة المنيا جميعها، والتي كان من بينها مقعد رئيس الكتلة البرلمانية للأخوان النائب محمد سعد الكتاتني، وفقا لموقع الحزب الوطني الذي أعلن تفوق مرشحيه على مرشحي الجماعة المحظورة قانونا.
فيما قالت الجماعة إن 4 من مرشحيها متقدمون في دوائر الساحل والمحلة وحلوان والشرقية فيما يتجه اثنان من المرشحين إلى الإعادة مع مرشحي الحزب الوطني، بينما تشير المؤشرات إلى احتمال تفوق أحد نواب الأخوان دوائر الإسكندرية وتجاهلت موقف النواب في محافظة المنيا، وذلك وفقا الموقع الرسمي للجماعة.
وبهذه المؤشرات يبدو أن تمثيل الأخوان في البرلمان الجديد لن يصل إلى 88 مقعداً، كما كان في المجلس السابق، كما أن عددا من قيادات الجماعة في البرلمان لن يحصلوا على مقاعدهم، وهو ما أرجعوه في تصريحات لهم نقلها موقع الجماعة إلى عمليات التزوير من قبل الحزب الوطني.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش في بيان أصدرته الاثنين أن المواطنين المصريين "لم يتمكنوا من المشاركة في انتخابات حرة" خلال الدور الأول من انتخابات مجلس الشعب. وقال نائب مدير إدارة الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش جو ستورك إن "السلطات وعدت بأن يتمكن المجتمع المدني المصري من مراقبة الإنتخابات بما لا يجعل هناك حاجة إلى مراقبين دوليين".
واشنطن تشعر بخيبة أمل وقلق من التقارير حول المشاكل في الإنتخابات المصرية
قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة تشعر بخيبة أمل وقلق بعد التقارير التي تحدثت عن تدخل وترهيب ومشاكل أخرى في الإنتخابات التشريعية في مصر. وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي إن "التقارير التي جاءت من مراقبين محليين للمجتمع المدني وممثلي مرشحين ومسؤولين حكوميين حول سير الإنتخابات تشكل مصدر قلق لنا".
وأضاف "نشعر بخيبة أمل من التقارير في المرحلة التي سبقت الإنتخابات من عرقلة أنشطة الحملة الانتخابية لمرشحي المعارضة واعتقال مؤيديهم ومنع بعض أصوات المعارضة من الوصول إلى وسائل الإعلام".
الإخوان غاضبون
وأفادت الأنباء أن الحزب الوطنى الديموقراطى تقدم ببلاغ إلى اللجنة العليا للإنتخابات بشأن استخدام العنف ضد مرشحى وأنصار الحزب فى عدد من الدوائر وذلك من جانب بعض المرشحين التابعين لجماعة "الإخوان المسلمين". وصرح الأمين العام للحزب صفوت الشريف بأن هذا البلاغ يأتى التزاما من جانب الحزب بالقانون والأحتكام إلى اللجنة العليا للإنتخابات.
كما اتهم البلاغ مراسلي عدد من الجهات الإعلامية بنقل وقائع مغلوطة مرسلة إليهم برسائل التليفون المحمول دون التحقق من صحتها، بالإضافة إلى تبني مواقف منحازة لصالح بعض المرشحين. من جهتها نفت جماعة الإخوان المسلمين في مصر أنه في مخططها اللجوء إلى العنفً.
وقال شهود عيان ومصادر أمنية مصرية إن عشرات المصابين سقطوا يوم الإثنين خلال اشتباكات مع الشرطة بعد إعلان نتائج لانتخابات مجلس الشعب التي يقول معارضون ومراقبون أن مخالفات واسعة شابتها. هذا وأعلن عدد من مرشحي جماعة الإخوان انسحابهم من الإنتخابات بسبب عمليات التزوير مؤكدين أنهم سيلجأون إلى القضاء لإبطال الإنتخابات التي وصفوها بالمزورة
وفاز حزب الوفد الذي ترددت أنباء قبل الإنتخابات أنه دخل في صفقة مع الحكومة من أجل الحصول على مقاعد في البرلمان بـ 5 مقاعد من الجولة الأولى، فيما لا يزال الباب مفتوحا أمام عدد كبير من مرشحي الوفد لإضافة مقاعد لأعرق الأحزاب المصرية.
فقد حسمت فعليا 5 مقاعد للحزب، جاءت كالتالي منير فخري عبد النور في دائرة جرجا بسوهاج، وعمران مجاهد بدمياط وماجدة على مقعد كوتا المرأة في الإسماعيلية واللواء سفير نور في الدقي ومسعد المليجي في بورسعيد، فيما اقترب رجل الأعمال رامي لكح والكابتن طاهر أبو زيد مرشح الوفد من الفوز من الجولة الأولى أيضا. كذلك ترددت أنباء عن فوز اثنين من مرشحي حزب التجمع المعارض إلا أنه لم يتم التأكد من مدى مصداقية المعلومة حتى ساعة إعداد التقرير.
إلى ذلك ، تعرضت قناة بي بي سي عربي والتي تقوم بنقل تغطية مباشرة من القاهرة إلى تشويش متعمد على خدمتها التقنية حيث لم تتمكن من استضافة أي من الضيوف على الهواء خلال نشرات الثامنة والعاشرة من مساء أمس حيث كانت عمليات التشويش تتم فور الظهور على الهواء، ما دفع القناة إلى الإعتذار لعدد من الضيوف كان من المفترض أن يظهروا على شاشتها للتعقيب على ما جرى في انتخابات الأمس.
وتأتي عمليات التشويش من قبل جهات غير معلومة بالنسبة إلى القناة، وذلك بعد ساعات من انتقاد الحزب الوطني الحاكم للتغطية الإعلامية التي تقوم بها، والذي أكد أن القناة تقوم ببث إشاعات مغرضة عن سير مجريات العملية الانتخابية.
وقالت مصادر أمنية وشهود عيان في محافظة كفر الشيخ شمال مصر اليوم الاثنين إن قنبلة حارقة ألقيت على خيمة لفرز الأصوات في المدينة ما أدى إلى احتراق صناديق اقتراع لانتخابات مجلس الشعب التي أجريت يوم الأحد.
وقال مصدر إن الشرطة تشتبه في أن أنصار مرشح مستقل ألقوا القنبلة على الخيمة ليلة الأحد بعد تجمهرهم أمامها عقب شائعة عن محاباة القائمين بعد الأصوات لمرشح الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم. وأضاف أن رئيس اللجنة القضائية المشرفة على فرز الأصوات والموظفين فروا بعد اشتعال النار في الخيمة وأن قوات مكافحة الشغب استعملت القنابل المسيلة للدموع في تفريق أنصار المرشح حسن الجندي.
واعتبر القيادي الرفيع المستوى في الإخوان المسلمين عصام العريان الاثنين أن الإنتخابات التشريعية التي جرى دورها الأول الأحد "باطلة والتزوير واضح". وأكد العريان لوكالة فرانس برس أن "الإنتخابات باطلة والتزوير واضح" مضيفا أنه "حتى نتائج الفرز يتم التلاعب بها".
وقال "طوال الليل هناك تغييرات مستمرة في النتائج التي تعلنها اللجان العامة في الدوائر، بمعنى أنه يتم إعلان نتيجة ثم تغييرها وضباط الشرطة هم الذين يعطون التعليمات بشأن كيفية خروج النتائج". وأضاف "حتى الآن اللجان التي أعلنت نتائجها هي تلك التي استبعد منها مرشحو الإخوان أما تلك التي يحتمل، رغم التزوير، أن ينجح فيها مرشح للإخوان أو أن يشارك في الدور الثاني للإنتخابات فلم تعلن حتى الآن".
أيمن نور يرفض الإعتراف في النتائج
وفي سياق متصل أعلن حزب الغد المصري المعارض جبهة الدكتور أيمن نور عدم اعترافه بنتائج انتخابات مجلس الشعب التي جرت أمس مؤكدا أن هذه الإنتخابات هي الأعنف، والأكثر مغايرة لإرادة الناس والأوسع تدخلا وسطوة من جهات الأمن وبلطجة الحزب الحاكم.
وقال الحزب في بيان له في ساعة مبكرة من صباح اليوم إنه لا يعترف بالإنتخابات البرلمانية التي جرت أمس مؤكدا رفضه كل النتائج المترتبة عليها ومطالبا الأمة المصرية بتجريد هذا الهزل من أي شرعية- على حد وصف البيان.
ودعا البيان الذي وصل إيلاف نسخة منه كافة القوى والأحزاب السياسية الحية للمشاركة في الجمعية الوطنية للتغيير وتبنى المقترح المطروح للنقاش والتداول بين الشركاء في الجمعية التي يترأسها الدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالإعلان عن برلمان بديل تحت مسمى "الجمعية التشريعية الوطنية"استنادا إلى شرعية مليون توقيع لمواطنين مصريين اجتمعت كلمتهم على ضرورة التغيير الديمقراطي على أكثر من ثلاثة أرباع مليون صوت انحازوا إلى برنامج التغيير في الانتخابات الرئاسية الماضية والتي حل فيها أيمن نور وصيفا للرئيس مبارك
وأكد البيان أن حزب الغد يرى أن البرلمان البديل هو خطوة إيجابية واستحقاق واجب في مواجهة أهواء النظام الإستبدادي على مصادرة البرلمان وإلغاء معنى الإنتخابات وجدوى المشاركة فيها مطالبا القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني التي اشتركت في الإنتخابات بمقاطعتها لفضح ما أسماها العملية الهزلية وتجريدها من الشرعية الكاذبة التي تسعى السلطة للوصول عليها.
وأكد أن تبني المشروع المتداول بين الشركاء في الجمعية الوطنية بتأسيس برلمان بديل "الجمعية التشريعية الوطنية" وتحويل المشروع لخطوة حقيقية في طريق العصيان المدني للخلاص من أوضاع طال انتظار الأمة للخلاص منها.
حمدين صباحي يدخل دور الإعادة مع مرشح "الوطني"
من جهتها،أعلنت اللجنة العامة للإنتخابات في دائرة الحامول والبرلس في محافظة كفر الشيخ (دلتا النيل) التي ثار جدل واسع حول ما شهدته الاحد من عنف ومخالفات، أن المرشح الناصري حمدين صباحي ومنافسه من الحزب الوطني الحاكم عصام عبد الغفار سيخوضان انتخابات الإعادة الأحد المقبل.
وقال أمين اسكندر مدير الحملة الإنتخابية لصباحي لوكالة فرانس برس أن رئيس اللجنة العامة في الدائرة القاضي إيهاب فرج "استبعد قرابة 60 صندوقا لما شابها من تزوير". وأعلن صباحي، وهو نائب في البرلمان المنتهية ولايته، الأحد انسحابه من الإنتخابات احتجاجا على "التزوير" لصالح الحزب الحاكم.
وأعلنت اللجنة العليا للإنتخابات أنها ستعلن النتائج الرسمية للدور الأول الثلاثاء على أن يجرى الدور الثاني الأحد المقبل. ويعد حمدين صباحي وجها بارزا من وجوه المعارضة المصرية وهو يترأس حزب الكرامة الذي رفضت لجنة الأحزاب منحه ترخيصا رسميا. وأبدى صباحي رغبته أكثر من مرة في الترشح في الإنتخابات الرئاسية مطالبا بتعديلات دستورية لتمكين المستقلين من الترشح.
وكان أمين التنظيم في الحزب الوطني أحمد عز قال الأحد إنه "لم يحدث تزوير" في دائرة الحامول والبرلس وأن "عصام عبد الغفار في طريقه للفوز" بمقعد هذه الدائرة.
مواقف وطرائف ومتناقضات
صبري حسنين: رغم العنف الذي تزامن مع إجراء الإنتخابات النيابية المصرية، إلا أنه تخللها الكثير من المواقف الطريفة والمتناقضة، التي رصدتها "إيلاف"، ومنظمات المجتمع المدني من خلال مراقبيها.
في دائرة الجيزة، اجتمعت مجموعة من العاطلين في مقهى، في حين اجتمع بعض زوجاتهم وبناتهم في منزل أحدهم، وقرروا عدم التوجه إلى مراكز الإقتراع إلا في النصف الثاني من اليوم، حيث سيحصلون على مقابل مادي للتصويت، وفي الثالثة عصراً توجهوا إلى لجان الإقتراع، وهناك وجدوا أن أنصار أحد المرشحين يعرضون عليهم التصويت له، مقابل خمسين جنيهاً للصوت، وبعد التفاوض ارتفع المبلغ إلى مئة جنيه. فأدلوا بأصواتهم، واتصلوا بنسائهم، للحضور، ولكن حظ النساء كان سيئاً، حيث لم يجدن الشخص الذي منح رجالهن الأموال.
ولم تكن للنساء معرفة بأي من المرشحين سوى رجل الأعمال محمد أبو العينين مرشح الحزب الوطني، فأدلين بأصواتهن لصالحه، الأمر الذي أغضب رجالهن، فكان رد النسوة، أن أبو العينين، يستحق، لأنه أرسل لهم "لحمة العيد الكبير".
وفي الجيزة أيضاً، ولكن في لجنة المدرسة السعيدية، توجهت امرأة عجوز للتصويت، ولم تكن لديها دراية، بأن هناك مقاعدا للمرأة، "كوتا"، فأدلت بصوتها لصالح مرشح الحزب الوطني الذي يحتكر مقعد الدائرة منذ سنوات طويلة، ولا تعرف أحداً غيره. ولما أخبرها المشرفون أنها لا بد وأن تختار سيدة للكوتا، قالت إنها لا تعرف أيًا من المرشحات، وطلبت منهم أن يختاروا هم من يرونها أصلح.
وفي دائرة كفر الدوار محافظة البحيرة، اقتحم أحد المرشحين لجنة انتخابية، وكسر الصناديق، على أثر سريان شائعة، تفيد أن هناك عمليات تزوير واسعة تتم لصالح المرشح المنافس، ثم اكتشف أن غالبية الأصوات، كانت لصالحه، ولكن بعد فوات الأوان، حيث ألغت اللجنة العليا للإنتخابات نتائج تلك الدائرة.
استطاعت إحدى المراقبات التابعات للمركز المصري لحقوق المرأة في محافظة أسوان جنوب مصر، اختراق الحصار المفروض على اللجان الإنتخابية، والوصول إلى صناديق الإقتراع، للوقوف على حقيقة ما يجري، إلا أن حظها السيئ أوقعها في لجنة 52 في مدرسة الحدادي الإبتدائية، حيث استوقفها أحد أنصار مرشح الحزب الوطني، و حاول إرغامها على التصويت لصالح مرشحه، أو تلفيق تهمه جنائية لها.
ولكنها أصرت على الرفض، وتدخل شخص آخر للإفراج عنها، ومغادرة اللجنة سالمة. و في دائرة سمالوط محافظة المنيا عرض أحد أنصار مرشح رشوة انتخابية على مراقبة أخرى تابعة للمركز بهدف حشد النساء للتصويت للمرشح الذي يسانده، وقال لها: "هاتي ستات، ولك على الست مئة جنية".
ورغم تعهد مسؤولي الحزب الوطني أن المتوفين، لن يصوتوا في الإنتخابات الحالية، وأنه تم تنقية كشوف الناخبين من أسماء ساكني الدار الآخرة، إلا أن التحالف المصري لمراقبة الإنتخابات رصد وجود أسماء العديد من الأموات في الكشوف، "ففي لجنة 57 في مدرسة أولاد خلف الإبتدائية التابعة لدائرة مركز فارسكور محافظة دمياط، وجد اسم السعيد عبد الرحمن أبو موسي برقم مسلسل 58 وقيد 137، وكذا اسم أبو المعاطي السيد عزام برقم مسلسل 313 ورقم قيد 404 .
وفي لجنة 58 وجد اسم عبد السلام عبد السلام فرج خليل برقم مسلسل 337 وقيد رقم 148 ، وفي اللجنة رقم 59 اسم محمد توفيق علي عايد برقم مسلسل رقم 79 وقيد 764 ، ومحمد محمد القصبي برقم مسلسل 182 وقيد 370 ، وفي اللجنة رقم 60 وجد بثينه طه أبو مصطفي والتي تحمل مسلسل رقم 333 وقيد 2 ، وفي اللجنة رقم 61 وجود اسم صباح أحمد النجار والتي تحمل مسلسل رقم 255 وقيد 13".
كما لاحظ مراقبو التحالف وجود تكرر للأسماء في الكشوف الإنتخابية "ففي اللجنة رقم 57 حمل السيد رشاد أحمد أبو شرمة مسلسل برقم 234 وقيد 321 وآخر في اللجنة ذاتها بمسلسل 493 وقيد 596 ، كما تكرر اسم الناخبة عفت عبد العليم أبو سلامة في اللجنة 61 ثلاث مرات، الأول بمسلسل 466 وقيد 204 ، والثاني برقم مسلسل 656 وقيد رقم 90 ، والثالث برقم مسلسل رقم 510 وقيد 251 ، وفي اللجنة 590 بذات المدرسة تكرر اسم الناخب محمد محمد عبد المجيد مرتين؛ الأولي بمسلسل رقم 314 وقيد 510 ومسلسل 214 وقيد 402، وتكرر اسم الناخبة هدى على العيوطي مرتين في اللجنة رقم 62 في مدرسة أولاد خلف الإبتدائية الأولى بمسلسل رقم 529 وقيد 100 وآخر بمسلسل 540 وقيد 111".
و كان أطرف ما رصده المركز المصري للمرأة أنه تم منع المراقبين الميدانيين من الدخول إلى لجان الإقتراع رغم أنهم حصلوا على تصاريح من اللجنة العليا للإنتخابات، وكانت الحجج أن الكارنيهات مزورة، أو لأنها لا تحمل توقيعات بأسماء معينة، أو لأن لونها مختلف عن لون الكارنيهات الخاصة بالشرطة.
وفي ما يخص الرشاوى الإنتخابية، لجأ المرشح اللواء عبد السلام محجوب وزير التنمية المحلية إلى توزيع وجبات ساخنة على الناخبين، مطبوع عليها صورة وشعار الحزب الوطني. وتم توزيعها أمام لجان مدرسة منصور حسين في دائرة الرمل. وفي محافظة كفر الشيخ، وتحديداً، أمام لجنة مدرسة الشهيد محمود المغربي في دائرة دسوق، ذبح أحد المرشحين عجلاً، ووزع أنصاره لفافات اللحوم على الناخبين.
وفي السياق ذاته، ظهر جلياً أن قيمة الصوت الإنتخابي في الأقاليم أغلى منه في العاصمة. ففي محافظة دمياط؛ رصد مراقبو المجتمع المدني تقديم أحد المرشحين رشاوى انتخابية تتراوح ما بين 300 و500 جنيه للناخب، وذلك في لجنة مدرسة سيف الدين الابتدائية في مركز الزرقاء، أما في محافظة القاهرة؛ فتراوحت قيمة الصوت الواحد ما بين 20 و 150 جنيهاً، و انخفض إلى خمسة جنيهات لذوي الإحتياجات الخاصة، دون إبداء أسباب. حدث ذلك في لجان مدرسة السيدة زينب التجارية الثانوية.
وأضافت "ولكن للأسف فإن الإستبعاد المتكرر لممثلي المعارضة والمراقبين من مراكز الإقتراع بالتوازي مع التقارير عن العنف والتزوير (كل ذلك) يحمل على الإعتقاد بأن المواطنين لم يتمكنوا من المشاركة في انتخابات حرة". وأشارت المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان إلى "تقارير واسعة النطاق أفادت بأن أنصار المعارضة منعوا من دخول لجان الإقتراع وتعرضوا للعنف".
وأكدت وجود "تقارير عن العديد من المخالفات بما في ذلك توقيف صحافيين وتعرضهم لمضايقات ومنع مندوبي المعارضة من دخول مكاتب الإقتراع في 30 مركز اقتراع" زارها مندوبو المنظمة في مختلف أنحاء البلاد. وأكدت أنه "كانت هناك ادعاءات واسعة عن تزوير لأصوات الناخبين".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات