رئيس قطاع الفنون التشكيلية يروى ذكريات ٦٠ يوماً فى الحبس (١-٢): محسن شعلان: «زهرة الخشخاش» لوحة «زبالة» .. وقيمتها فى توقيع «فان جوخ»
حوار فتحية الدخاخنى ١٧/ ١٠/ ٢٠١٠
تصوير- محمد عبد الغنى
محسن
بعد ٦٠ يوما قضاها على «البُرش» وسط المجرمين والمتهمين، عاد محسن شعلان، رئيس قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة، إلى الدور الـ١٧ فى إحدى عمارات شارع التحرير بالدقى، حيث تسكن عائلته فى شقة مليئة باللوحات والأعمال الفنية.
وجلس فى منزله يحاول استرجاع ما فقده من دفء الأسرة فى ليالى السجن الطويلة، هاتفه الجوال لا يهدأ من كثرة المهنئين بعودته إلى منزله، والذين يتمنون له الحصول على البراءة فى الاستئناف ضد الحكم الصادر بحبسه ٣ سنوات، ومنزله كان مزدحماً بالأهل والأصدقاء وزملاء العمل، الكل جاء ليهنئه بالخروج من محبسه، هو يروى بسعادة انتهاء «التجربة الجميلة» كما يسميها، ورغم قسوة أيام السجن ظل مرتدياً الحذاء الأبيض الذى حصل عليه هناك.
«المصرى اليوم» ذهبت إلى شعلان فى منزله بعد ٢٤ ساعة من خروجه من السجن وحاورته عن أيامه فى حجز قسم الدقى، وذكرياته فى عنبر المزرعة بسجن طرة.
■ كيف بدأت الحكاية، ومتى علمت بخبر سرقة لوحة «زهرة الخشخاش» للفنان الهولندى فان جوخ؟
- اللوحة سُرقت يوم السبت وهو يوم إجازة، وأنا من النوع الذى يسهر كثيرا، خاصة فى رمضان، فكنت نائما واستيقظت على جرس تليفونى المحمول، لكننى لم ألحق بالمكالمة، وعندما تنبهت إلى أنها من مديرة متحف محمد محمود خليل وحرمه، حاولت الاتصال بها لكنها كانت قد أرسلت رسالة لى قالت فيها: «سُرقت لوحة زهرة الخشخاش»، استيقظت على صاعقة، توجهت فورا إلى المتحف وكانوا قد أبلغوا الشرطة والمباحث.
■ كيف شعرت فى ذلك الوقت؟
- كانت صدمة بكل المعايير بغض النظر عن المسؤولية الوظيفية، وهذا ما لا يفهمه كثير من الناس، فالجميع لم يتذكر أنى فنان، ونظروا إلىّ باعتبارى موظفاً فقط، موظفاً أهمل فى وظيفته، وأنا فنان ولست فنانا سهلا ولا بسيطا، وعمرى وتاريخى الفنى يجعلاننى أعى قيمة هذه اللوحة.
■ وماذا حدث عندما دخلت إلى المتحف يوم الحادث؟
- عندما دخلت مع رجال المباحث وجدنا آثار بودرة الألوان فى المكان الذى يبدو أن اللصوص لفوا فيه اللوحة، اللوحة قُطعت بسكينة، والورد بها بارز إلى حد كبير، ومن المحتمل أن هذه الألوان تناثرت وهم يقطعونها أو يحاولون لفها بشكل خاطئ، لم نلمس شيئا لأن ذلك كان ممنوعا، اصطحبت المباحث إلى مكتبى، واستمرت التحقيقات والتليفونات حتى موعد الإفطار، ثم جاء شخصان لم يبد على مظهرهما أنهما من رجال المباحث، وطلبا منى الذهاب معهما إلى النيابة للإدلاء بأقوالى فى المسألة، قالا لى «كلمتين وترجع»، نزلت معهما يوم ٢١ أغسطس الماضى، وبدأ المشوار.
■ هل كنت تتوقع أن يتم حبسك؟
- لم أكن أتخيل ألا أعود، هم قالوا لى هذا سؤال استدلالى، وأنا دخلت فعلا بشكل استدلالى، واستمرت التحقيقات ٧٢ ساعة متواصلة، ثم صدر قرار بحبسى، وجئت بعدها إلى قسم الدقى، ودخلت الحجز، وشكل هذا عبئا نفسيا صعبا جداً علىّ لأننى فى حجز مع مجرمين ومشتبه بهم وناس من كل الأنواع، شعرت بأننى بدأت مشواراً صعباً، لم أتوقعه.
■ قبل فترة حجز الدقى انتشر خبر غير صحيح عن العثور على اللوحة، فكيف جاء الخبر؟
- كنت فى مكتبى ومعى رجال المباحث، وجاء مدير أمن متحف محمود خليل، مهللا يعلن العثور على اللوحة بناء على مكالمة تليفون من شقيق مديرة المتحف وهو ضابط فى المطار، وقال إنه تم ضبط اللوحة مع إيطاليين، وكان من الطبيعى أن أبلغ وزير الثقافة، كما أبلغته من قبل بسرقة اللوحة، وخلال دقائق تبين عدم صحة هذه المعلومات، ثم ظهر شخص آخر سجل لزميله فى المطار حديثا بنفس المضمون وأنا أسمعت التسجيل للوزير وللمباحث، ليس لى ذنب فى الموضوع إطلاقا أنا بلغت ما سمعت، وإذا كان الوزير أبلغ جهات فهو تصرف نفس تصرفى، وأنا لا أُلام على هذا، أنا عرفت أن اللوحة رجعت وفرحت وقلت للوزير، وهو عرف وفرح وقال للناس، وإذا كنت أنا أخطأت فهو أيضا أخطأ، لكن لم يخطئ أى منا هو حصل على الخبر من مسؤول عنده، وأنا حصلت عليه من مسؤول عندى، لكن لم يكن صحيحا، وكانت أيضا صدمة بالنسبة لى، فى ظل التركيبة النفسية التى كنت فيها، خاصة أن اللوحة سُرقت حديثا، والجهات الأمنية حولى تبحث عنها.
■ هل فكرت فى أن أهم أعمال الفنانين تكون فى فترة السجن ولذلك بدأت الرسم؟
- عندما بدأت الرسم لم أفكر فى هذا، لكننى كنت أفكر فيما يحدث، وفيمن ظلمنى ومن معى، هذا الغليان الداخلى كان لابد أن يخرج وإلا كنت سأموت داخل السجن، فى إحدى الليالى خفت أنام لأننى كنت أعتقد أننى لن أستيقظ مجددا، كنت أشعر بأن «دماغى سخنة جدا وبتفور»، ويدى بدأت تثقل وأشياء من هذا القبيل، وتخيلت نفسى فى موقع حسين رياض فى أحد الأفلام عندما يقول «قلبى» ويقع ويموت، كانوا سيقولون مات فى السجن، وستكون بطولة غير عادية، وكانت الدنيا «هتطربق على دماغ الكل»، كنت سأصبح لوجو للفنانين، لكنى قاومت وكان البديل والمنقذ هو الفن، النعمة التى أعطاها لنا الله نحن الفنانين، فطلبت من أحمد ابنى، فى إحدى الزيارات أن يحضر لى اسكتشات رسم وأقلام سوداء، فأحضر مجموعة كبيرة من أقلام الحبر الأسود، ورسمت ٥٠ لوحة خلال ٦٠ يوماً.
■ على ذكر أحمد كيف كانت تتعامل أسرتك مع القضية؟
- ابناى أحمد ومروة، وليس لدىّ غيرهما سوى أحفادى، أحمد وُضع فى محك كبير على غير ميعاد ودون ترتيب، ولم أكن أعرف أن ابنى يمتلك هذه الملكات، أحمد شخص متريث على عكسى فأنا مندفع بفعل الفن وتلقائى، وقراراتى ممكن أن تكون سريعة لكنها ليست فاشلة، أنا مؤمن بأن أحلى «قلم» يمكن أن أضربه لشخص، هو الذى يخرج فى وقته وللشخص الذى يستحقه، ولو ترددت لحظة لضاعت قيمته، لكن هناك من يقول عكس ذلك ومنهم أحمد الذى يحب دراسة الموقف أولا، وكان هذا سندا لى فى انفعالاتى خلال الفترة الأخيرة، فكان أحمد يلتقى المحامى، ويحضر لى ومن معى الطعام قبل الإفطار بنصف ساعة، كان معى أشخاص بسطاء، يمكن أن يكونوا مجرمين لكنهم بشر، كانوا يحترموننى فى الداخل لأنهم كانوا يرون صورى فى الصحف، فيقولون «إحنا نايمين فى الشيراتون جنب راجل مهم»، هذا التفاعل عمل حالة مخاض، كان لابد أن تنتج شيئا، لذلك قررت الرسم.
■ أين بدأت الرسم، فى السجن أم فى قسم الدقى؟
- فى قسم الدقى، كنت أنام على شىء مرتفع والناس منتشرون حولى، فى حجز مثل الذى نراه فى الأفلام العربية القديمة، كنت أرسم المشهد من حولى، كان السجناء ينامون ليلا، وأنا أستيقظ وأرسمهم، فى محاولة لتسجيل الواقع حولى، والكتابات على الجدار، فمنهم من كتب اسمه «طه كفاءة ١٢- ٥- ٢٠٠٣»، ومنهم من سجل ذكرياته على جدران الحجز، وهذا شغلنى جدا، فبدأت الرسم، وكنت فى البداية أرسم رغبة فى إخراج الشحنة التى بداخلى، ولم يكن يدور ببالى أن تكون هذه اللوحات معرضا، فترة الدقى كانت توثيقية لتسجيل أين أنا، بعد ذلك انتقلت إلى سجن عنبر المزرعة فى طرة، وكنت سعيدا جدا لأن مصر بها سجون بهذا الشكل، كان سجنا عصريا، فيه مكتبة وملاعب ومسجد وتليفزيون، والناس ترتدى «أبيض فى أبيض»، تى شيرت أبيض، وبنطلوناً أبيض وحذاء أبيض، ما زلت أرتديه لأنى طوال عمرى لم يكن لدى شىء أبيض، كنا نجلس كلنا مثل الملائكة وكانت المعاملة إنسانية فعلا، أنا لست مضطرا إلى قول ذلك لكن من حق الدولة أن أظهر أنها صممت سجونا بهذا الشكل، وهذه ليست «سجون خمس نجوم» كما يعتقد الناس، شاهدت أشخاصا بسطاء جدا داخل السجن، وعندما شاهدت أعمالى التى رسمتها فى الحجز، فرحت جدا لأن المشهد غاب عنى فبدأت أسترجع ما حدث، وأخرج اللوحات فى الليل وأتأملها، وفى تلك المرحلة لم تكن لوحاتى تسجيلية، لم أسجل المكان.
■ لم تسجل المكان رغم إعجابك الشديد به؟
- أنا معجب به لأنه نظيف لكن بيتى أنظف منه، المسألة نسبية، فى هذه المرحلة بدأت أسجل ما بداخلى، فبدأت أرسم نفسى فى وقت التحقيق، أرسمنى وأنا متعب، أرغب فى النوم ولا أستطيع، أرسم شعلان وهو نائم، جالس من التعب، أرسم نفسى فى مختلف الحالات، وسجلت الناس الذين كانوا معى فى السجن، فكنت دائما أرسم محسن شعلان ومعه خمسة، هم زملائى فى السجن، كانوا ينادون علينا دائما معا، «الستة بتوع الخشخاش» أو «بتوع محسن شعلان»، حتى الإعلام قال إنها «قضية محسن شعلان»، لم تعد قضية سرقة لوحة زهرة الخشخاش، وأنا موافق وسعيد بهذا لأننى شعرت بأننى أكثر قيمة من اللوحة، لكن ما حدث معى يقول عكس ذلك، فاللوحة بدت وكأنها أكثر قيمة منى.
■ كيف؟
- اللوحة هى فى النهاية منتج من فنان مثلى، على أرض ثانية وهذه واحدة من آلاف اللوحات التى أنتجها، وأنا سُجنت وأنا أنتج، وأعمالى تسافر للخارج، كنت أسال نفسى «لو سرقت إحدى لوحاتى هل سيسجن فنان مثلى أو له عُشر قيمتى أنا فى مجتمعى؟»، لن أجيب عن هذا السؤال لكن المقارنة كانت موجودة بداخلى، أنا مسجون من أجل لوحة ضاعت، لا أقلل من قيمة اللوحة، هى قيمة جدا لأن عليها توقيع فان جوخ، لكنها كلوحة «زبالة»، و«مش حلوة»، والفنانون يعرفون ذلك، وفاروق حسنى صرح بأنها ليست
أحلى أعمال فان جوخ وهو صادق فيما يقول، أفضل لوحات فان جوخ هى المقاهى وأحذيته المقطعة وسريره «المهربد» البسيط لأنه كان بسيطاً ومتعباً ومنهكاً نفسياً، فهذا الأقيم عنده وليس الورد، ما يمكن أن تأخذيه من فنان فقير ومعدم هو سريره وحذاؤه، لكن هذا لا يقلل من اللوحة التى تحمل توقيعه، ليست القيمة الفنية بل قيمة أنها من إنتاج هذا الفنان، هناك مثلا من لا يحبون الموناليزا ومنهم أنا، أراها سيدة قبيحة وبدينة، ومشكوك أنها حامل لأن صوابعها متورمة، هى ليست هيفاء وهبى، ولم تكن عصرية فى وقتها، لكن ما يعطيها قيمة هو توقيع دافنشى، إذاً الفنان هو الأكثر قيمة، المعادلة لابد أن تتضح، لو رفعنا توقيع فان جوخ عنها فلن يصبح لها قيمة ولن تباع بجنيه، بدليل أن فنانين، مثل سيف وانلى وموديلاين، شخبطتهم بملايين، فطالما كان الفنان هو الأقيم وهو الذى يعطى قيمة للوحة، فلابد ألا يسجن فنان فى سرقة لوحة، كان من الممكن أن أجرح فى هذه المسألة جرحاً يجعلنى لا أرسم مرة أخرى، وهذه كانت ستكون خسارة للبلد والعالم لكون فنان مصرى قد تعطل، لكن لم يفكر أحد فىّ بهذه الطريقة، وكان لابد أن أرسم وأثبت لنفسى أننى قادر على اجتياز التجربة، كنت فى البداية أوثق بفرحة من يدخل الحجز لأول مرة، بمنطق «ودينى الحجز يا بابا أتفرج عليه»، بعد ذلك أصبحت أنظر للمسألة باعتبارها تجربة جميلة، مثلما تذهب إلى رحلة وتواجه فيها مصاعب لكنها تبقى من أجمل الرحلات فى حياتك، علماء النفس يعرفون ذلك، ما عانيته استمتعت به فيما بعد، كنت أتعلق بشىء أحتاجه، فى وقت شح فيه وجود شخص أتعلق به، فبدأت أرى المسألة بهذه الطريقة، واخترت تيمة للرسم، كنت أرسم نفسى فى التحقيق، والمحقق فوق رأسه قطة سوداء مفترسة تنظر إلىّ، أعجبتنى الفكرة، وبدأت آخذ القطة كتيمة ظالمة قاسية مفترسة جدا غير وفية، مرة تقف بجانبى ومرة تأكلنى وتنهش لحمى وتخربشنى.
■ هل ترمز القطة إلى شخص محدد؟
- لا ليست شخصا، فى كل صورة لها معنى مختلف، لكنها مستمرة وفى داخلى رأيت فيها الظلم القاسى بافتراس، من الممكن أن تتعرض للظلم، لكن ما تعرضت له هو ظلم قاس «يفعصنى» ويستمتع بتعذيبى، هكذا رأيت القطة وجسدت هذا الإحساس بقلم أسود.
■ كيف كنت تقضى يومك فى السجن؟
- الأيام كانت طويلة جدا، والليالى طويلة، وأنا اعتدت السهر، كانت هناك مكتبة ولم أكن أذهب إليها ولم أكن حتى أشاهد التليفزيون، أنا عنيد جدا وكنت أرى أن هذه أشياء دنيوية، وأنا فى مقبرة فرفضت الاستمتاع بها، واستعرت «راديو» من زميل فى السجن لأسمع أم كلثوم وعبدالوهاب وأنا أرسم، أنا اعتدت مشاهدة التليفزيون على الكنبة فى بيتى مع أسرتى حتى إن عائلتى قاطعت الجلوس على هذه الكنبة طوال فترة السجن، لم يكن أمامى مخرج سوى الرسم، كانوا يعطوننا وقتاً أيضا للرياضة «كرة قدم وتنس وفولى بول وتنس طاولة»، وسمعت وأنا فى السجن أن وزير الداخلية قرر عمل كابينة تليفون للسجناء وأنا أحيى هذا القرار، لأننى شعرت وأنا فى السجن بقيمة أن تستمع لصوت عائلتك فى الصباح، خاصة حفيدتى «هنا»، وبقية أحفادى «حلا» و«آدم». الغريب أننى عندما خرجت لم تعد لدى القدرة على التعامل مع التليفون المحمول، نسيت كيفية التعامل معه رغم أننى اعتدت حمل ٣ تليفونات لا تكف عن الرنين، لكننى أتعامل معه الآن وكأنه شىء جديد وصل إلى مصر اليوم.
■ هل خرجت بأصدقاء من السجن؟
- نعم كان هناك شخص اسمه أحمد مراد، لديه مقهى وبه شهامة ابن البلد، فى الأيام الثلاثة الأولى لم أكن أرغب فى تناول الطعام، ولم أكن أعرف ماذا آكل، لكنه كان يأتى ويدعونى إلى الطعام الذى أرسلته له أسرته، كنا نأكل البط والمحشى، وكان يحدث أسرته عنى، وأنا وعدته بأننى سأذهب إليه فى المقهى رغم أننى لم أجلس يوما على مقهى، لكنه أصبح من أقرب أصدقائى، وتعرفت أيضا إلى شاب إسكندرانى، كان يعاملنى بشكل أبوى ويريد أن يساعدنى فى كل شىء، ويصب لى الماء للوضوء، ولن أنساه، وفى قسم الدقى تعرفت إلى شاب يمنى كان يصلى الفجر فى رمضان، سمعت صوته فى حلم مثل صوت الشيوخ فى الحرم المكى، عرفت أن الناس فى المحن تعرف الله أكثر وتتقرب منه أكثر، نحن «نماردة»، لا نصلى ونعبد الله بحق إلا عندما تصيبنا مصيبة، فى السجن كانت الصلاة مختلفة، شعرت هناك بمعنى المأزق والكرب، وشاهدت شخصاً يسهر طوال الليل يتحدث عن ابنه الذى افتقده ولم يره حتى كبر، تحولت فترة السجن إلى فترة تصوف ووداعة وفن، فرسمت بورتريهات لكل هؤلاء، وكل حسب تهمته التى تتراوح بين جرائم الأموال العامة والتهرب من الضرائب والتحرش الجنسى وغيرها.
شاهد فيديو «يوميات شعلان فى السجن» على الرابط التالى:
www.almasryalyoum.com/node/١٩٧٨٦٨
تصوير- محمد عبد الغنى
محسن
بعد ٦٠ يوما قضاها على «البُرش» وسط المجرمين والمتهمين، عاد محسن شعلان، رئيس قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة، إلى الدور الـ١٧ فى إحدى عمارات شارع التحرير بالدقى، حيث تسكن عائلته فى شقة مليئة باللوحات والأعمال الفنية.
وجلس فى منزله يحاول استرجاع ما فقده من دفء الأسرة فى ليالى السجن الطويلة، هاتفه الجوال لا يهدأ من كثرة المهنئين بعودته إلى منزله، والذين يتمنون له الحصول على البراءة فى الاستئناف ضد الحكم الصادر بحبسه ٣ سنوات، ومنزله كان مزدحماً بالأهل والأصدقاء وزملاء العمل، الكل جاء ليهنئه بالخروج من محبسه، هو يروى بسعادة انتهاء «التجربة الجميلة» كما يسميها، ورغم قسوة أيام السجن ظل مرتدياً الحذاء الأبيض الذى حصل عليه هناك.
«المصرى اليوم» ذهبت إلى شعلان فى منزله بعد ٢٤ ساعة من خروجه من السجن وحاورته عن أيامه فى حجز قسم الدقى، وذكرياته فى عنبر المزرعة بسجن طرة.
■ كيف بدأت الحكاية، ومتى علمت بخبر سرقة لوحة «زهرة الخشخاش» للفنان الهولندى فان جوخ؟
- اللوحة سُرقت يوم السبت وهو يوم إجازة، وأنا من النوع الذى يسهر كثيرا، خاصة فى رمضان، فكنت نائما واستيقظت على جرس تليفونى المحمول، لكننى لم ألحق بالمكالمة، وعندما تنبهت إلى أنها من مديرة متحف محمد محمود خليل وحرمه، حاولت الاتصال بها لكنها كانت قد أرسلت رسالة لى قالت فيها: «سُرقت لوحة زهرة الخشخاش»، استيقظت على صاعقة، توجهت فورا إلى المتحف وكانوا قد أبلغوا الشرطة والمباحث.
■ كيف شعرت فى ذلك الوقت؟
- كانت صدمة بكل المعايير بغض النظر عن المسؤولية الوظيفية، وهذا ما لا يفهمه كثير من الناس، فالجميع لم يتذكر أنى فنان، ونظروا إلىّ باعتبارى موظفاً فقط، موظفاً أهمل فى وظيفته، وأنا فنان ولست فنانا سهلا ولا بسيطا، وعمرى وتاريخى الفنى يجعلاننى أعى قيمة هذه اللوحة.
■ وماذا حدث عندما دخلت إلى المتحف يوم الحادث؟
- عندما دخلت مع رجال المباحث وجدنا آثار بودرة الألوان فى المكان الذى يبدو أن اللصوص لفوا فيه اللوحة، اللوحة قُطعت بسكينة، والورد بها بارز إلى حد كبير، ومن المحتمل أن هذه الألوان تناثرت وهم يقطعونها أو يحاولون لفها بشكل خاطئ، لم نلمس شيئا لأن ذلك كان ممنوعا، اصطحبت المباحث إلى مكتبى، واستمرت التحقيقات والتليفونات حتى موعد الإفطار، ثم جاء شخصان لم يبد على مظهرهما أنهما من رجال المباحث، وطلبا منى الذهاب معهما إلى النيابة للإدلاء بأقوالى فى المسألة، قالا لى «كلمتين وترجع»، نزلت معهما يوم ٢١ أغسطس الماضى، وبدأ المشوار.
■ هل كنت تتوقع أن يتم حبسك؟
- لم أكن أتخيل ألا أعود، هم قالوا لى هذا سؤال استدلالى، وأنا دخلت فعلا بشكل استدلالى، واستمرت التحقيقات ٧٢ ساعة متواصلة، ثم صدر قرار بحبسى، وجئت بعدها إلى قسم الدقى، ودخلت الحجز، وشكل هذا عبئا نفسيا صعبا جداً علىّ لأننى فى حجز مع مجرمين ومشتبه بهم وناس من كل الأنواع، شعرت بأننى بدأت مشواراً صعباً، لم أتوقعه.
■ قبل فترة حجز الدقى انتشر خبر غير صحيح عن العثور على اللوحة، فكيف جاء الخبر؟
- كنت فى مكتبى ومعى رجال المباحث، وجاء مدير أمن متحف محمود خليل، مهللا يعلن العثور على اللوحة بناء على مكالمة تليفون من شقيق مديرة المتحف وهو ضابط فى المطار، وقال إنه تم ضبط اللوحة مع إيطاليين، وكان من الطبيعى أن أبلغ وزير الثقافة، كما أبلغته من قبل بسرقة اللوحة، وخلال دقائق تبين عدم صحة هذه المعلومات، ثم ظهر شخص آخر سجل لزميله فى المطار حديثا بنفس المضمون وأنا أسمعت التسجيل للوزير وللمباحث، ليس لى ذنب فى الموضوع إطلاقا أنا بلغت ما سمعت، وإذا كان الوزير أبلغ جهات فهو تصرف نفس تصرفى، وأنا لا أُلام على هذا، أنا عرفت أن اللوحة رجعت وفرحت وقلت للوزير، وهو عرف وفرح وقال للناس، وإذا كنت أنا أخطأت فهو أيضا أخطأ، لكن لم يخطئ أى منا هو حصل على الخبر من مسؤول عنده، وأنا حصلت عليه من مسؤول عندى، لكن لم يكن صحيحا، وكانت أيضا صدمة بالنسبة لى، فى ظل التركيبة النفسية التى كنت فيها، خاصة أن اللوحة سُرقت حديثا، والجهات الأمنية حولى تبحث عنها.
■ هل فكرت فى أن أهم أعمال الفنانين تكون فى فترة السجن ولذلك بدأت الرسم؟
- عندما بدأت الرسم لم أفكر فى هذا، لكننى كنت أفكر فيما يحدث، وفيمن ظلمنى ومن معى، هذا الغليان الداخلى كان لابد أن يخرج وإلا كنت سأموت داخل السجن، فى إحدى الليالى خفت أنام لأننى كنت أعتقد أننى لن أستيقظ مجددا، كنت أشعر بأن «دماغى سخنة جدا وبتفور»، ويدى بدأت تثقل وأشياء من هذا القبيل، وتخيلت نفسى فى موقع حسين رياض فى أحد الأفلام عندما يقول «قلبى» ويقع ويموت، كانوا سيقولون مات فى السجن، وستكون بطولة غير عادية، وكانت الدنيا «هتطربق على دماغ الكل»، كنت سأصبح لوجو للفنانين، لكنى قاومت وكان البديل والمنقذ هو الفن، النعمة التى أعطاها لنا الله نحن الفنانين، فطلبت من أحمد ابنى، فى إحدى الزيارات أن يحضر لى اسكتشات رسم وأقلام سوداء، فأحضر مجموعة كبيرة من أقلام الحبر الأسود، ورسمت ٥٠ لوحة خلال ٦٠ يوماً.
■ على ذكر أحمد كيف كانت تتعامل أسرتك مع القضية؟
- ابناى أحمد ومروة، وليس لدىّ غيرهما سوى أحفادى، أحمد وُضع فى محك كبير على غير ميعاد ودون ترتيب، ولم أكن أعرف أن ابنى يمتلك هذه الملكات، أحمد شخص متريث على عكسى فأنا مندفع بفعل الفن وتلقائى، وقراراتى ممكن أن تكون سريعة لكنها ليست فاشلة، أنا مؤمن بأن أحلى «قلم» يمكن أن أضربه لشخص، هو الذى يخرج فى وقته وللشخص الذى يستحقه، ولو ترددت لحظة لضاعت قيمته، لكن هناك من يقول عكس ذلك ومنهم أحمد الذى يحب دراسة الموقف أولا، وكان هذا سندا لى فى انفعالاتى خلال الفترة الأخيرة، فكان أحمد يلتقى المحامى، ويحضر لى ومن معى الطعام قبل الإفطار بنصف ساعة، كان معى أشخاص بسطاء، يمكن أن يكونوا مجرمين لكنهم بشر، كانوا يحترموننى فى الداخل لأنهم كانوا يرون صورى فى الصحف، فيقولون «إحنا نايمين فى الشيراتون جنب راجل مهم»، هذا التفاعل عمل حالة مخاض، كان لابد أن تنتج شيئا، لذلك قررت الرسم.
■ أين بدأت الرسم، فى السجن أم فى قسم الدقى؟
- فى قسم الدقى، كنت أنام على شىء مرتفع والناس منتشرون حولى، فى حجز مثل الذى نراه فى الأفلام العربية القديمة، كنت أرسم المشهد من حولى، كان السجناء ينامون ليلا، وأنا أستيقظ وأرسمهم، فى محاولة لتسجيل الواقع حولى، والكتابات على الجدار، فمنهم من كتب اسمه «طه كفاءة ١٢- ٥- ٢٠٠٣»، ومنهم من سجل ذكرياته على جدران الحجز، وهذا شغلنى جدا، فبدأت الرسم، وكنت فى البداية أرسم رغبة فى إخراج الشحنة التى بداخلى، ولم يكن يدور ببالى أن تكون هذه اللوحات معرضا، فترة الدقى كانت توثيقية لتسجيل أين أنا، بعد ذلك انتقلت إلى سجن عنبر المزرعة فى طرة، وكنت سعيدا جدا لأن مصر بها سجون بهذا الشكل، كان سجنا عصريا، فيه مكتبة وملاعب ومسجد وتليفزيون، والناس ترتدى «أبيض فى أبيض»، تى شيرت أبيض، وبنطلوناً أبيض وحذاء أبيض، ما زلت أرتديه لأنى طوال عمرى لم يكن لدى شىء أبيض، كنا نجلس كلنا مثل الملائكة وكانت المعاملة إنسانية فعلا، أنا لست مضطرا إلى قول ذلك لكن من حق الدولة أن أظهر أنها صممت سجونا بهذا الشكل، وهذه ليست «سجون خمس نجوم» كما يعتقد الناس، شاهدت أشخاصا بسطاء جدا داخل السجن، وعندما شاهدت أعمالى التى رسمتها فى الحجز، فرحت جدا لأن المشهد غاب عنى فبدأت أسترجع ما حدث، وأخرج اللوحات فى الليل وأتأملها، وفى تلك المرحلة لم تكن لوحاتى تسجيلية، لم أسجل المكان.
■ لم تسجل المكان رغم إعجابك الشديد به؟
- أنا معجب به لأنه نظيف لكن بيتى أنظف منه، المسألة نسبية، فى هذه المرحلة بدأت أسجل ما بداخلى، فبدأت أرسم نفسى فى وقت التحقيق، أرسمنى وأنا متعب، أرغب فى النوم ولا أستطيع، أرسم شعلان وهو نائم، جالس من التعب، أرسم نفسى فى مختلف الحالات، وسجلت الناس الذين كانوا معى فى السجن، فكنت دائما أرسم محسن شعلان ومعه خمسة، هم زملائى فى السجن، كانوا ينادون علينا دائما معا، «الستة بتوع الخشخاش» أو «بتوع محسن شعلان»، حتى الإعلام قال إنها «قضية محسن شعلان»، لم تعد قضية سرقة لوحة زهرة الخشخاش، وأنا موافق وسعيد بهذا لأننى شعرت بأننى أكثر قيمة من اللوحة، لكن ما حدث معى يقول عكس ذلك، فاللوحة بدت وكأنها أكثر قيمة منى.
■ كيف؟
- اللوحة هى فى النهاية منتج من فنان مثلى، على أرض ثانية وهذه واحدة من آلاف اللوحات التى أنتجها، وأنا سُجنت وأنا أنتج، وأعمالى تسافر للخارج، كنت أسال نفسى «لو سرقت إحدى لوحاتى هل سيسجن فنان مثلى أو له عُشر قيمتى أنا فى مجتمعى؟»، لن أجيب عن هذا السؤال لكن المقارنة كانت موجودة بداخلى، أنا مسجون من أجل لوحة ضاعت، لا أقلل من قيمة اللوحة، هى قيمة جدا لأن عليها توقيع فان جوخ، لكنها كلوحة «زبالة»، و«مش حلوة»، والفنانون يعرفون ذلك، وفاروق حسنى صرح بأنها ليست
أحلى أعمال فان جوخ وهو صادق فيما يقول، أفضل لوحات فان جوخ هى المقاهى وأحذيته المقطعة وسريره «المهربد» البسيط لأنه كان بسيطاً ومتعباً ومنهكاً نفسياً، فهذا الأقيم عنده وليس الورد، ما يمكن أن تأخذيه من فنان فقير ومعدم هو سريره وحذاؤه، لكن هذا لا يقلل من اللوحة التى تحمل توقيعه، ليست القيمة الفنية بل قيمة أنها من إنتاج هذا الفنان، هناك مثلا من لا يحبون الموناليزا ومنهم أنا، أراها سيدة قبيحة وبدينة، ومشكوك أنها حامل لأن صوابعها متورمة، هى ليست هيفاء وهبى، ولم تكن عصرية فى وقتها، لكن ما يعطيها قيمة هو توقيع دافنشى، إذاً الفنان هو الأكثر قيمة، المعادلة لابد أن تتضح، لو رفعنا توقيع فان جوخ عنها فلن يصبح لها قيمة ولن تباع بجنيه، بدليل أن فنانين، مثل سيف وانلى وموديلاين، شخبطتهم بملايين، فطالما كان الفنان هو الأقيم وهو الذى يعطى قيمة للوحة، فلابد ألا يسجن فنان فى سرقة لوحة، كان من الممكن أن أجرح فى هذه المسألة جرحاً يجعلنى لا أرسم مرة أخرى، وهذه كانت ستكون خسارة للبلد والعالم لكون فنان مصرى قد تعطل، لكن لم يفكر أحد فىّ بهذه الطريقة، وكان لابد أن أرسم وأثبت لنفسى أننى قادر على اجتياز التجربة، كنت فى البداية أوثق بفرحة من يدخل الحجز لأول مرة، بمنطق «ودينى الحجز يا بابا أتفرج عليه»، بعد ذلك أصبحت أنظر للمسألة باعتبارها تجربة جميلة، مثلما تذهب إلى رحلة وتواجه فيها مصاعب لكنها تبقى من أجمل الرحلات فى حياتك، علماء النفس يعرفون ذلك، ما عانيته استمتعت به فيما بعد، كنت أتعلق بشىء أحتاجه، فى وقت شح فيه وجود شخص أتعلق به، فبدأت أرى المسألة بهذه الطريقة، واخترت تيمة للرسم، كنت أرسم نفسى فى التحقيق، والمحقق فوق رأسه قطة سوداء مفترسة تنظر إلىّ، أعجبتنى الفكرة، وبدأت آخذ القطة كتيمة ظالمة قاسية مفترسة جدا غير وفية، مرة تقف بجانبى ومرة تأكلنى وتنهش لحمى وتخربشنى.
■ هل ترمز القطة إلى شخص محدد؟
- لا ليست شخصا، فى كل صورة لها معنى مختلف، لكنها مستمرة وفى داخلى رأيت فيها الظلم القاسى بافتراس، من الممكن أن تتعرض للظلم، لكن ما تعرضت له هو ظلم قاس «يفعصنى» ويستمتع بتعذيبى، هكذا رأيت القطة وجسدت هذا الإحساس بقلم أسود.
■ كيف كنت تقضى يومك فى السجن؟
- الأيام كانت طويلة جدا، والليالى طويلة، وأنا اعتدت السهر، كانت هناك مكتبة ولم أكن أذهب إليها ولم أكن حتى أشاهد التليفزيون، أنا عنيد جدا وكنت أرى أن هذه أشياء دنيوية، وأنا فى مقبرة فرفضت الاستمتاع بها، واستعرت «راديو» من زميل فى السجن لأسمع أم كلثوم وعبدالوهاب وأنا أرسم، أنا اعتدت مشاهدة التليفزيون على الكنبة فى بيتى مع أسرتى حتى إن عائلتى قاطعت الجلوس على هذه الكنبة طوال فترة السجن، لم يكن أمامى مخرج سوى الرسم، كانوا يعطوننا وقتاً أيضا للرياضة «كرة قدم وتنس وفولى بول وتنس طاولة»، وسمعت وأنا فى السجن أن وزير الداخلية قرر عمل كابينة تليفون للسجناء وأنا أحيى هذا القرار، لأننى شعرت وأنا فى السجن بقيمة أن تستمع لصوت عائلتك فى الصباح، خاصة حفيدتى «هنا»، وبقية أحفادى «حلا» و«آدم». الغريب أننى عندما خرجت لم تعد لدى القدرة على التعامل مع التليفون المحمول، نسيت كيفية التعامل معه رغم أننى اعتدت حمل ٣ تليفونات لا تكف عن الرنين، لكننى أتعامل معه الآن وكأنه شىء جديد وصل إلى مصر اليوم.
■ هل خرجت بأصدقاء من السجن؟
- نعم كان هناك شخص اسمه أحمد مراد، لديه مقهى وبه شهامة ابن البلد، فى الأيام الثلاثة الأولى لم أكن أرغب فى تناول الطعام، ولم أكن أعرف ماذا آكل، لكنه كان يأتى ويدعونى إلى الطعام الذى أرسلته له أسرته، كنا نأكل البط والمحشى، وكان يحدث أسرته عنى، وأنا وعدته بأننى سأذهب إليه فى المقهى رغم أننى لم أجلس يوما على مقهى، لكنه أصبح من أقرب أصدقائى، وتعرفت أيضا إلى شاب إسكندرانى، كان يعاملنى بشكل أبوى ويريد أن يساعدنى فى كل شىء، ويصب لى الماء للوضوء، ولن أنساه، وفى قسم الدقى تعرفت إلى شاب يمنى كان يصلى الفجر فى رمضان، سمعت صوته فى حلم مثل صوت الشيوخ فى الحرم المكى، عرفت أن الناس فى المحن تعرف الله أكثر وتتقرب منه أكثر، نحن «نماردة»، لا نصلى ونعبد الله بحق إلا عندما تصيبنا مصيبة، فى السجن كانت الصلاة مختلفة، شعرت هناك بمعنى المأزق والكرب، وشاهدت شخصاً يسهر طوال الليل يتحدث عن ابنه الذى افتقده ولم يره حتى كبر، تحولت فترة السجن إلى فترة تصوف ووداعة وفن، فرسمت بورتريهات لكل هؤلاء، وكل حسب تهمته التى تتراوح بين جرائم الأموال العامة والتهرب من الضرائب والتحرش الجنسى وغيرها.
شاهد فيديو «يوميات شعلان فى السجن» على الرابط التالى:
www.almasryalyoum.com/node/١٩٧٨٦٨
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات