الأقسام الرئيسية

بورقيبة يوحد التونسيين حيا وميتا

. . ليست هناك تعليقات:
الأحزاب السياسية تتنازع المرجعية السياسية البورقيبية في مسعى لإضفاء شرعية وطنية على نشاطها وفي محاولة لاستقطاب المزيد من الأنصار.
ميدل ايست أونلاين

تونس – من منور المليتي

السبسي وظف الارث البورقيبي لكسب انتخابات 2014
يحيي التونسيون الاربعاء الذكرى السادسة عشر لوفاة الزعيم الحبيب بورقيبة أول رئيس للجمهورية بعد الاستقلال والذي يعتبر مرجعية سياسية للدولة المدنية.
وفي مثل هذا اليوم ودع التونسيون بورقيبة، فيما بقيت البورقيبة مرجعية تتنازعها الأحزاب السياسية في مسعى لإضفاء شرعية وطنية على نشاطها وفي محاولة لاستقطاب أصوات الناخبين والأنصار.
والمتابع للمشهد السياسي التونسي يلاحظ هذه الايام تهافت الأحزاب السياسية على الرمزية التاريخية لبورقيبة كمؤسس للدولة المدنية دون المساس بهويتها وبعقيدتها.
ويرجع المؤرخون عودة البورقيبية إلى الثقافة السياسية التونسية إلى "غياب الشرعية الوطنية" لدى الأحزاب التي تناسلت في أعقاب انتفاضة يناير/كانون الثاني 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي.
أما الأخصائيون في العلوم السياسية فإنهم يرجعونها إلى فشل تلك الأحزاب في إقناع التونسيين ببرامج تنموية وسياسية تستجيب لتطلعات التونسيين.
وتؤشر عودة البورقيبية على أن أي حزب من الأحزاب بما فيها الإسلامية واليسارية التي نشأت أصلا لمعارضة نظام بورقيبة الذي حكم تونس من العام 1956 إلى العام 1987 لن ينجح في كسب التأييد الشعبي ما لم يستلهم رؤيته من تلك المرجعية.
وفي أعقاب انتفاضة يناير/كانون الثاني 2011 ومع وصول الإسلاميين إلى الحكم بدت تونس وكأنها تتحسس طريقا مجهولا غريبا عن إرثها الوطني اللبرالي وسط مخاوف من مشروع الإسلام السياسي الذي حاول بسط هيمنته على إدارة الشأن العام.
ولم يجد علمانيو تونس حينها مدخلا لمواجهة الإسلاميين سوى إحياء فكر الزعيم بورقيبة حيث قاد الباجي قائد السبسي وزير الخارجية القوي في نظام بورقيبة حزب نداء تونس مع نخبة من السياسيين العلمانيين.
ورفع السبسي الوفاء للبورقيبية شعارا لحملته الانتخابية ولمشروعه السياسي وحشد القوى المناهضة لحكم الاسلاميين خلفه حتى ممن يعارضونه وكان للنساء دور حاسم في ترجيح دفة الحكم لصالحه ولصالح حزبه النداء الذي تأسس لكبح أخونة الدولة ولمنع الرئيس السابق منصف المرزوقي حليف النهضة الاسلامية من الوصول مجددا الى كرسي الرئاسة.
ورأى محللون أن التونسيين الذين صوتوا للسبسي وحزبه العلماني انما صوتوا لبورقيبة مؤسس الدولة المدنية ومجلة الأحوال الشخصية التي تعد من أهم المكاسب الاجتماعية للمرأة التونسية.
وايقن اليساريون والإسلاميون مدى حضور المشروع البورقيبي الوطني رغم غياب الزعيم بورقيبة عن الساحة السياسية قبل 16 عاما.
ودخل بورقيبة حيا وميتا مجال المقارنات بين من حكموا تونس بعده حتى أن حمة الهمامي الناطق باسم الجبهة الشعبية التي تشكل ائتلافا لأحزاب اليسار في تونس لا يتردد في الاستنجاد بالبورقيبية لتوجيه انتقادات إلى الرئيس الباجي قائد السبسي مشددا على أنه "لا يملك جرأة بورقيبة" وأن حكومة الحبيب الصيد التي تشكلت في أعقاب الانتخابات "تفتقد لمشروع وطني طموح مثل مشروع بورقيبة".
ولم تنج النهضة الاسلامية من سطوة الثقافة السياسية البورقيبية حتى أن عددا من قادتها وفي مقدمتهم لطفي زيتون الذي يلقب بـ"العقل السياسي" للحركة أقر في أكثر من مقال نشرته الصحف المحلية بما تحقق للتونسيين من مكاسب تنموية وسياسية في ظل دولة الاستقلال.
أما محسن مرزوق الذي انشق عن نداء تونس وأسس حزب مشروع تونس فقد أعلن في أكثر من مناسبة أن حزبه يستلهم مرجعيته الفكرية وتوجهاته السياسية من قادة الحركة الوطنية وفي مقدمتهم الزعيم بورقيبة في دعاية تعكس التنافس بين الحزب الوليد وحزب النداء الذي يستند بدوره للمرجعية البورقيبية.
وخلال الأسابيع الماضية كثف السياسيون من مفردات سياسية كان بورقيبة يستخدمها أو هي في صلب مشروعه للدولة المدنية ومنها الوحدة الوطنية في مسعى لبناء جبهة لمجابهة المخاطر التي تهدد تونس وفي مقدمتها الهجمات الارهابية.
ويشدد الأخصائيون في العلوم السياسية على أن العناوين التي باتت تروج لها الأحزاب السياسية العلمانية منها والإسلامية مثل "هيبة الدولة المدنية" و"المواطنة" و"الوحدة الوطنية" و"المشروع الوطني" هي مفاهيم مستمدة من القاموس السياسي البورقيبي، تؤكد عودة البورقيبية بقوة.
واضافوا أن الحضور القوي للمرجعية البورقيبية في المشهد السياسي العام يعكس مدى ادراك الأحزاب السياسية لأهمية عدم القطع مع إرث دولة الاستقلال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المدونة غير مسئولة عن أي تعليق يتم نشره على الموضوعات

اخر الاخبار - الأرشيف

المشاركات الشائعة

التسميات

full

footer