بقلم أحمد الصاوى ٣٠/ ١١/ ٢٠١٠
لا أدعوك للجزم بتزوير الانتخابات، ولا الغضب من وجود تجاوزات تقرأ عنها هنا وهناك، لا أدعوك أيضاً للانفجار غيظاً حين تقرأ تصريحات رسمية تتحدث عن «عرس الديمقراطية» وهدوء العملية الانتخابية، ومرورها «كشكة دبوس». للحق أدعوك أيضاً أن تصدق المتحدث باسم اللجنة العليا للانتخابات الذى قال إن «الاتهامات بالتزوير صغائر لا نرد عليها»، واعتباره أن ما حدث من تجاوزات كان «عمليات متناثرة لم تؤثر على سير العملية الانتخابية وسلامتها». لا مصلحة لك فى تلويث ثوب الانتخابات بينما هو نظيف ومغسول بالماء والثلج والبرد، ولا حتى فى التشكيك فى اللجنة العليا للانتخابات وأعضائها ورئيسها، وجميعهم قضاة محترمون ومشهود لهم بالكفاءة والنزاهة. لتنطلق إذن من مساحة النوايا الطيبة. أنت لا تشكك فى أحد لكنك تسأل. لا ضرر إذن من السؤال والنقاش، بل هذا حقك، وواجب اللجنة وأعضاؤها ورئيسها الإجابة على تساؤلاتك بوضوح ويقين. الوصول للحقيقة يبدأ بسؤال، وإجابة أسئلتك هى التى ستصل بك للحقيقة على الأقل حتى يطمئن قلبك، ويطمئن أعضاء اللجنة بالاً إذا كانوا مهتمين بالاطمئنان. اسأل المستشار السيد عبدالعزيز عمر، والذين معه من قضاة محترمين، عن آلاف الصور التى نشرتها الصحف أمس، داخل لجان، تبدو فيها بوضوح عمليات تسويد وتصويت جماعى، صورة واحدة نشرتها «المصرى اليوم» فى صدر صفحتها الأولى، أمس، كفيلة بالانزعاج، صندوق مفتوح وموظفون يلقون بداخله ببطاقات التصويت بالجملة، ناهيك عن صور أخرى لتصويت متعدد، غير صور البلطجة والبلطجية والأسلحة التى ظهرت أمام اللجان. هناك آلاف الصور التى نشرت فى الصحف والمواقع الإلكترونية، إلى جانب آلاف الفيديوهات التى ترصد انتهاكات صارخة فى اللجان، ناهيك عن شهادات القضاة التى بدأت فى الظهور، لتوثق ما جرى من انتهاكات. لا يجب أن تبادر باتهام جهة أو حكومة أو نظام بالوقوف خلف هذه الانتهاكات والتجاوزات، قلت لك افترض «حسن النية» لدى الجميع، أنت فقط تطرح أسئلة مشروعة، لا تتحدث عن الشكاوى من منع مندوبى المرشحين من دخول اللجان وحضور الفرز، ولا مشاكل الكشوف الانتخابية، ولا تقارير منظمات المراقبة التى توثق لكثير منها، فقط أحدثك عن صور ومشاهد فيديو واضحة، لا تتحمل تلويناً سياسياً، ولا تدخل فى سياق الترصد السياسى، هى تعكس واقعاً كما تعرف و«الصورة مابتكذبش» حسبما نعتقد جميعاً. ولأن كلام الصور أبلغ من كل التقارير وشهادات الشهود، فهو جدير بالفحص والتحقيق والتيقن منه، والرد عليه، لذلك قل فى الانتخابات ما تشاء «نزيهة أو مزورة».. «عرس أو فضيحة»، لكن من حقك أن تطلب من اللجنة حصر تلك الصور ومشاهد الفيديو، والتحقيق فيما احتوته من وقائع واضحة، والتبين إذا كانت تعكس الواقع أو صوراً مزيفة وممثلة على سبيل مثال. وراء كل صورة من تلك الصور سؤال إجابته عند اللجنة العليا للانتخابات، فإذا لم تحترم حق الرأى العام فى السؤال والحصول على الإجابة، فلا يجب أن تحزن وتستاء إذا ما نالها من الاتهامات جانب كبير ينال من قدرها واعتبارها..! |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات