الأقسام الرئيسية

تربة القمر أكثر غنى مما كنا نعتقد

. . ليست هناك تعليقات:

دراسة لوكالة ناسا تؤكد أن التربة القمرية تحتوي عناصر هامة كالفضة والهيدروجين والزئبق.

ميدل ايست أونلاين

كنز من المواد الكيميائية

واشنطن - تربة القمر اغنى واكثر تعقيدا مما كان يعتقده علماء الجيولوجيا، لأنها تحتوي على مجموعة متنوعة من العناصر المفيدة مثل الفضة والهيدروجين والزئبق، وفقا لآخر تحاليل الحطام الناتج عن اصطدام مقذوفة اطلقتها الناسا في اواخر 2009.

وكانت وكالة الفضاء الاميركية القت صاروخا يزن 2,3 طن في فوهة كابيوس بالقرب من القطب الجنوبي للقمر، وتابعه عن كثب مسبار "لكروس" الذي حللت أجهزته المواد المتطايرة من جراء الاصطدام الذي أحدث حفرة بقطر 20 الى 30 مترا.

وكانت الناسا اعلنت في تشرين الثاني/نوفمبر 2009 انها كشفت وجود كميات كبيرة من المياه المتجمدة في هذا الحطام الذي تطاير لمسافة 15 كيلومترا تقريبا فوق الفوهة.

وتكشف هذه التحاليل ان "التربة القمرية داخل هذه الفوهات المظلمة بشكل دائم غنية بالمواد المفيدة وأن القمر ناشط كيميائيا ولديه دورة مياه" كما قالت الناسا في بيان لها.

وتظهر آخر تحاليل الحطام والغبار المتطاير ان التربة القمرية لا تحتوي فقط على الماء شبه النقي بشكل بلورات من الثلج بل ايضا على الهيدروكسيل واول اكسيد الكربون وثاني اكسيد الكربون والميثان والأمونياك والصوديوم والفضة والهيدروجين والزئبق، كما اوضح عالم الجيولوجيا بيتر شولتز من جامعة براون (رود آيلند، شمال شرق الولايات المتحدة) والمشرف على الدراسة التي نشرت نتائجها في عدد 22 تشرين الاول/اكتوبر من المجلة الاميركية ساينس.

ويضيف الباحث "يبدو ان هذه الفوهة تشكل كنزا من المواد الكيميائية" وهو يعتقد أن معظمها ناتج عن الوابل المتواصل من المذنبات والنيازك التي تصطدم بالقمر منذ مليارات السنين.

ويعتقد عالم الجيولوجيا هذا أن ذرات وجزيئات هذه العناصر التي استقرت في الغلاف الحتاتي حول القمر ربما تطايرت اثر اصطدامات اخرى لنيازك او حرارة الشمس التي شحنتها بالطاقة.

بعد تطايرها من الغلاف الحتاتي، وهو كناية عن طبقة رفيعة جدا من الغبار تشكل تربة القمر، تمكنت هذه الذرات من الوصول الى القطبين، واحتجزت في هذه الفوهات القارسة البرودة.

ويذكر هؤلاء الباحثون بأن علماء الفلك، خلال بعثات ابولو الست بين العامين 1969 و1972، وجدوا آثار فضة وذهب في اماكن الهبوط على سطح القمر المواجه للأرض.

اكتشاف الفضة في فوهة كابيوس يشير الى ان ذرات الفضة انتقلت نحو القطبين.

لكن نظرا الى كمياتها القليلة، "لا يمكن التفكير في انشاء مناجم للتنقيب عنها!" كما يقول بيتر شولتز بتهكم.

ويشير كورت ريثرفورد من معهد ساوثويست ريسيرش والعضو في فريق الابحاث الى ان "اكتشاف الزئبق كان المفاجأة الكبرى، لا سيما ان هذا المعدن كان وافرا بقدر المياه المتجمدة التي كشفتها اجهزة مسبار 'لكروس".

وهو يرى ان "سمية الزئبق الموجود بهذه الكميات الكبيرة قد يشكل خطرا على البشر الذين يريدون استكشاف القمر".

مع ان بعثة "لكروس" كانت ناجحة، فهي "تثير تساؤلات بقدر ما تجيب عن الاسئلة" التي كان يطرحها العلماء، حسبما يقول بيتر شولتز.

فالفوهات القمرية أشبه بأرشيف جيولوجي تجمع وتحفظ المواد طوال مليارات السنين.

ويضيف شولتز انها "قد تنطوي ايضا على مؤشرات حول تاريخ الارض والنظام الشمسي وحتى مجرتنا".

وقد اطلق "لكروس" في حزيران/يونيو 2009 مع مسبار "لونار روكونيسانس اوربيتر" المكلف رسم خريطة مفصلة للقمر ثلاثية الابعاد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer